"الشاطرة تغزل".. طالبات بمدينة جامعية تصنعن الزينة من "الكتب والملازم"
كتب- محمد مهدي:
الخميس الفائت، كان الهدوء يعم مبنى 2 بالمدينة الجامعية ببولاق. المؤشرات تقول إن السبت هو غُرة رمضان، فيما تجلس طالبات الفرقة الثانية بكلية إعلام في حسرة، لعدم تمكنهن من السفر إلى منازلهن بسبب الامتحانات، قبل أن تكسر إحداهن حالة الحزن بفكرة أشعلت حماسهن "بما إننا مسافرناش ومش حاسين بالأجواء الرمضانية.. قولنا نعمل زينة وفوانيس ونتبسط" تقولها "بسمة محمد" إحدى الطالبات المشاركات في صنع الزينة.
الساعة الواحدة مساءً، من الصعب على الطالبات النزول لشراء احتياجات الزينة، لكنهن رفضن الاستسلام والانتظار لليوم التالي "مكنش معانا غير الكتب والملازم، فقررنا نستخدمهم في الزينة بدل قلتهم" جمعوا عدد من الكتب التي انتهوا منها وامتحنوا فيها، لم تكفِ حاجتهن فزادوا عليها بـ "الملازم"حتى صار لديهن مخزون جيد من الورق يمكن من خلالها عمل الزينة.
الفتيات جميعهن من محافظات مختلفة-الدقهلية، الشرقية، المنوفية، الغربية، القليوبية، اللمة والانشغال بشكل جماعي في فِعل مُحبب منحهن السعادة "كنا 20 بنت، كل واحدة بتعمل حاجة" من تُحب الرسم صار عليها عمل الفوانيس من الورق وتلوينها، فيما تنشغل آخريات في "تقطيع الزينة وعمل الدقيق عشان نستخدمه في اللزق".
نحو 3 ساعات، تلك المدة التي دب فيها النشاط بمبنى 2 بالمدينة الجامعية ببولاق، ظلت كلا منهن منهمكة في صنع تزيين الدور الثالث بالمبنى حيث تعيشن، توقفن لوقت قليل للراحة، ثم استكملن عملهن بهمة "الطلبة لما صحيوا وشافونا بنعمل الزينة فرحوا جدًا بالفكرة".
دفعت خطواتهن، باقي الزميلات في أدوار المبنى لتكرار التجربة نفسها "الأدوار التانية من كلية رياض أطفال عملوا برده زينة" فيما دفع صوتهن لاستيقاظ المشرفة على المبنى، وفور أن رأت صنيعة أياديهن "قالت إنها حاجة كويسة بس بلاش صوت عالي عشان الناس اللي نايمة". عدم اعتراضها كان بردا وسلاما على قلوبهن.
انتهى العمل، خلدن إلى النوم، في صبيحة اليوم التالي كانت الزينة مبهجة في ضوء النهار، شعرن أنهن حققن شيئًا جميلًا بإمكانيات بسيطة، أنهن يشعرن بقدوم شهر رمضان طالما صارت الزينة والفوانيس في كل مكان حولهن.
فيديو قد يعجبك: