لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- عمال المدابغ في "الروبيكي" يحكون مشكلاتهم بعد الانتقال من "مصر القديمة"

05:09 م الخميس 16 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- كريم أحمد ومحمود بكار:

لم يمر عام واحد، هو عُمر مدابغ الجلود داخل مدينة الروبيكي، بعد أن استقرت لعقود طويلة بسور مجرى العيون في حي مصر القديمة، قبل أن تُقرر الحكومة نقلها إلى المدينة التي تمتد من طريق القاهرة الإسماعيلية وحتى طريق القاهرة السويس الصحراوي.

داخل المدينة التي تتخطى مساحتها 515 فدانًا، وتبتعد 40 كيلومترًا عن القاهرة، لم يتوقف الحديث بين أصحاب المدابغ والعمال عن حال العمل بالمقر الجديد، الذي شُيد لاستقبال الصناعة التي هجرت سور مجرى العيون وسط رفض من أصحاب المدابغ والعمال في حينها.

على طريق مُمهد سلفًا، يُغطي جانبيه رمال صحراوية، تستقبلك لافتة ترحب بالوافدين إلى "مدينة الجلود بالروبيكي".

مدينة واسعة، يتلاءم هدوئها مع موقعها وسط الصحراء، يتوزع بها عدد من مدابغ الجلود التي انتقلت وأصحابها بعد أن هُدمت ورشهم في منطقة مصر القديمة.

داخل أحد المدابغ، ينشغل سيد حرب بعمله في الإشراف على العمال، يوفر لهم ما يحتاجه العمل ويستمع إلى شكواهم، قبل أن يستغرق في الحديث عن صناعة الجلود.

يقول الرجل الذي ورث العمل في المدابغ أبًا عن جد إن أكثر ما يميز العمل في الروبيكي عنه في سور مجرى العيون هو النظام ونظافة بيئة العمل.

يتبادل صاحب الـ37 عامًا الحديث مع أحد العمال، قبل أن يضيف أن منطقة الروبيكي جُهزت بشكل جيد لاستقبال صناعة الجلود، فيما ينتقد ارتفاع درجة حرارة المصنع في الصيف نتيجة سوء المادة التي صنع منها السقف وانقطاع المياه التي تُعطل العمل لساعات.

يمسك حرب قطعة من جلد قد فرغت للتو من عملية التنظيف، بينما يُعبر عن حاجة القائمين على المدابغ إلى سرعة إنهاء تشغيل مرفقي الإسعاف والمطافئ تجنبًا للمخاطر التي تصاحب عملهم.

رغم رضا حرب عن حال العمل داخل الروبيكي، إلا أنه يعدد عدد من المشكلات التي تُصاحب العمل على بُعد كيلومترات من القاهرة.

يقول أحد العمال إن عمله داخل الروبيكي يسير بشكل جيد، لكن أكثر ما يُرهقه هي طول المسافة التي يقطعها من منزله بحي مصر القديمة إلى عمله بالمدينة والعكس، والذي يُكلفه حوالي 4 ساعات يوميًا، علاوة على بدأ العمل في التاسعة صباحًا وانتهائه في الخامسة مساءًا.

يشترك عامل آخر في الحديث، رافضًا ما يفرضه طبيعة العمل من العيش في المدينة، لأن ذلك يُعزله عن العالم-وفق تعبيره، ويجعل أولاده رهن بيئة العمل وثقافته. إلى جانب شعوره بانعدام الأمان في منزل لا يملكه، ويمكن سحبه منه بعد سنوات من الاستقرار، بمجرد إبعاده عن العمل.

يتفق حرب مع حديث عماله، قبل أن يحكي عن مشكلة تواجه صناعة الجلود عامة، وهي ارتفاع أسعار الكيماويات في الشهور الأخيرة، والتي تدفع المستهلك بعيدًا عن المنتج المصنوع من الجلد الطبيعي لارتفاع سعره مقارنة بما صنع من جلد صناعي.

فيما يتمنى الرجل الثلاثيني أن يتحسن حاله وحال صناعة الجلود التي تربى على العمل فيها.

فيديو قد يعجبك: