لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

للأسير راديو وللتضامن "فيسبوك".. هل يساعد الدعم الإلكتروني قضية الأسرى؟

05:18 م الأربعاء 10 مايو 2017

الدعم الإلكتروني لقضية الأسرى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إشراق أحمد وهدى الشيمي: 

24 يومًا تَنقضي على إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل؛ مسيرات داخل فلسطين، خِيم اعتصام منصوبة، أهالي يشاركون ذويهم الإضراب، نشطاء يضربون عن الطعام في دول عربية وأخرى غربية، مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالمقاطع المصورة والصفحات الداعمة لـ"الأمعاء الخاوية"، وبين كل ذلك يقف حسام كناعنة، متابعًا، يَستدعي أخر إضراب له عام 2012، يستعيد لياليه الشبيهة بتلك الأيام، لهفته ورفاقه لأخبار تُقوي صمودهم، يتصفح "فيسبوك" وحملات دعم الأسرى، يتذكر جهله بتلك الوسائل طيلة تواجده بالسجن وحتى خروجه قبل ثلاثة أعوام.

احتل الدعم الإلكتروني للأسرى مساحة لا تقل عن الحراك بالشوارع، والفاعليات المطروحة للتضامن مع أكثر من 1500 أسير فلسطيني أعلنوا إضرابهم عن الطعام في 17 إبريل المنصرف، للضغط على إسرائيل من أجل تحسين أوضاع معيشتهم في السجون، وتجاوز الأمر حدود الكلمات والروابط التفاعلية –هاشتاج- إلى صنع المقاطع المصورة والتضامن بلغة الأسير ذاته، حال ما خرج به "تحدي مي وملح".

كوب ماء يُذاب فيه ملعقة ملح يشربه أحدهم بينما تسجل الكاميرا فعله وكلماته للأسرى، ثم يدعو صديق له للمشاركة بالأمر ذاته، ذلك مضمون "تحدي مي وملح" الذي انتشر داخل وخارج فلسطين. نائلة من المغرب شاركت في تلك الفاعلية الإلكترونية.لم يكن أمرا جديدًا عليها، إذ حرصت عائلتها على تربيتها هي وأشقائها على الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولو بأبسط الطرق.

تابعت الفتاة المغربية الإضراب من بدايته حتى تحدتها صديقة لها بأن تشارك في التجربة، فكرت "نائلة" أن تلك المشاركة البسيطة قد تكون وسيلة لتوصيل أصوات الأسرى "اللي عدد كبير من الناس ما بيعرفوا كيف عايشيين وشو معانتهم، وما بيعرفوا بوجودهم أصلا"، على حد قولها.

رغبة الشابة المغربية، هي ذاتها الهدف الذي أراد الوصول إليه كل من عبد الستار شريدة ورفيقه فراس جابر، حين أطلقا حملة "إسناد الأسرى" بالتزامن مع الإضراب "نتمنى بكرة يتم الافراج عن الأسرى لكن اللي بإيدينا نقوم بمحاكاة لتجربة الأسرى من خلال الناس.. نحاول نخليهم يعيشوا معاناتهم".

قرر الشابان الفلسطينيان "تلبية نداء الأسير" حسب قول "شريدة"، بحثوا عن أساليب جديدة لتوصيل القضية إلى أكبر عدد ممكن؛ وعليه أعلنوا عن فاعلية "أنا صائم/ة.. أنا ممتنع/ة عن وجبة"، بصحبة الرابط التفاعلي الثابت –هاشتاج- منذ الإضراب "إسناد الأسرى"، خصصته الحملة لتنشر بصحبته المقاطع المصورة والرسائل المرسلة من كافة دول العالم، إذ أصبحت حملة "شريدة" ورفاقه الـ12 –من فلسطين وسوريا والأردن- أحد أكثر الحركات نشاطًا على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن بعد صفحة "مي وملح".

1 

الأخبار في مجملها وسيلة صمود للأسرى، يقول "حسام كناعنة" الأسير المحرر "كنا ننتظر نسمع أي شيء جيد خاصة الصبح كان كتير مهم نسمع خبر ونقوله للشباب لما يصحوا". عبر راديو ترانزستور صغير مُهرب ظل يستقبل "كناعنة" ورفاقه ما يُهون عليهم أيام إضراب 2012، كانوا يقبضون عليه بكل ما أوتوا من قوة بعدما تسببت حملات التفتيش من سلبهم بقية الأجهزة.

شارك "كناعنة" في ثلاثة إضرابات خلال 10 أعوام قبع بها في سجن الاحتلال، لكن ما حدث قبل نحو خمسة أعوام كان الأقوى والأطول "بيشبه الإضراب الجاري حتى أنه بدأ في نفس الوقت 17 إبريل"، 29 يومًا امتنع فيها الأسير المحرر عن الطعام برفقة زملائه، وما كان يبلل ريق العطشى للحرية سوى "أخبار التظاهرات داخل فلسطين والدعم العربي كانت تعطينا القوة"، ويزيد المدد مع الإعلام عبر الأثير بأن أعداد الأسرى في زيادة.

تحريك المؤشر والبحث عن الأخبار كانت مهمة ثابتة في يوم الأسرى، لم يتخلوا عنها حتى مع ضعف قوتهم بفعل مواصلة الإضراب، الذي كان يفرض عليهم النوم لساعات طويلة، إذ يحرص المستيقظ بين 90 شخص برفقة "كناعنة" أن يأخذ الراديو؛ ما بين إذاعة غزة، صوت القدس، صوت الشعب، الخليل، إذاعة مونت كارلو يضل يبحث حتى يأتي الأثير بما تهفو إليه الأذان، يتذكر الأسير السابق كلمات رفيق له عقب كل خبر يتحدث عن الدعم "اصبروا.. وما النصر إلا صبر ساعة".

2

لكن خارج أسوار السجن، الاعتماد على الأخبار وحدها ليس كافيًا في نظر "شريدة"، لذلك قرروا تسخير جهدهم للوصول إلى الشخصيات العامة، من فنانين ومثقفين بمختلف القطر العربي ودعوتهم لتسجيل كلمات داعمة للأسرى وهو ما شهد حراكًا كبيرًا حسب الشاب الثلاثيني "في فيديوهات نالت أكتر من 100 ألف مشاهدة".

اختلفت طبيعة "كناعنة" عن غيره من المضربين " الامتناع عن الطعام كان يحرمني النوم"، مما مكنه من اصطحاب الراديو ليلاً قدر المستطاع، فضلاً عن أوراق وقلم حرص على إخفائهم من السجان الإسرائيلي، وذلك أمهل الرجل الأربعيني أن يرصد من داخل السجن حركة التضامن معهم خارجه، يعتقد إن الحراك الشعبي في الضفة الغربية والداخل المحتل وغزة كان أكبر حينها على عكس تلك الأيام "مشاركة الشباب هي أكثر ما يميز هذه الفترة لكن التحرك الشعبي ليس على المستوى المطلوب".

لم يقتصر تضامن "نائلة" وصديقات لها على المشاركة في الفاعليات الإلكترونية، حاول بعضهن الإضراب عن الطعام "حتى يجربوا شعور الأسرى، ولكن وجدوا التجربة متعبة كتير، وفي منهم صار معه مضاعفات من أول يوم"، تقول الشابة المغربية إن الكثير في بلادها يحاولون إعلان دعمهم للقضية الفلسطينية، وإنهم دائمًا ما ينظمون معارضة تعريفية بالقضية، ووقفات تضامنية، من بينها الوقفة التي أقيمت يوم 30 مارس الماضي، الموافق يوم الأرض الفلسطيني.

3

مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لـ"كناعنة" تعد ضيفًا جديدًا عليه "مكنّاش نسمع عن العالم الافتراضي وقت ما كنت بالسجن"، لكنه اليوم بينما يرصد الإضراب من خارج الأسوار، يرى أن الدعم الإلكتروني له جانبين إيجابي وأخر سلبي؛ عن الأول يقول إنه أصبح بإمكان كل شخص دعم القضية عبر تعليق، منشور أو صورة وتوصيل صوت الأسرى بشكل سريع، غير أن اكتفاء البعض بذلك يعتقد أنه يضر الأسرى "صار في مناضلين على فيسبوك وتركوا الشارع".

أعتقد الأسير المحرر أن الزخم الدائر على فيسبوك سوف ينعكس على الأرض، ومن ثم الضغط على الجانب الرسمي وإخضاع سلطات الاحتلال للتفاوض، غير أن ذلك لم يحدث حتى الآن بحسب "كناعنة"، ويرجع هذا في نظره إلى الانقسام الفلسطيني والوضع العربي المحيط.

فيما يرى صاحب حملة "إسناد الأسرى" أن أداتهم الإلكترونية بإمكانها التأثير بشكل أو بآخر، يقول إن فتاة من المغرب أرسلت إلى الصفحة تخبرهم أنها قررت الصيام تضامنًا مع الأسرى، وحينما أطلعت جدتها ذات الثمانين عامًا على ما في الحملة، قررت المسن أن تصوم هي الأخرى، مما أدخل اليقين في نفس "شريدة" بأن كل خطوة ولو صغيرة من الممكن أن تشكل ضغط ودعم للقضية.

فيديو قد يعجبك: