لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قبل ساعات من النتيجة.. "مصراوي" داخل مدرسة مصرية مرشحة لجائزة المليون دولار

08:21 م الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي ومحمد أبو عميرة:

تصوير - أحمد طرانة:

على وقع موسيقى أغنية "أحلف بسماها وبترابها" كان طلاب مدرسة "حسن أبو بكر الرسمية المتكاملة للغات" يؤدون، صباح اليوم، البروفات النهائية للأغاني الوطنية التي سينشدونها غدًا بالتزامن مع إعلان اسم المدرسة الفائزة في مسابقة "تحدي القراءة العربي" المقامة بدبي، بعدما وصلت المدرسة التابعة لإدارة القناطر الخيرية بالقليوبية للتصفيات النهائية ضمن 6 مدارس عربية متأهلة من دول "فلسطين، الأردن، البحرين، الجزائر، الإمارات، للفوز بجائزة قيمتها مليون دولار.

1

في ركن آخر بفناء المدرسة التجريبية الحكومية التي تضم 4 مراحل تعليمية "من الحضانة للثانوي"، دأب أفراد تابعون لإحدى القنوات الفضائية الإماراتية في تثبيت كاميرا للبث الفضائي، ستنقل غداً عبر شاشتها صورة لتلاميذ المدرسة الذين سيقفون منذ الصباح الباكر يحبسون الأنفاس في انتظار إعلان اسم المدرسة الفائزة، وفي نفس الوقت سيتابعون بث حي للحفل الذي سيبدأ بمدينة دبي ومتواجد به وفود ممثلة للمدارس العربية الـ6 المتأهلة "هيبقى فيه شاشة عرض كبيرة في حوش المدرسة، هنشوف الحفلة لايف وهما هيشوفونا" تقول "شيماء" المنسق الإعلامي للمدرسة.

2

من خلال أخصائية المكتبة بالمدرسة "سماح عبده"، شاركت المدرسة المصرية في مسابقة "تحدي القراءة العربي" التي أطلقتها دولة الإمارات قبل عامين، وتشمل 3 مستويات "المدرسة المتميزة، الطالب بطل تحدي القراءة العربي، أوائل الطلبة في دولهم": "من سنتين المسابقة جتلنا هنا من دولة الإمارات، اشتركنا فيها في أول سنة عن طريق أخصائية المكتبة هي صاحبة المبادرة وهي اللي سافرت" تقول "شيماء".

كل طالب يلخص 50 كتاب بعد قراءتهم، هي الخطوة الأولى للاشتراك بالمسابقة "بعد التصفيات بتاعت الطلاب ندخل تصفيات المدرسة" تقول "شيماء"، وتضيف أن جميع طلاب المدرسة شاركوا في التحدي، تأهل منهم 250 طالب تمكنوا من تحقيق عدد الكتب المطلوب، لتتصدر المدارس الـ6 المتأهلة "إحنا أكتر مدرسة مشاركة بعدد الطلاب، باقي الدول آخرهم 150 طالب" وهو ما أثار إعجاب اللجنة الثلاثية "لما جولنا زيارة من دبي انبهروا بالعدد والمستوى".

3

"مليون دولار" هي قيمة الجائزة التي ستمنح للمدرسة المتميزة الفائزة بالتحدي، بحيث يتم منح100 ألف دولار لمدير المدرسة، و100 ألف دولار للمشرف المتميز، في حين سيتم تخصيص 800 ألف دولار كمساعدات عينية وبرامج تطوير لمساعدة المدرسة على مواصلة رسالتها في ترسيخ ثقافة القراءة لدى الطلبة واعتماد الأنشطة القرائية المختلفة جزءاً لا يتجزأ من منظومتها التعليمية.

جهد متواصل بذلته إدارة المدرسة على مدار العامين الماضيين منذ الاشتراك بالمسابقة "أملنا كبير نكسب وبنسعى لده" يقول "كمال" موجه بإدارة القناطر الخيرية بينما يتابع آخر اللمسات النهائية ليوم الغد، ويشير إلى بذل مجهود مضاعف بدءً من تدبير ميزانية مالية كبيرة لتوفير أدوات كتابية ومصروفات انتقال حيث قاموا بزيارة أماكن عديدة منها "جامعة الدول العربية، مشيخة الأزهر، منظمات مجتمع مدني" فبحسب "كمال" لا يقتصر المشروع على قراءة وتلخيص الكتب "المشروع مش سهل، المسابقة هدفها إن الطالب يأثر في المجتمع اللي حواليه إزاي، طول السنة بنستدعي أولياء الامور وننظملهم ورش، والولاد بيعملوا مجمعات في العمارات السكنية والحي لتشجيع غيرهم على القراءة".

من أعلى كوبري القناطر الخيرية، تلفت المدرسة الممثلة لمصر في المسابقة الأنظار إليها، ألوان جدرانها ورسوماتها الزاهية تنبه العابرين، فيما تجذب صورة أحد تلاميذها المتوج الطالب المثالي على الجمهورية الأعين بمكان وضعها المميز حيث يراها من يدخل من البوابة الرئيسية لكونها تنم عن تفوق بمستوى تعليمها، عدد كبير من سلال القمامة علقت بجميع جوانب المدرسة، ورغم أن أثاث الفصول بسيطة إلا أن العين لا تخطيء حالة النظافة التي تبدو عليها، صورة مبهرة بدت عليها المدرسة لدرجة أن الزائر للمرة الأولى قد لا يصدق أنها موجودة بمصر.

طلاب: إحنا أحلى من المدارس كلها ومبنحبش نغيب

4

داخل دورة مياه خاصة بطالبات المرحلة الإعدادية، والتي بدت شديدة النظافة، وقفت قرابة 10 فتيات تستبدلن الزي المدرسي بتيشيرت كتب عليه "تحدي القراءة" وهو الزي الموحد الذي سيرتدونه خلال العرض الموسيقي المقرر صباح غداً، بسعادة كبيرة وقفت الفتيات يطلقن الضحكات ويساعدن بعضهن البعض في ارتداء الملابس.

"إحنا أحلى من المدارس اللي هنا كلها" قالتها "شاهيناز" بحماس كبير عند سؤالها عن مدى حبها لمدرستها، لتلتقط "فرح" أطراف الحديث وتوضح توافر إمكانيات عديدة بمدرستهم "زي المعامل والمراوح والديسكات.. بصراحة حاجات مش موجودة في مدارس كتير".

5

اختلاف واضح لاحظته الطالبات بين مدرستهم والمدارس الآخرى جعلتهم يلمسون الجهد الواضح الذي يبذل من أجلهم "هنا أحسن بكتير، الطلبة التانيين بيحسدونا"، وتقول "روضة" الطالبة بالصف الثاني الاعدادي بالمدرسة إلى أنها تهرول كل صباح لمدرستها كما لو كانت ذاهبة في نزهة "عشان بنتعلم أنشطة وكذا لغة وعندنا تدريبات كتير، مش حفظ وخلاص"، تضحك "تمني" وتقول "بنحب المدرسين كلهم، أنا مغبتش ولا يوم والله".

6

على قدم وساق، انهمك الجميع في أداء المهام المكلفين بها، الجميع يعمل بهمة ونشاط، فبينما أمسك طالب بمصحف يراجع مع أحد المعلمين ما سيتليه، أخذت مدرسة الموسيقى تصدح بالغناء مع تلاميذها الممسكين بالأعلام، وانتشر عدد كبير من موجهين الإدارة التعليمية يشرفون على ترتيبات اليوم المرتقب، من بينهم يتقافز الأطفال بمرح، بدا المشهد مبهج الجميع في ملحمة وطنية يتضرعون إلى الله بتكليل جهد عامين "إن شاء الله أنا واثق من الجهد اللي بذلناه وواثق من توفيق ربنا" يقول "محمد هشام" الطالب المثالي على مستوى الجمهورية والذي يدرس بالصف الثالث الإعدادي بالمدرسة.

عاملات نظافة: بنتعب في تنضيفها عن حب وبنرفض النقل منها

7

بالطابق الثالث، وقفت عاملات النظافة الثلاثة "فوزية، نبوية، صباح" يستندن لأحد الأسوار المطلة على فناء المدرسة، بابتسامة عريضة أخذن يتابعن بروفات الموسيقى الدائرة استعداداً ليوم إعلان النتيجة المرتقب، ومن حين لآخر يداعبن الصغار الذين يطلبن منهن المساعدة.

أكثر من 15 عام قضتها السيدات الاتي تجاوزن العقد الخامس من العمر في تحمل مسؤولية نظافة أحد الطوابق الخاص بالمرحلة الابتدائية بالمدرسة، لم يفكرن يومًا في مغادرتها "إحنا متمسكين بيها مبنفكرش نمشي منها أبداً" تقول "فوزية"، وتؤكد زميلتها "نبوية" أنهم يرفضن جوابات النقل الدورية "بنطلب نفضل فيها، حبيناها وبنحب الجو اللي فيها".

8

سيل من الإشادات الكبيرة أطلقتها العاملات الثلاثة حول تميز المدرسة واستحقاقها عن جدارة لتكون الأكثر نموذجية بالعالم العربي "حلوة في تعليمها، والمدرسين اسلوبهم مش هتلاقيه في أي مدرسة برة، والله أحلى تعليم وأحلى مدرسين"، بنبرة تملؤها الشجن تذكر "صباح" مدى الجهد الذي يبذلنه للحفاظ على جميع جنبات الطابق نظيفة على مدار اليوم الدراسي "بنتعب في تنضيفها بس عن حب، وبنبقى مبسوطين إن إحنا بنتعب".

3 عاملات يتواجدن بكل طابق ويكلفن بمهمة نظافته، بحسب "نبوية": "عشان كده المدرسة نضيفة طول الوقت"، وتشير "فوزية" إلى المعاملة الحسنة التي يتلقوها من المعلمين ويستعيضون بها بعض الشيء عن مرتبهم الضعيف الذي لا يتجاوز 400 جنيه "المدرسين بيتعاملوا معانا بكل الأدب والاحترام، بصراحة كويسين مع الطلبة والعمال".

هنا يبدع الطلاب على جلود الأضاحي والصدف

9

بشغف كبير هرولت "سماح" معلمة التربية الفنية بالمدرسة نحو محرري مصراوي ما أن رأتهم لتدعوهم لمشاهدة حجرة التربية الفنية و إبداعات الطلاب بها، لا تتعدى مساحة الحجرة التي تقبع بالدور الثاني من المدرسة ال35 متراً ولكن تلك المساحة كانت كافية تماماً ليعبر الطلاب بها عن مهاراتهم ومواهبهم، على يمينك تجد جلد أحد الأضاحي منقوش عليه آيات قرآنية صنعها الطلاب، وأمامك تجد مرآة كونها الطلبة من صفائح المياه الغازية غير أن الحجرة تكتظ برسومات الطلبة ومنتجاتهم التي صنعوها من مواد بدائية عن طريق إعادة تدوير المخلفات فضلاً عن الأشكال التي شكلوها بالصلصال.

ودعت وزارة التربية والتعليم الفني، أبناء الشعب المصري من خلال حملة تحت شعار "ادعم بلدك وصوت لصالح مصر" للتصويت لاختيار المدرسة المصرية التابعة لمحافظة القليوبية لتمثيل مصرفي التصفيات النهائية في مسابقة تحدي القراءة العربي المقامة بدبي، بالدخول على موقع المسابقة .

ماذا سيفعلون بقيمة الجائزة

10

يؤكد "إيهاب" وكيل المدرسة أنهم إذا استطاعوا الحصول على الجائزة سيقومون بدعم المدارس المجاورة لهم ضعيفة الإمكانيات وسيطورون إمكانيات مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفًا أن الدافع الرئيسي من وراء المشاركة في التحدي أن نثبت للمجتمع أن "الإنترنت" ليس الوسيلة الوحيدة للمعرفة الآن "القراءة لسه هي الأساس".

11

بعزف السلام الجمهوري وبعض الأغاني الوطنية سيبدأ اليوم المرتقب في تمام التاسعة صباح غداً "في الأول لتحميس الولاد قبل إعلان النتيجة" تقول "داليا"، تكمل تدريب طلابها الذين ينشدون بحماس "تحية العلم بلادي، لكي حبي وفؤادي، بنحبك يا مصر"، تبتسم وتضيف أن هناك أغاني آخرى أعدوها لغنائها في حالة فوزهم منها أغاني بسم الله وفرحة مصر "وهنغني الليلة اللي عملها عمرو دياب للمنتخب، دي بقى لما نفوز زي كأس العالم".

فيديو قد يعجبك: