لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بطل العالم في الجودو: لم أحصل على مرتب من الدولة.. والفوز بـ"أوزباكستان" خطوة لأولمبياد طوكيو (حوار)

11:54 ص الإثنين 16 أكتوبر 2017

رمضان درويش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار-محمد زكريا ودعاء الفولي:

في الثامن من أكتوبر الجاري، وفيما الأعين مشدوهة نحو مباراة المنتخب في برج العرب، والكل ينتظر هدف ثاني يضمن وصول مصر إلى كأس العالم، كان رمضان درويش، لاعب مصر الدولي في الجودو، يلتقي نظيره الروسي "الياسوف"، في نهائي بطولة الجائزة الكبرى بأوزباكستان، حاصدا الميدالية الذهبية في بطولة طشقند جراند بري ٢٠١٧ في وزن ١٠٠ كيلوجرام.

منذ أكثر من 15 عاما بدأت علاقة درويش باللعبة، شغفته حبا، أصر على تكليل عشقه لها بالبطولات، رفع اسم مصر عاليا في دول عدة، حصد بطولات عالمية جعلته الأول عام 2009، ومر بالكثير؛ بين انعدام الدعم المادي، والإصابة التي أقعدته أكثر من 6 أشهر عن اللعب، غير أنه قرر في النهاية العودة بقوّة، واضعا أوليمبياد طوكيو 2020 نُصب عينيه.

-ما أهمية خطوة فوزك ببطولة أوزباكستان في مسيرة الوصول إلى أوليميبياد طوكيو 2020؟

بطول أوزباكستان هامة لأكثر من سبب؛ فالوصول للأوليمبياد يتطلب تدريبا مكثفا طوال السنة، وأن يكون ترتيب اللاعب متقدم، وذلك يتطلب خوض كثير من البطولات وربحها، لاسيما المسابقات العالمية، بالإضافة إلى أن "الأوليمبياد السنين اللي فاتوا كانت بتاخد أول 22 لاعب على مستوى العالم لكن في 2020 هياخدوا أول 16 لاعب بس"، ولكن ما يجعلني مطمئنا هو أن ترتيبي العاشر عالميا.

-وكيف استعددت لبطولة أوزباكستان؟

"اشتركت في معسكرات تدريب في دول كتيرة جدا". بدأت من هولندا، حيث ظللت هناك لمدة شهر، ثم سافرت إلى سويسرا لحضور نهائي كأس أوروبا في الجودو، ثم عدت إلى مصر، قبل أن أتجه إلى إفريقيا للمشاركة في بطولة إفريقيا وحصدت المركز الثالث، ثم حضرت معسكرا آخرا في ألمانيا ثم بلجيكا. والحقيقة أن تلك التدريبات والبطولات أعادت لي لياقتي بعد أن مُنعت من الحركة لستة أشهر بسبب عملية جراحية.

-حدثنا عن تلك العملية.

بعد أوليمبياد ريو دي جانيرو في أغسطس 2016، أُصبت بـ"فتق إربي" في البطن، وتعين عليّ الخضوع لعملية، دفع ثمنها اتحاد الجودو المصري "بس بعد كدة محدش سأل فيا". بقيتُ تحت العلاج أكثر من ستة أشهر وبعد التعافي عُدت بشكل بطيء للبطولات والملاعب.

-ربحت بطولة أوزباكستان عام 2014.. ما المختلف هذا العام عن المرة الماضية؟

المختلف أنها البطولة الأولى القوية التي ألعبها بعد التعافي من إصابتي "لعبت حاجات تانية لكن كانت متوسطة"، ما ساعدني على استعادة لياقتي بشكل كبير.

-إذا كيف كانت كواليس المباراة النهائية في أوزباكستان لذلك العام؟

"صعبة جدا".. كنت أقوم بالتسخين قبل المباراة بمفردي "مفروض إن في الجودو بسخن مع لاعب تاني بس أنا مكنش معايا حد، لأني سافرت على حسابي الشخصي، ومكنش في مقدرة أوفر مدرب وطبيب". كان الأمر مُرهقا، خاصة وأن اللاعب الروسي كان يتدرب برفقة فريقه، وكان معه مُدرب وطبيب يطمئن على حالته، شعرت أن الأمر ثقيل على صدري لكن "الحمد لله كان ربنا معايا وكسبت ودة كفاية".

-وما أول شيء جاء ببالك عقب الفوز؟

"إن تعب أهلي وزوجتي معايا مراحش هدر وإن تعبي عشان التدريب جه بنتيجة وخلاني رفعت علم مصر".

-تزامنت بطولتك مع مباراة مصر والكونغو التي أهّلت المنتخب لكأس العالم.. فكيف كان شعورك؟

للأسف لم أستطع متابعة المباراة بسبب البطولة، لكن ما إن انتهيت حتى ذهبت لغرفة الكشف عن المنشطات، وطلبت من أحد اللاعبين إعطائي هاتفه لمطالعة الانترنت ومعرفة ما يجري "وفرحت على فرحتي بالبطولة إن مصر صعدت وفرحت لأن الناس كانت محتاجة دة فعلا".

-هل أثر تزامن فوزك مع مباراة مصر على ردود الفعل الجيدة التي تلقيتها؟

إطلاقا. بل توقعت احتفاءً أقل من ذلك "بس لقيت الناس كتيرة بتتصل بيا وعلى فيسبوك بتشكرني وبتدعمني وبتهنيني على البطولة ودة بيديني شجاعة أكمل".

-وماذا عن التكريم الرسمي؟

سمعت المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، على إحدى القنوات يقول إنه سيتم تكريمي، ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن.

-هل لديك طقس ثابت عقب كل بطولة؟

يجب أن أتصل بوالدتي سواء ربحت أو خسرت "لو كسبت بتشجعني ولو خسرت بتحفزني أكمل وأكون أقوى.. أمي هي ضهري في الدنيا".

-لم يحالفك الحظ في أوليمبياد ريو دي جانيرو.. فما الخطأ الذي حدث وقتها؟

قبل سفري إلى ريو دي جانيرو بالعام 2016، لم أكن مستعدا على أتم وجه.

في البداية، صدق خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، على خطتي المقترحة في الإعداد للبطولة، وقال الوزير بعدم وجود أي مشاكل مادية تعوق تنفيذها، لكن جاء التقصير من اتحاد الجودو والجهاز الفني، بعد امتناعهم عن تنفيذ الخطة بالكامل، وكان سببا رئيسيا في وداعي البطولة أمام بطل ألمانيا في الترضية المؤهلة للحصول على الميدالية البرونزية.

-ما أصعب اللحظات التي مرت عليك خلال مشوارك الرياضي؟

مررت بكثير من لحظات اليأس؛ وقت كان تصنيفي الأول عالميا في 2009، حلت بقدمي إصابة بالعضلة الخلفية، فيما زاد التشخيص الخاطئ من وطأة الأمر، مما أبعدني عن مستواي وقلل من تصنيفي العالمي، في حينها لم أجد بين أسرة اللعبة من يقدم لي الدعم، غير أن وجود عائلتي إلى جانبي خفف من الأمر كثيرا.

إلى جانب افتقادي لأي من أشكال الدعم المادي، فلم أحصل طوال مشواري الرياضي على مرتب شهري من أي مؤسسة مصرية، ولم يكن لدي مصدر رزق آخر خارج إطار اللعبة، فمصدر دخلي الوحيد كان من البطولات التي فزت بها.

-إذا.. هل فكرت بلحظة في ترك لعبة الجودو؟

رغم الصعوبات التي واجهتها، لم أفكر في ترك اللعبة؛ فعلى سبيل المثال خسارتي في أولمبياد ريو دي جانيرو، كانت الأشد وطأة على نفسي، خاصة أن المصريين علقوا على مشاركتي بالبطولة آمال كبيرة، لذلك كان وداعي لها صدمة كبيرة، زاد منها مطالبة البعض لي بالاعتزال، لكني صممت على استكمال المشوار، حتى لو كلفني ذلك صرف آخر جنيه في جيبي، وكان الأمل بالفوز في أولمبياد طوكيو 2020 دافعي الأول في الاستمرار.

-متى بدأت رحلتك مع رياضة الجودو؟

كنت طالبا بالصف الثاني الابتدائي، تعرفت على رياضة الجودو ومارستها، وقتها كان شقيقي الأكبر مصطفى درويش بطلا للجمهورية، وشقيقي الآخر علي درويش حاصل على دورة الألعاب العربية، إلى جانب نجاح محمد شقيقي التوأم باللعبة وحصوله فيما بعد على بطولة إفريقيا. كانت لعبة الجودو هي رياضة العائلة بالكامل، حتى وصلت أنا للعالمية والأولمبياد.

-وما الدافع وراء اختيارك وأشقائك للجودو؟

الدافع الوحيد ورائه والدتي، التي أحبت اللعبة، وقررت أن تجعلنا نشترك بها، بعد أن وجدت فيها "الاحترام، والقوة اللي تبني البني آدم"، وكانت طيلة السنوات الماضية أكبر داعم لنا.

-من تتخذه مثلا أعلى لك في الرياضة؟

الأسطورة محمد علي كلاي، أتمنى أن أسير على نهج أخلاقه، ورسم صورة مشرفة تخلد جهدي في سبيل اللعبة، على أن يظل ما حققه كلاي من أرقام وبطولات صعب المنال.

-ماذا ينقص منتخب مصر في لعبة الجودو؟

ينقصه كفاءة الإدارة، إلى جانب عدل في اختيار من يمثل مصر في اللعبة، ولا ينقصه أبدًا الخامة الجيدة من اللاعبين.

-وماذا تحتاج رياضة الجودو في مصر بصفة عامة؟

تحتاج إلى توسيع قاعدتها داخل مراكز الشباب، وإعداد مدربين على درجة عالية من الكفاءة، إلى جانب توفير الدعم المالي المطلوب، ولا تحتاج اللعبة إلى مال طائل أكثر من حاجتها إلى توظيفه في المكان المناسب.

*رمضان درويش:

عمره 29 عاما.

حاصل على بكالوريوس تربية رياضية.

حاصل على دبلوم في تدريب الجودو، وفي طريقه للحصول على درجة الماجستير.

شارك بكل البطولات الدولية، وحصد فيها الميداليات، باستثناء إخفاق وحيد بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

 

فيديو قد يعجبك: