لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من فاتهم الحكم القضائي.. سعدوا بمصرية الجزيرتين

09:48 م الإثنين 16 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في السادسة صباحًا، يستيقظ "محمد السيد" من نومه، يتوجه إلى عمله كمحاسب بإحدى شركات قطاع الأعمال، لا تشغله الأحداث السياسية كثيرًا، يدفعه ضيق العيش التوجه منتصف اليوم إلى عمل إضافي كحارس عقار بإحدى عمارات حي المهندسين. الأمر لم يختلف كثيرًا اليوم. غير أن وقوع عينيه على منشور بصفحته على "فيسبوك"، يشير إلى حكم قضائي يؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير، غير من حالته المزاجية كثيرًا.

صباح اليوم الأثنين، قضت محكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، برفض طعن هيئة قضايا الدولة على حكم القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر والسعودية، والاعتراف بملكية مصر لتيران وصنافير.

الجدل الذي صاحب إعلان الحكومة المصرية تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لم يغب عن السيد تمامًا حال كل المقيمين على أرض المحروسة. لكن الظروف المعيشية الصعبة لم تدع لصاحب الـ37 عامًا فرصة كبيرة في متابعة تفاصيل الأزمة. لذلك لم يكن يعلم أن اليوم هو موعد النطق بالحكم في طعن الحكومة على حكم القضاء الإداري. إلا أن سيل التعليقات و"الكوميكسات" الساخرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، أدخلت السعادة إلى قلب الرجل الثلاثيني "مُت من الضحك على أفيهات مصطفى بكري عشان قال هستقيل من البرلمان لو طلعت سعودية".

على بعد أمتار قليلة من العقار الذي يحرسه السيد، يتجول "سعيد محمد" بين السيارات بحكم عمله حارس جراج، يشعل النيران التي تعينه على برد الشتاء، فيما تدور أحاديثه مع زملائه بالعمل عن ارتفاع الأسعار بالفترة الأخيرة، قبل أن تتحول بالكامل عن تبعية الجزيرتين.

منذ ورود جدل تبعية الجزيرتين على مسامع الرجل الخمسيني، اتخذ قراره الصارم بتأييد مصريتهما "أنا اشتغلت ميكانيكي في شرم الشيخ 15 سنة، ومتأكد أن الجزر مصرية مليون في المية". لذلك عندما علم بتأييد الحكم القضائي لمصريتهما، قبل ساعات قليلة فقط، من خلال أحد زبائنه، هزت الفرحة قلب الرجل الخمسيني، بينما تملؤه الثقة لصدق توقعاته.

لم يكن تأييد المحكمة الإدارية العليا لمصرية الجزيرتين، متوقع بالنسبة لـ"أيمن محمد"، الذي غاب عن ذاكرته موعد النطق بالحكم، فيما كان غارقًا في نعاس شديد لحظة إعلانه "كنت عارف أن الحكومة طعنت، بس مكنتش أعرف أن الحكم النهاردة". لذلك عندما علم بتأييد المحكمة الإدارية العليا لمصريتهما، من خلال "هاشتاج: #تيران_وصنافير_مصرية" على "فيس بوك"، عزم على الاحتفال مع والدته وأخته "هعزمهم على أكل برة".

تيقن خريج كلية التجارة بمصرية الجزيرتين، لم يزحزحه حملات إعلامية أيدت سعوديتهما. غير أن طعن الحكومة على حكم القضاء الإداري في يونيو الفائت، أثار دهشة الشاب العشريني، الذي وجد أن الفطرة المصرية تميل إلى ملكيتهما لمصر "أنا عمري ما سمعت أنهم بتوع السعودية". إلا أن إحالة الحكومة المصرية لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية إلى البرلمان، وسط متابعة الجمهور لمباراة كرة القدم بين الأهلي والزمالك، يزيد بداخله الشكوك حول جدوى الحكم القضائي الذي صدر اليوم.

رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يحياها الثلاث، إلا أن تأييدهم لمصرية الجزيرتين ثابت منذ اللحظة الأولى. إذ يقول السيد أن "جدودنا قالوا زمان اللي يفرط في أرضه يفرط في عرضه"، بينما يرى سعيد أن تصميم الحكومة على طعنها في مصرية الجزيرتين "هيخلي السياسة تدخل مع الشعب في طريق مسدود"، فيما يعتقد أيمن أن قضية الجزيرتين هزت من ثقة الناس في المسئولين عن شئون البلاد.

فيديو قد يعجبك: