لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: مبنى "تاون هاوس".. في انتظار الفرج

04:14 م الخميس 14 أبريل 2016

مبنى تاون هاوس

كتبت-رنا الجميعي:

على شفا قرارات رسمية، يقف مستأجري المبنى الذي عُرف باسم "التاون هاوس"، بين الهدم والترميم ترنّح المسئولون، حيث انتظر أصحاب المبنى بضعة أيام على نبأ بالهدم حتى جاء القرار رسميًا، يوم الأحد الماضي، ثُم الرجوع في القرار بعد عمل اللجنة الاستشارية، أمس، ويظل محبو التاون هاوس، والساكنين بُحكم ذكريات امتلكوها، وأيام عاشوها داخل مبنى تاريخي، عمره يصل للقرن التاسع عشر.

قبل ثلاثة أيام كان الحي يُمارس مهامه، في تنفيذ قرار هدم مبنى 10 بشارع نبراوي، بعد انهيار أحد الأجزاء، يوم الأربعاء قبل الماضي، المبنى المعروف باحتوائه على بعض أنشطة التاون هاوس، غير أن هناك سكان وأصحاب محال آخرون داخل ذلك المبنى، القرار الذي جاء سريعًا ومستغربًا، فيما تمتد أيادي المعاونين للحي بتفريغ المبنى من الداخل، لهدمه، ويجلس أصحاب المشكلة في الواجهة يتباحثوا الأمر مع المحامي، أشرف علي، ووكيلة المالكة، ريهام سمير.

تتغيّر المنطقة الآن في عيني مجدي وليم، صاحب مكتب داخل العقار، المكان الذي نشأ فيه منذ عام 1966، تزال ملامحه القديمة "انا اتولدت لقيت نفسي هنا، المكان زي ما هو"، ثُم يُشير إلى أحد الأمكنة التابعة للتاون هاوس قائلًا "ودا كان قبل كدا مصنع"، يمتلك وليم جراج سيارات بمبنى آخر يواجه مكتب عمله بالعقار، فيما يخسر الآن مكتبه الذي امتلكه من قبله جده وأبيه منذ الستينيات، كذلك مخزن له.

1

"أنا بدأت المكان دا سنة 98 وحزين عليه زي ابني" يقول ياسر جراب، مدير التاون هاوس، تواجد المركز كأحد الأماكن الثقافية النشطة، له عدة أماكن منفصلة، ما يُميزها أنها متجاورة، فالأتيلييه والمكتبة بـ10 شارع نبراوي، فيما يقع بقية الأنشطة بـ3 حارة البوسطة، و6 ش نبراوي، بين جاليري ومسرح روابط التابع له، كما يُشير جراب، لكن بسبب قرار الهدم تم نقل المكاتب الإدارية بالمبنى حتى حين توفر أماكن بديلة لهم، حيث يقوم التاون هاوس باستئجار أربع شقق داخل المبنى.

تجلس الحاجة زينب، إحدى ساكني العقار بالدور الرابع، في جلسة التباحث مع المُحامين، منذ زمن طويل وزينب تسكن بالمنطقة "من قبل ما ادخل المدرسة وأنا هنا، سنة 58"، تُشير الحاجة أن هناك شبهة جنائية في انهيار الجزء المؤدي إلى زوال المبنى بأكمله "لما يدخل بالليل ستة طن حديد وتاخد السقف ويقع دا يبقى عن قصد ولا لأ"، وهو ما تؤمن عليها وكيلة المالكة "اتهمت السيدة في شقة سبعة اللي حطت الحديد انها ساهمت في سرعة إتلاف العقار وعرضت حياة السكان للخطر".

2

غير أن لجراب حديث آخر، يقول إن الساكنة استعانت بمهندس منذ ثمان شهور، لإصلاح السقف، وأشار تقرير الحي، فيما بعد، أنه بسبب ذلك الإصلاح قد يكون السبب فيما سُمي بـ"حركة في المبنى"، ولم تتخذ الساكنة الإجراءات اللازمة في الإصلاح داخل مبنى قديم مثل هذا، حيث لم تعلم المالكة بتلك الإصلاحات، وهو ما ترتب عليه حدوث الانهيار، ويرى جراب أن "الذنب بإيد المهندس".

3

أتى خبر انهيار جزء من العقار يوم الأربعاء الماضي، منذ ذلك الوقت والأحداث تتسارع، حينها وصل الخبر لوليم الساكن بمنطقة أخرى، ولم تبيت السيدة زينب تلك الليلة بمنزلها "كنت في عمرة وروحت عند أختي"، قدموا في اليوم التالي ليُشاهدوا الانهيار القائم، والذي تقرر على إثره هدم المبنى، غير أن الجميع اتفق أنهم لم يروا القرار بشكل رسمي، غير يوم الاثنين "وزعوه علينا وهما بيهدموا المبنى"، تقول وكيلة المالكة.

منذ يوم الأربعاء يحاول السُكان وأصحاب المكاتب الاستغاثة، والسعي بالإجراءات القانونية، ما بين البلاغ المقدم ضد الساكنة، والتظلم "القانون بيقول اننا من حقنا نتظلم خلال 15 يوم والوقت دا مخدناهوش"، يوم الخميس الماضي طمأنهم نائب المحافظ الذي قدم إلى المنطقة، وتمضي المحامية ريهام بالحديث أن اللجنة المشكلة لمعاينة المبنى تكونت من نائب المحافظ واثنين مهندسين تابعين للحي "جم شافوا المبنى من ناحية الجزء المنهار بس اللي جمب المدرسة"، وتنفي أن يكونوا شاهدوا حالة بقية المبنى الجيدة بشكل ظاهر للعيان.

4

على جانب آخر يحاول جراب في طريق موازي، حاول ايقاف قرار الهدم لتكوين لجنة محايدة من جامعة القاهرة، غير ان استمرار التنفيذ حال دون ذلك، كذلك تواصل مع دكتورة "سهير حواس"، مستشارة جهاز التنسيق الحضاري، حيث بحثت ما إذا كان المبنى مدرج بالمباني التاريخية أو الأثرية أم لا، واتضح أنه غير مُدرج مما يعني المضي بالتنفيذ أيضًا، لا يشكك مدير التاون هاوس في الإجراءات التي يتخذها الحي، غير أنه يستغرب السرعة التي يتم بها، ومن خلال حيثيات قرار الهدم تأكد أن هناك قرارات قديمة تتعلق بإزالة دورين أو تنكيس، وذلك في أعوام 1975، 85، 92، يُنفي جراب تمامًا أن أمر الإزالة يتعلق بالتضييق على التاون هاوس، فهو لم يتوقف عن العمل، تم نقل المكاتب فحسب، وتأجيل البرنامج الثقافي إلى الموسم الجديد، في شهر سبتمبر، فيما تستمر ساحة روابط للفنون الأدائية.

بعد قدوم اللجنة الاستشارية، أمس، حملت أنباء عن وقف قرار الهدم، هو ما أكده مدير التاون هاوس، حيث أبلغهم نائب المحافظ بالقرار، بعدما ارتأت اللجنة الثلاثية أن المبنى لا يحتاج للإزالة، حتى الآن بالفعل لم يُكمل الحي أعمال الهدم، حسب قول جراب، لكن لا يوجد قرار رسمي، وتأتي الخطوة القادمة بالنسبة للمالكة والمستأجرين بتعيين مهندس استشاري يعمل على تحديد المشاكل الحالية للمبنى، وخطة للترميم. ويتمنى جراب أن يكون التطمين الذي وصل أمس من نائب المحافظ سيجري تنفيذه على الأرض.

5

رغم أن وعد المحافظة هدأ من روع الساكنين إلا أن الأمور كانت قد شابها الاضطراب خلال أيام مضت؛ فالحاجة زينب أخلت شقتها وقررت الانتقال عند أختها، كذلك بقية السكان، أما جراب فيرى أن هناك لوم لأداء مؤسسات الدولة، والخلل القائم في آلية التعامل، فإن ذلك يستدعي تشاور المراكز الثقافية المتشابهة في الأهداف ومختلفة في تركيباتها القانونية، والوصول لحلول جذرية لتجمع تلك التكوينات حتى تتفادى تلك التشققات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان