لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- في الأزهر.. "جاي من البلاد البعيدة" لأجل القدس

06:04 م الجمعة 08 ديسمبر 2017

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-أحمد طرانة ومحمد حسام الدين:

حين سمعت سماح أحمد عن وقفة احتجاجية في محيط المسجد الأزهر، لم تُفوّت الفرصة. انطلقت بصحبة بناتها الثلاث صباح اليوم، من مدينة الشروق إلى الجامع العتيق، على أمل الانضمام لما أسمته "احتجاج الأحرار"، وصلت عقب انتهاء شعائر الجمعة لكن تجمّع الغاضبين كان في انتظارها.

في الأزهر لا فرق بين كبير وصغير، لا تكتلات أو أحزاب، فقط نداءات متداخلة أن "تسقط إسرائيل". وفيما قصد الجميع المظاهرة تنفيسا عن الغضب المكتوم، جاء آخرون من أماكن بعيدة، ربما يشفي الاحتجاج استياء صدورهم.

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

ما إن أتم الإمام الصلاة، حتى قال الرجال: "الله أكبر.. فلسطين عربية"، فيما وقفت أميرة سمير بين السيدات ترفع النداء "بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين".. خرج الجميع إلى الساحة. تلاقت الأصوات. هتف الشباب ورددت العجائز؛ بعضهن كانت تبكي "صحيح مش متعلمة بس بحب فلسطين"، قبل أن تسير ببطء مع الركب المتجه لساحة المسجد الخارجية.

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

لافتة صغيرة كُتب عليها عبارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، رفعها الحاج رضا. جاء صاحب الـ64 عاما من القناطر الخيرية. تلك المرة ليست الأولى له، خرج مرارا من أجل القضية "في الانتفاضة الأولى والتانية"، وقف على مسافة من الجمع، موليا نظره إليهم "كويس إنهم سابوا الشباب يتظاهروا".

لم يُفاجئه خطاب ترامب، إنما أدهشته "الوقاحة اللي رفع بيها التوقيع بتاعه.. كأنه بيغيظنا"، يحتد رضا قليلا في الحديث، ثم يغمغم "بس العيب مش عليه.. العيب على العرب عشان ساكتين له".

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

على استحياء أخذت لمياء ذات الاثنا عشر عاما تصرخ "خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود"، تشاركها شقيقتها آلاء، أما الأم سماح فتقدمت الصفوف تجاه قوات الأمن.. "جينا عشان أطلع الضيق الي عندي".

دفعت السيدة مبلغا ماليا لسائق التاكسي "عشان مفيش مواصلات وكنت خايفة نتأخر"، احتسبت ذلك الرقم "لله ولفلسطين" حسب تعبيرها. وضعت يدها على قلبها فيما تقترب من محيط المسجد "كنت خايفة الأمن يكون مشّى الناس"، إلا أن رؤية الناس أعادت لها الطمأنينة.

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

وسط المتظاهرين، وقف بعض رجال الشرطة بزيّهم، قال أحدهم للمحتجين المتحلّقين حوله "إحنا مش ضدكوا..احنا بنحميكوا"، انتشرت الهمهمات بين الحضور خوفا من فض التجمّع، بينما قال أحد أمناء الشرطة لزميله بهدوء "طالما جايين لفلسطين هنمشّيهم ليه؟".

بين لحظة والثانية تفاوتت الهتافات، بين "تخاذل الحكام"، توعد "الإسرائيليين"، أو طلب فتح المعابر. مع الوقت ارتفع عدد المتظاهرين، حوصروا بقوات الأمن داخل الساحة، وفُتح الطريق للخارجين والمنضمين فُرادى، فدخلت مها شهروب وأبواها محيط المظاهرة، اقتربوا دون معرفة ما يجري، وما هي إلا دقائق حتى اختلطت حناجرهم بما يقوله الآخرون.

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

"كنا جايين من دمياط نصلي في الأزهر والحسين"، لم تلحق أسرة مها بالصلاة "عشان قافلين الطريق"، لكن الشابة الثلاثينية لديها خلفية عمّا يجري "أمريكا بتقول إن القدس إسرائيلية"، فيما سمعت والدتها الكفيفة عن نقل السفارة من الراديو، حتى أنها أخذت تُردد لابنتها "والله ربنا يكون في عونهم الفلسطينيين.. مش كفاية اللي عندهم".

وقفة احتجاجية في محيط الأزهر

كالهتافات كان الشخص المحمول على الأعناق يتغير أيضا. تارة يصعد أحدهم متحدثا عن مطالب الجمع "إزالة السفارة الأمريكية والإسرائيلية من مصر"، آخر يُحذر الموجودين من إطالة البقاء "30 دقيقة يا جماعة وكلنا هنمشي.. مش عايزين مشاكل مع الأمن"، فيما اكتفى الثالث بقول "عيش حرية.. القدس دي عربية"؛ ظلت سماح تُردد من خلفه، كاد صوتها يختفي، قضت ساعة ونصف في المكان "ومش همشي إلا لما يخلصوا"، تقدمت الصفوف قليلا وتراجعت لتطمئن على بناتها، قالت بصوت عال "هما يفتحوا لنا الحدود بس.. والله هروح بكرة"، توافقها أخرى تقف بجانبها الرأي، ثم تستطرد "بس كويس إننا قادرين نزعق عشان فلسطين".

فيديو قد يعجبك: