لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا نعجز عن النوم في الأماكن الجديدة؟

02:57 م الإثنين 02 مايو 2016

لماذا نعجز عن النوم في الأماكن الجديدة؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – رنا أسامة:
أحيانًا ما يعجز الشخص عن النوم بالرغم من شعوره بالتعب والإنهاك الشديدين بعد يوم عمل طويل أو رحلة سفر شاقة، أو قد ينام  نومًا متقطعًا فيستيقظ ليلًا أو في الصباح الباكِر، مُسببًا له الشعور بالدوار والنُعاس وربما يجعل مزاجه سيئًا.

تأثير الليلة الأولى:
لطالما عرف الباحثون تلك الظاهرة، التي أطلقوا عليها اسم "تأثير الليلة الأولى"، وأفردوا لها اهتمامًا في أبحاثهم التجريبية، للتعرّف على السبب وراء صعوبة النوم في الأماكن الجديدة.

وفي دراسة حديثة حول تلك الظاهرة، نشرها موقع "ذا كونفيرسيشن" الأسترالي، طُبّقت على 35 من المُشاركين السباب، اكتشف الباحثون أن قلة النوم في الأماكن غير المألوفة ربما يتصل بإحدى الوظائف الأساسية للدماغ، وهى حماية النائم من أية أخطار مُحتملة.

ويأتي هذا ليتفق مع نتائج دراسات سابقة كانت قد وجدت أن بعض الطيور والثدييات البحرية تنام بنصف دماغ، ليظل النصف الآخر مستيقظًا، في إطار استراتيجية "البقاء على قيد الحياة"، حينما تنام في مناطق خطِرة أو غير مألوفة.

وعلى ذات النهج، افترض الباحثون أن شيئًا مماثلًا قد يحدث في الدماغ البشري عند وجوده في مكان جديد، ربما حينما لا يعرف الشخص ما إذا كان المكان المُتواجد فيه آمنًا أم لا، ليتدخّل حينها نظام المراقبة الداخلي في الإنسان ويحوله دون النوم الهانئ.

1

التجربة الأولى:
ينقسم الدماغ البشري إلى نصفين، الأيسر والأيمن، تتصل بعض أجزاء النصف الأيسر بمراكز معالجة اللغة، بينما يتضمّن النصف الأيمن مراكز معالجة الحِسّ المكاني وكل ما يتعلق بالبيئة المحيطة.

واستخدم الباحثون تِقنية تصوير عصبي مُتقدّمة، للكشف عن مقدار عُمق النوم في فصيّ الدماغ، على المُشاركين على مدى ليلتين، في دورات غير متتالية، ليُصبح في إمكانهم التمييز بين أثر المرة الأولى عن الثانية.

جمعت التقنية تخطيط الدماغ المغناطيسي(MEG) ، التي تقيس التغيّرات في المجال المغناطيسي للدماغ، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يقيس ويصور المعلومات البنيوية ويدرس حالة النوم العام في الدماغ.

2
تقيس تلك التقنية نشاط الموجات البطيء الذي يشير إلى مدى عمق النوم.

على سبيل المثال، حينما يكون نشاط الموجات بطيئًا بشدة يكون النوم أعمق، في حين يكون ضعيفًا يكون النوم أخفّ،  وقد وجد الباحثون أن النصف الأيسر من دماغ المشاركين ينام بشكل أخفّ في الليلة الأولى في المكان غير المألوف، مقارنة بالنصف الأيمن.

وتُقاس درجة عمق النوم في عدد من شبكات المخ المختلفة الموجودة في عدة مناطق في المخ لكنها تعمل معًا، أحدها هو "شبكة الوضع الافتراضي"، المرتبطة بأي نشاط عفوي يصدر عن المخ تلقائيًا.

وخلال الدراسة وجد الباحثون أن شبكة الوضع الافتراضي لم تكن في حالة خمول خلال نوم الفص الأيسر الخفيف، ما يشير إلى أن المخ كان في حالة تيه أو ربما في حالة من التأهّب والحذر.

كما خلصوا إلى أن شبكة الوضع الافتراضي كانت في أسوأ حالاتها لدى المُشاركين الذين يعانون من عدم تناسق في مستوى عمق نوم الفصين معًا، مع الاخذ في الاعتبار أن كل هذا الأمر حدث إبّان الليلة الأولى فقط، حيث كانت البيئة المحيطة بالمُشاركين جديدة وغير مألوفة، فيما تمتّعوا بنوم طبيعي هادئ في ليلتهم الثانية.

هُنا يبرز السؤال الأهم: هل يرجع السبب وراء ضعف نوم النصف الأيسر إلى قيامه بمراقبة البيئة المحيطة؟

وإذا كانت الإجابة "نعم"، فسيكون من المُحتمل أن يستجيب المخ لإشارات خفيّة، جديرة بفحصها ووضعها تحت الاختبار.

التجربة الثانية:
بينما نام المُشاركون، وضِعت لهم سماعات للأذن تصدر نوعين من الموجات الصوتية، إحداهما ذات تردد عالٍ غير مُعتاد، والأخرى ذات تردد طبيعي مُعتاد.

كان يتم تعريض المُشاركين- في أغلب الأوقات- للأصوات ذات التردد العادي، وإسماعهم من حين إلى آخر لأصوات ذات تردد عالٍ، لقياس تأثير مقدار الصوت على فصيّ الدماغ.

ووجد الباحثون أن النصف الأيسر في حالة النوم الخفيف كان أكثر انتباهًا لتغير ترددات الصوت من الأيمن، بل أنه استجاب بقوة للترددات عالية التردّد غير المُعتادة غير المعتادة، خلال الليلة الأولى.

3
بدورها أثارت تلك النتائج تساؤلات حول إمكانية استيقاظ الأشخاص من النوم وتفاعلهم بشكل أسرع مع الإشارات غير المُعتادة في الأماكن الجديدة غير المألوفة أم لا.

الأمر الذي دفع الباحثون إلى سؤال المشاركين النقر بإصبعهم حال سماعهم صوتًا خلال سماعات الأذن كما في المرة الأولى.

ولاحظوا استيقاظ المشاركين وقيامهم بالنقر بإصبعهم في التجربة الأولى أسرع من الثانية، بعد أن صارت الغرفة مألوفة لهم، مُشيرين غلى أن الفص الأيسر من الدماغ كان المسؤول عن تلك الاستجابة.

فيديو قد يعجبك: