في "بين السرايات".. "العيش الحاف بطلوع الروح"

كتبت – يسرا سلامة:
على عكاز حديدي، دخلت "نعمة عبد المجيد" أو كما يناديها أحفادها "أم سيد"، للاقتراب من الفرن الرئيسي الذي اعتادت عليه في منطقة "بين السرايات" بمحافظة الجيزة، غير أن إغلاقه دفعها للسير مسافة أطول إلى منفذ لبيع الخبز قرابة عشرة أمتار، قائلة "حتى العيش الحاف بقى بطلوع الروح".

أزمة "عبد المجيد" تجسدت لسكان المنطقة الشعبية التابعة لمحافظة الجيزة بغلق مخبزها الرئيسي، وعى راغبي شراء الخبز البلدي إلا طريق الشراء الحر، "الرغيف الواحد بـ75 قرش وبيوصل لجنيه" تقولها عبد المجيد، فيما تجد الطريق الآخر هو الحصول على خبز من المنفذ التابع لوزارة التموين، الواقع منتصف شارع الزيات، ولا يوفر سوى الخبز البلدى الأقرب للشامي.

اصطف قرابة الخمسة عشر رجلا وسيدة بطابور أمام المنفذ، ممسكين ببطاقات خضراء، الذي ليس لديه بطاقة ليس مسموح له سوى بثلاثة أرغفة فقط مقابل جنيه، فيما يحصل أصحاب الكروت الخضراء على خمسة أرغفة للفرد على البطاقة مجانا مقابل الدعم.

"عملية حصر المستفيدين".. هكذا صرح وزير التموين بمداخلة هاتفية لبرنامج هذا الصباح بقناة اكسترا نيوز، صباح اليوم، مضيفا أن إيقاف الكارت الذهبي تم في كل محافظات الجمهورية.

"الكارت الذهبي الوزير لاغاه امبارح ومش راجع تاني.. مفيش غير صرف بالبطاقة".. أعلنت "أم عزة" البائعة بالمنفذ بصوت مرتفع للجميع ما صدر رسميا من وزير التموين علي مصيلحي بتوقف خدمة الكارت الذهبي، التي تذهب لأصحاب المخابز، ومنه يمكن توفر الخبز لأصحاب الكروت التموينية التالفة أو الضائعة (بدل فاقد)، وعدد من البطاقات الورقية.

منذ فترة لم تقدم "أم سيد" إلى هذا المنفذ لشراء الخبز "على طول متعودين ناخد من المخبز العيش البلدي، ولادي مش بيستطعموا العيش الملدن اللي شبه الشامي". ترك الخبز قليل من اللون الأبيض على جلبابها الأسود، قبل أن تنفضه متمتمة "المشكلة أن كل شوية العيش بحال غير التاني".

وظهرت الازمة في عدد من المحافظات منها الاسكندرية وكفر الشيخ والجيزة وبعض قرى أسيوط، والوادي الجديد، وبعض النقاط في الفيوم وإلمنيا، معلنا "لم يتفاقم الوضع لكن نحن بحاجة إلى معرفة الوضع الحقيقي على الأرض"، بحسب قوله.