إعلان

ناجِ من هجوم "الروضة" يروي مشاهد "فاقت الوصف"

10:00 م السبت 25 نوفمبر 2017

هجوم الروضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي:

في الصف الأخير بجوار باب مسجد الروضة المقابل لمنبر الإمام، اتخذ حسين عزارا، مكانه. في خشوع وتضرع جلس المُعلم بمدرسة آل جرير الابتدائية منتظراً خطبة الجمعة، المؤذن ينادي للصلاة بصوته العذب، والرجل الأربعيني يبتهل إلى الله علها تكون ساعة إجابة.

كان من المفترض أن تبدأ الخطبة، غير أن يد الإرهاب قطعتها، ودوى إطلاق الرصاص في أنحاء المسجد: "الناس جالها هستيريا، سمعت الأذان الأول والثاني وبعدين ما سمعتش حاجة"، يروي "حسين" ما حدث قبل تمكنه من فراره ونجاته من الموت.

ثواني معدودة لم تتخط الدقيقة الواحدة، تواجد خلالها ابن قرية الروضة بالمسجد بعد هجوم المسلحين عليه، يقول إن المشاهد المأساوية لجثث القتلى والمصابين أصابته بالهلع للدرجة التي تجنب معها النظر إلى الإرهابيين: "كانت مناظر بشعة مش قادر أوصفها"، يذكر الجثامين المتراصة فوق بعضها البعض، بينما تسيل منها شلالات الدماء، وسجاد الصلاة الخضراء الذي تخضبت باللون الأحمر.

649

وفق "حسين" الذي تحدث لـ"مصراوي"، فإن حالة من الذعر انتابت جميع المصلين، بعدها فَرّ الناجين من طلقات الإرهابيين خارج أبواب المسجد: "لقيت ناس قامت وجريت وأنا جريت معاهم، مكنتش عارف أنا رايح فين، بس كنت عاوز أخرج من الجامع"، ويشير إلى مشاهدته قرابة 7 سيارات تخص المصلين تشتعل أمام المسجد: "كانت عربيات الناس بتتحرق، ولعوا فيها قبل ما يهجموا علينا جوا".

وتقع قرية الروضة غرب مدينة العريش شمال سيناء، وتتبع إدارياً مدينة بئر العبد، ويُقدر عدد سكانها وفقاً لآخر إحصاء سكاني قامت به مصر بـ2400 نسمة.

داخل منازل أحد أهالي القرية القريبة من المسجد احتمى "حسين" من ملاحقة الإرهابيين: "دخلت عند جيران جنب الجامع استخبيت"، قبل أن يعود إلى منزله بعد هدوء الأوضاع عقب حوالي ساعة من الحادث.

2017_11_25_15_19_8_297

"متوقعناش يحصل كده أبداً، الهجوم كان مفاجئة لينا كلنا"، قالها "حسين" مبرراً ذلك بحالة الأمن الذي عُرفت به قرية الروضة قبل أن يستهدفها الإرهاب: "كانت هادية دايمًا وبعيد خالص عن التفجيرات".

وأسفر الحادث الذي استهدف المسجد، عن سقوط 305 شهداء، و185 مُصاباً، وفق بيان النائب العام، اليوم السبت.

إلى سرادق عزاء كبير تحولت قرية الروضة بعد الهجوم الدامي. بحسب "حسين"، فإن الأهالي يبكون ذويهم وأبنائهم، الجميع في حالة صدمة لا يجدون تفسيراً للإرهاب الغاشم الذي ضرب القرية الهادئة: "عندنا ناس بتعزي والناس الباقية بتدفن، والكل أعصابه متوترة"، بنبرة حزينة يقول إنه كتب له عمر جديد "بس مش هقدر أنسى البشاعة اللي حصلت جوه الجامع".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان