بالصور-في مهرجان الطبول.. المزيكا تتقال بـ30 لغة
كتبت-شروق غنيم ودعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:
في الرابعة والنصف عصرًا، امتلأ شارع المعز، أمس، بألوان متداخلة، فيض من عازفي الموسيقى انطلق في مسيرة مهرجان الطبول صوب مسرح بيت الشاعر، لإحياء وصلة موسيقية مختلفة أنواعها.
"من أجل السلام" هو شعار مهرجان الطبول، بينما هدفه الرئيسي تصدير حالة الطمأنينة خارج مصر "حبّينا نقول إن في استقرار وإن الإرهاب ظاهرة عالمية" حسبما يقول أسامة جميل، أحد مساعدي المخرج انتصار عبد الفتاح رئيس المهرجان.
وسط الجمع؛ ذابت الثقافات المختلفة، زحام حول المسيرة، وتمايل مع كل دقة موسيقى، تصفيق وهتافات فَرِحة. من بحري وقبلي جاءت فرق مصرية من قصور الثقافة، بورسعيد، إسكندرية، الأقصر، سوهاج، الشرقية، الوادي الجديد وغيرهم.
فتيات يرتدين ألوان زاهية ملأت الشارع بهجة، يرقصن بنشاط على أنغام الطبل، فيما يشدو رجال الفرقة المزمار، مع التحطيب.
في نفس المسيرة، تتابع قرع الطبول. ففور انتهاء وصلة شرقية، بدأ عزف يوناني مع إيقاع مختلف من العازفين، تلاها الفن الإفريقي؛ الفتيات ارتدين حُلة بألوان زاهية، تمايلن بينما يصدح صوت إحداهن بغناء يليه "زغاريد".
بدأ المهرجان أول أمس برئاسة الفنان انتصار عبد الفتاح، تحت رعاية وزارة الثقافة، وتم الافتتاح بين أسوار قلعة صلاح الدين، بحضور فرق من دول مختلفة في العالم، بعضها إفريقية، كنيجيريا وغينيا، أخرى أسيوية كإندونيسيا، بالإضافة لدول أوروبية، ولم تغب الفرق المصرية من المحافظات المختلفة.
وثمة بلدان تُشارك بفنّها لأول مرة مثل الإكوادور وموريشيوس وتتارستان.
بدق الطبول وآدوات النفخ، تقدمت الفرقة الصينية، فيما أتت سيرلانكا بعرض مُبهج، بأداء فتيات علت رؤوسهن تيجان، وكست وجوهن زينة؛ صنعن دائرة، رقص داخلها أحد أفراد الفرقة على الإيقاع، في حين أخذت التنورة المصرية مكانها في العرض.
وسط كل ذلك، برزت فرقة مدرسة الدرب الأحمر. صغر السن لم يثنيهم عن تقديم أداء مختلف، فحملت فتاة عدة دوائر مختلفة وحركتها بخصرها، فيما أشعّت مسيرتهم ألوانًا، وتداخلت معهم أصوات فرقة "حسب الله" التاريخية، فهلل الجمع، وخرج أصحاب المحال يشجعونهم.
حوالي 30 فرقة شاركت في المسيرة الحاشدة بشارع المُعز، نصفهم أجنبي.
لم يواجه الفريق الفني القائم على المهرجان أي مشكلات في صميم عملهم "ولكن واجهتنا مشاكل إدارية، أهمها بسبب هيئة تنشيط السياحة"، حيث يضيف جميل أن الهيئة وعدتهم بتوفير دعم لوجيستي، خاص بتجهيز المسارح، إلا أنهم فوجئوا بتراجعها عن تلك الوعود قبل 24 ساعة فقط من بدء المهرجان.
"لولا الإنقاذ اللي قدمته وزارة الثقافة ومساعدتها لينا فيما يتعلق بأماكن العرض كان كل اللي عملناه هيضيع"، ويؤكد جميل أن وزارة السياحة لم تُبدِ أي أسباب لما فعلته الهيئة التابعة لها.
هام الجمع في نشوة موسيقية استمرت حتى التاسعة مساءً، جُرعة زائدة من البهجة تركت أثرًا جميلًا في نفوسهم، حرضتهم على الرقص؛ أحدهم حمل ابنه على كتفه للمشاهدة، بعضهم استمسك بهاتفه يُصوّر بحفاوة، فيما أطلت عائلات من شرفاتها على المهرجان المستمر حتى 26 إبريل الجاري.
فيديو قد يعجبك: