"شريف المصري".. حكاية ساحر بنصف ذراع
كتبت – يسرا سلامة:
منذ حوالي شهرين، كان "شريف المصري" حاضرًا في إحدى حفلات الأطفال بصفته "الساحر"، يعمل الشاب بمهنة البهجة، من خلال تنفيذ ألعاب الخدع التي يُقبل عليها الصغار، غير أنه توقف مضطرًا بعد نشوب خلاف بالقرب من الاحتفال. ضربات نار هنا وهناك، رصاصة طائشة استقرت بغتة في ذراعه اليسرى، التي اضطر إلى بتر نصفها، ليترك عمله للأبد، محاولًا البحث عن مهنة أخرى.
"دراعي هى أكل عيشي"، يقول شريف إنه امتهن ألعاب السحر والحركات البهلوانية منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، كان واحدا من الصبية المصاحبين لـ"عُمال السعادة"، أو المتجولون في دنيا الحفلات، اعتاد أن يتجول في أنحاء محافظته -المنصورة- بين عدد من حفلات الأطفال والكريسماس وأعياد الميلاد حتى أصبح صاحب خبرة واسم لامع.
لم يبدأ شريف في عالم الألعاب السحرية بسهولة، كان قدره الأول أن يكون بداخل ـ"رجل القباب"، مختفيا لا يراه أحد متخفيًا في الملابس الطويلة، "وقتها حبيت المهنة جدًا.. شفت البسمة على وشوش الأطفال، وده أكتر شيء فرحني"، يردف الشاب.
من "القُباب" مرورا بألعاب أخرى تطور عمله. يحكي الشاب: "كنت بعمل كل حاجة في المجال بتاعي، حمام تلاقي، وألعاب بالنار بالنفخ، وشربت جاز عشان أكل عيش"، مرت حياة شريف كشريط سينمائي أمامه عندما اخترقت طلقة النار ذراعه، وبعدما تيقن أن الألعاب السحرية لن يعود لممارستها.
أكثر من نصف عمره، قضاها شريف بين ألعاب السحر، بعد أن فقد نصف ذراع، أصحاب الخير مدوا له يدًا من أجل تركيب ذراع بديلة، لكنها لن تعيده لعمله.
عدد من المحافظات تجول بها شريف قبل الحادث، من الزقازيق إلى طنطا، وحتى المنيا وشرم الشيخ "دخلت موالد فقيرة ورحت فنادق خمس نجوم، أنا كنت بنام في مسرح في الشارع والصبح يقولولي يا فنان"، يردف الشاب: "اشتغلت ماجيك سحر وفاير وتنورة وألعاب وكل حاجة في مجالي".
يذكر المُصاب أن طيلة عمله يفضل طريق العمل الأصعب، أملًا في أن يرى البهجة على وجوه الصغار، "أنا شغلي يدوي مش بستسهل وأطلع حمام وخلاص، إذا ما كنتش اشتغل بإيدي يمين وشمال مبقاش صنايعي"، يلمس ذلك في تعرف عدد من الأطفال عليه عقب الاحتفالات والقفز حوله.
الحادث الذي تعرض له شريف بالمصادفة لم يُحركه لنيل حقه عن طريق القضاء "كل واحد بياخد نصيبه، وإيدي مش هترجعلي، وعمري ما هبقى زي الأول".
فيديو قد يعجبك: