لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية عن "خريف الإخوان": سقطت الأقنعة عن وجوه لمتسترين بالدين

08:37 ص الجمعة 13 مايو 2016

محمد الحمادي - رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أبوظبي - (أ ش أ):
تناول محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية في كتابه الصادر حديثا "خريف الاخوان" أن محاولة الإخوان في الإمارات شق الصف الإماراتي، باءت بالفشل بعد أن وقف أبناء البلد مع قيادتهم في نسيج نادر من الولاء والانسجام والتناغم القائم على هدف حقيقي، وهو إعلاء قيمة الوطن وحمايته من الفوضى والفتنة والعبث.

وقال الباحث والإعلامي محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام» رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية في "كتاب: خريف الإخوان" لقد سقطت الأقنعة عن وجوه المتستِّرين بالدين .. وكشف في الكتاب جوانب فاضحة، وخطيرة ، فيما يتعلق بالتنظيم السري للإخوان المسلمين في الإمارات، ظهرت ، مع بداية انطلاق ما يسمي «الربيع العربي» قبل خمس سنوات من الآن.

وأوضح الحمادي في مقدمة الكتاب، الكاشفة والمضيئة، أن اللاهثين وراء خديعة ووهم «التغيير» والمأسورين بإغوائها ووقعها الرنّان، كانوا يعملون في الخفاء وفي الظلام لتنفيذ مخططات وأجندات خارجية مشبوهة، ويستطرد: «من يعيش في الإمارات، يدرك أن زمن التغيير الحقيقي فيها بدأ في عام 2006، فمنذ ذلك العام والمواطن الإماراتي يعيش زمناً مختلفاً عن كل الأزمان السابقة، ليس على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحسب، ولكن كانت هناك تغييرات حقيقية على المستوى السياسي، فقد كان الجميع يستعد لأول انتخابات برلمانية في تاريخ الإمارات».

وأوضح الحمادي أن جوهر التغيير لا يكمن في استبدال شيء بآخر، وإنما الانتقال من حالة إلى أخرى، والتقدم إلى الأمام خطوات، وتحقيق إنجازات إضافية للوطن والمواطن في ظل دولة الاتحاد، وفي ظل تلاحم الشعب مع القيادة بروح البيت المتوحد.

ونوه الحمادي إلى أن «الإخوان»، ومع انطلاق تلك المرحلة الزاهية من التغييرات الإيجابية، كانوا يبحثون عن السلبيات لانتقادها، والانتقاص من جهد العاملين، رغم كل المؤشرات والدلالات المبهجة لمسيرة التغيير تلك، والتي وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة والساعية لتطوير رؤيتها المستقبلية، ويتساءل: هل كانت مغامرة الإخوان تستحق العناء؟

وأكد الحمادي أن تحرّك «الإخوان» في الإمارات ومحاولتهم إحداث بلبلة في الدولة، وربما السعي لتغيير النظام القائم، جاء في البلد الخطأ، فكانت نتيجته خسارة كبيرة للتنظيم ومن فيه ومن معه.

وفي القسم الأول من الكتاب، وتحت عنوان: «الضوء الأخضر قصة الإمارات والإخوان»، أكد الحمادي أن القيم الاجتماعية والسياسية لدولة الإمارات تتقبل الأفكار والرؤى المعتدلة والسوية القائمة على الحوار والشورى، وبحث الأخطاء وتجاوزها بحكمة وبصيرة وهدوء وصبر، ولكن ما قام به «الإخوان» من التهويل والمبالغة والعبث بهذه القيم، كشف أنهم لا ينطلقون من رغبات وطنية شفافة ومخلصة، حيث كانوا ومنذ عشر سنوات يتواصلون وينسِّقون مع إخوان الخارج، ولم يتوقفوا عن تبادل التوجيهات والدعم المالي ومواصلة العمل السري، حيث كشفت محاكمة أعضاء التنظيم السري للإخوان في الإمارات عن ضيق أفقهم وسوء نواياهم، وعن محاولاتهم المدبّرة لشق الصف الإماراتي، والتي باءت بالفشل بعد أن وقف أبناء البلد مع قيادتهم في نسيج نادر من الولاء والانسجام والتناغم القائم على هدف حقيقي، وهو إعلاء قيمة الوطن وحمايته من الفوضى والفتنة والعبث.

ولفت الحمادي في هذا الجزء من الكتاب إلى أن «الإخوان» في الإمارات لم يقرؤوا الواقع بشكل سليم، فجاءت أخطاؤهم متتالية وقوية، ونسوا أن الإماراتيين كانوا يتعاطفون معهم في البدايات على أساس أنهم أشخاص متدينون، همّهم الآخرة وليس الدنيا، فاكتشفوا عكس ذلك، مؤكداً أن «الإخوان» وفي عام واحد، أحرقوا رصيدهم الذي كوَّنوه خلال أربعين عاماً.
وفي إشارة فرعية بعنوانين جانبيَّين هما: «وعن التغيير يتحدثون»، و«كيف يفهم الإخوان الإمارات»، يسرد الحمادي جانباً من البدايات المربكة التي فضحت تنظيم الإخوان في الإمارات، خصوصاً بعد التغيرات العنيفة التي عصفت ببلدان مثل تونس ومصر، واكتشف المخدوعون بهم أن مسميات لامعة مثل: «الدعاة» و«المشايخ» كانت تخفي وراءها عملاً سياسياً مشبوهاً ومرتبطاً بأذرع أخطبوطية وشبكات متصلة بالخارج، خصوصاً مع رأس الأفعى، وهو تنظيم الإخوان الأم في مصر.

وأورد الحمادي تحت عنوان: «التنظيم السري.. سقوط الأقنعة»، أن الذهول والاستغراب اللذين ظهرا على الكثير من المتهمين في قضية التنظيم السري، يطرحان تساؤلات عدة حول طبيعة هذا التنظيم، ودور أولئك الأشخاص فيه، ومدى تورطهم، فإما أنهم فعلاً لم يكونوا يدركون أنهم يعملون ضمن تنظيم بهذا الحجم، وهذا ما استبعده البعض، أو أن لديهم قدرة كبيرة على التمثيل ومحاولة إنكار ما هو مثبت عليهم، كما يرد تحت هذا العنوان الكثير من الأحداث الغريبة والمريبة التي يذكر المؤلف تفاصيلها أثناء محاكمة المتهمين، والحيل والممارسات التي اعتمدوها للتشويش على سير المحاكمة، موضحاً أنه تمت مواجهة أعضاء التنظيم بأدلة كثيرة وهم ما زالوا ينكرون كل التهم، وكلما استمروا في الإنكار، ظهرت أدلة أكثر تفضحهم، وتؤلمنا كأفراد في هذا المجتمع، فلا أحد كان يتوقع أن يكون بيننا من يفكر بطريقتهم، مذكراً بأن «الربيع العربي» الذي راهنوا عليه، سرعان ما تحول إلى صيف حارق، أنشب ألسنة لهبه بأحلام الشباب الثوار في كل مكان، ومبيناً أن «فرسان التغيير» هم الرجال المخلصون الذين بنوا هذا الوطن، وهم الذين يبذلون كل الجهود ليل نهار من أجل إعلاء شأن أوطانهم، وليس من أجل تغيير سطحي شكلي يقلدون فيه الآخرين، ويتبعون أجندات خارجية تحولهم إلى «فرسان للتخريب».


وعن موقف الإعلام المحلي في الإمارات مع هذه القضية، يقول الحمادي إن مشكلة «الإخوان» القديمة، أنهم ضد من لا يتفق معهم، ولا يستطيعون تقبل الرأي الآخر، والأيام كشفت أن الإعلام في الإمارات لا يتأثر بالدعاية الأيديولوجية لتنظيم الإخوان، وبالتالي فهو ليس معهم، وإنْ كان في موقف الحياد، وكان أنضج من أن ينزل إلى مستوى المهاترات التي يرغبون أن يأخذوه إليه.

ويفسر المؤلف وضع الإمارات جماعة «الإخوان المسلمين» على رأس قائمة الإرهاب التي تضم 84 منظمة دينية وخيرية واجتماعية، لأنها أساس الإرهاب الذي نعيشه اليوم، وهي البوتقة التي خرجت منها كل الجماعات الإرهابية التي تقتل باسم الدين الإسلامي الحنيف، مؤكداً أن الإمارات بخطوتها التاريخية هذه، تقول لدول العالم الكبرى إن عليها مسؤولية يجب أن تؤديها إذا ما كانت جادة في القضاء على الإرهاب، لا أن تكيل بمكيالين، تدعي أنها تحارب الإرهابيين، وفي الوقت نفسه تحتضنهم وتدعمهم وهي تدري أو لا تدري، قائلاً: «يكفي العالم نفاقاً سياسياً، فقد دفع آلاف الأبرياء أرواحهم ثمناً لمعايير العالم المزدوجة في التعامل مع الإرهابيين».

وأورد الكتاب أيضاً تحليلاً متوازناً للمجتمع الإماراتي، مشيراً إلى أن هذا المجتمع لم يقبل التحزّب ولا التأدلج على مر تاريخه، فلا القومية، ولا الشيوعية، ولا الليبرالية، تمكنت من أن تجد لها موطئ قدم دائماً فيه، ولا فكر «الإخوان المسلمين» أيضاً، فأصبح للإماراتيين موقفا سلبيا ورافضا لهم، موضحاً أن الأتباع والمريدين للأفكار المتطرفة هم فئة صغيرة، واللافت أن هذه الفئة الصغيرة تصغر أكثر مع مرور الوقت، فلا تجد لها أتباعاً ولا أعضاء جدداً، وهي حالة مختلفة عن مثيلاتها من المجتمعات المجاورة، ضمن ظاهرة إيجابية تحتاج لتفكيك ونقاش وبحث موسع كي يستفيد منه الآخرون.

ويخلص الحمادي في وصف الشخصية الإماراتية إلى أنها شخصية قائمة على احترام الذات والآخر، وفي الوقت نفسه بنيت على الحرية والمسؤولية في التفكير والتصرف، ولذا كما يشير أصبح الإنسان الإماراتي محل تقدير، واستطاع أن يعتمد على نفسه، وأن يكون مميزاً كإنسان وكمواطن، وهذا ما يجب الحفاظ عليه.
القسم الثاني من الكتاب حمل عنوان: «الإخوان في المختبر»، وفيه يذهب الحمادي إلى كشف الأقنعة التي تستر خلفها الإخوان طويلاً، وأضاء من خلالها على مفاصل أساسية في حركة التيار الإسلامي، خصوصاً الإخواني والنتائج الكارثية التي أنتجها، من خلال اختطاف التدين الشعبي، والتكفير، واستحلال دماء الآخرين، والتورط في أدبيات ومؤامرات الإسلام السياسي، وتسييس الدين، واستغلال العواطف وغسل العقول، والترويج لحلم الخلافة، وغيرها من التكتيكات السرية التي طفت مؤخراً على السطح، وفضحت هذا المنهج الشيطاني القائم على الفوضى الفتاكة، والقتل والتخريب، ونشر الفتن والتفرقة والكراهية والتعصب الطائفي بين المجتمعات والأمم والشعوب.

ويحوي الكتاب مجموعة موضوعات نشرت على شكل مقالات في جريدة «الاتحاد»، ويتكون من قسمين رئيسيين، وفصول عدة، تحلل وتفكك البنية الفكرية والعقائدية والسياسية لحركة «الإخوان المسلمين» في الإمارات، وتفضح ممارساتها منذ أربعين سنة، وصولاً إلى الراهن المبتلى بالخريف العربي، وتنامي اتجاهات العنف والتطرف والإرهاب في العالم.

فيديو قد يعجبك: