بالفيديو: الإعلام "صداع" في دماغ النظام

كتب- محمد زكريا:

رغم العديد من الملاحظات التي يبديها خبراء على المشهد الإعلامي، وإشارة البعض لاختفاء وجوه معارضة للسياسة العامة، غير أن ثمة انتقادات كثيرة يوجها الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلام فى خطاباته، تنم عن ضيق نظام الحكم فى مصر من الخطاب الإعلامي تجاه قضايا مجتمعه، فى هذا التقرير يرصد "مصراوي" أبرز الانتقادات التى وجهها الرئيس للإعلام.

بكلمات جاءت قاطعة لحديث طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أول من أمس، خلال استعراض استراتيجية القطاع في إطار برنامج الحكومة، على هامش افتتاح توسعات مصنع موبكو بمجمع البتروكيماويات في دمياط،، انتقد الرئيس السيسي الأداء الإعلامي بشكل عام، قائلا:" من غير ما حد يفهمني غلط، الأمور مبتتحلش كده، اتنين قاعدين بيتكلموا قدام ميكروفون أو فى جورنال، دى حكاية كبيرة يا جماعة، دى بلد"، مضيفا أثناء فعاليات الافتتاح "إحنا بنقدم نفسنا للعالم إزاى والإعلام بيقدم الوضع فى مصر إزاي؟".

لم تكن هى المرة الأولى التى يوجه فيها الرئيس أسهم النقد للإعلام، فخلال اجتماعه بعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين والسياسيين بقصر الاتحادية، صباح الثالث عشر من إبريل، فيما عُرف بلقاء الأسرة المصرية، حمل الرئيس الإعلام مسؤلية تفاقم أزمة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قائلا "الأكاذيب والادعاءات تخرج من أشخاص بيننا، ومن خلال تداولها، نحن من صنعنا مشكلة مقتل الشاب الإيطالي"، كما انتقد المعالجة الإعلامية لأزمة سد النهضة "أوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع سد النهضة كان في مصلحتنا بالعكس أبدا، أنتم مش عارفين إحنا اتأذينا أد إيه بلا حدود في أي موضوع بنتكلم فيه بلا ضوابط"، كما طالب بنفس اللقاء التوقف عن الحديث فى مسئلة جزيرتى تيران وصنافير، قائلا "انتوا بتسيئوا لنفسكم".

وفى الأول من نوفمبر من العام الماضى، وخلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ20 التي نظمتها القوات المسلحة، وجه الرئيس انتقادات لتغطية أحد الإعلاميين لواقعة غرق محافظة الإسكندرية بمياه الأمطار، قائلا " أحد الإعلاميين بيقول السيسي قاعد مع شركة سيمنز وسايب إسكندرية بتغرق، عيب مايصحش كدا، احنا بنتجاوز كل حاجة، أيه الشغل ده" مستطردا بنبرة غاضبة "الناس دي لا هي عارفة ولا فاهمه أي حاجة، إحنا كده بننشر الجهل وعدم الوعي بين الناس".

وأثناء زيارته طلاب الكلية الحربية منتصف إبريل العام الماضي، انتقد الرئيس التناول الإعلامي لقضية تجديد الخطاب الديني، قائلا "التناول الإعلامي بهذه الطريقة ليس في مصلحة تلك القضية.. مؤسسات الدولة هي المسئولة عن تجديد الخطاب الديني.. متضغطوش على الناس في بيوتها وتخوفوها، لأن مفيش أغلى من الدين".

مع صعود السيسي إلى السلطة فى مايو 2014، أبدى إعجابه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفى ديسمبر خلال لقائه بعدد من الإعلاميين تحفظ على بعض الآراء وانتقد طريقة تناول البرامج لبعض القضايا، قائلا "يا بخت عبد الناصر بإعلامه"، هو ما أثار انتقاد عدد من الإعلاميين، ولكن قبلها بشهور قليلة وتحديدا فى سبتمبر 2014، كان بداية صدام الرئيس بالإعلام، إذ انتقد السيسي في خطابه التناول الإعلامي لأزمة الكهرباء حينها، قائلا "الإعلام يتحدث عن الأزمة بكلمات مثل منورة يا حكومة"، متعجبا "هي المعالجة كده".

عثمان: عدم تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الكافية سبب الأزمة

ترى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة سهير عثمان أن تضارب الأداء الإعلامي سببه غياب المعلومة، وعدم وجود قانون يتيح حرية تداولها، بجانب عدم قدرة الصحفي والإعلامي فى الوصول للمعلومة بشكل صحيح وشفاف، موضحة: "عندنا دايما تضارب فى المصادر، عندنا دايما كلمتين فى الموضوع مش كلمة واحدة".

وتعتقد "عثمان" أن قصور الأداء السياسي، وعدم تزويد الأجهزة التنفيذية لوسائل الإعلام بالمعلومات الكافية لتقديم صورة حقيقية، هى المتسبب فى الأزمة. منتقدة تحميل الرئيس الإعلام مسؤلية سوء الأداء، قائلة "الرئيس عارف إن الأنظمة الإعلامية في مصر بتخدم مصالحها، عارف ملكيتها عاملة ازاى، عارف النظام الإعلامي الحكومي عامل ازاى والخاص عامل ازاى، ميجيش ينتقد الأداء الإعلامي وهو نفسه عنده مشكله فى تزويد الصحافة والتلفزيون والراديو بالمعلومات دى".