من هم "أهل الشر" الذين يقصدهم السيسي؟
كتبت - إشراق أحمد:
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، إدارة شؤون مصر، وحملت خطاباته وحديثه تعبير "أهل الشر"، آخره لقاء اليوم المعنون باسم "الأسرة المصرية" بقصر الاتحادية، ورغم أنه لم يتم التصريح بمَن المقصود بهم هذا الوصف، غير أن الإشارة بهذا التعبير، اختلف استخدامها بين التعقيبات المتباينة على الأحداث والمواقف، من وصف الجماعات الإرهابية إلى المشككين.
كان الحديث منذ تولي "السيسي" رئاسة البلد عن "أهل الشر" في سياق الإشارة إلى الجماعات الإرهابية ومواجهتها، ففي خطابه بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015 قال إن قوات الجيش تصدت للإرهابيين "وسنظل نحارب الإرهاب وهذه القوى من أهل الشر للانتصار عليها"، وخلال احتفالية إطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع بنك المعرفة، أشار إلى دور الجيش والشرطة في حماية الوطن من "أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضى والعنف في أرضنا الطيبة".
وظل ذكر ذلك التعبير مرتبطا في أغلب الأحوال بالوقائع المرتبطة بالدماء، حال اغتيال النائب العام هشام بركات، حين اعتبر أن مقتله، يحمل رسائل من "أهل الشر" إلى ملايين الشعب الذين خرجوا في 30 يونيو، كما قال في حديثه لرجال الشرطة والجيش في 4 يوليو 2015.
وكذلك المواقف التي يلزم بها التوضيح، فيما يتعلق بأرقام خاصة بمشروعات، أو ما حققته الحكومة، يأتي ذكر "أهل الشر" توضيحا لعدم الإفصاح عن الأمور، أو فعل هذا في أضيق الحدود، وهو ما حدث في مايو 2015، أثناء الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء حين قال "أنا مش عايز أقول كل حاجة بالتفصيل وبقول الأرقام بشكل سريع عشان أهل الشر"، وأيضا خلال تعقيبه على حادث إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 إذ قال "أهل الشر بيحاولوا يعرقلوا كل النجاح اللي مصر حاولت تعمله".
لكن في لقاءه اليوم بممثلي عدد من النقابات، ومجلس الشعب، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، أخذ وصف "أهل الشر" منحى جديد، إذ عبر به "السيسي عن المشككون في القرارت الحكومية والرئاسية من "مشروع أو اتفاقية أو قضية" حسب قوله.
وجاء تفصيل أكثر عن "أهل الشر" في الحديث عن قضية اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ومقتل الشاب الإيطالي ريجيني، حين ذكر "الكتائب الإلكترونية" على مواقع التواصل الاجتماعي، وما عبر عنه بقوله "ده في ناس بتطلع الميكروباصات والأتوبيسات وتطلع تقول الحكاية كذا" مشيرا هؤلاء يعملون على تفتت الكتلة الصلبة من المجتمع المصري.
ويوضح ياسر عبد العزيز - الخبير الإعلامي، سبب تكرار استخدام الرئيس لتعبير أهل الشر، قائلا إن “الرؤساء والقادة السياسيين يستخدمون مصطلحات في إطار تأطير المناوئين والقوى العارضة"، وذلك بغرض الحط من شأن الأعداء ووضعهم في إطار "صورة ذهنية سلبية".
وضرب "عبد العزيز" العديد من الأمثلة لاستخدام أسلوب "التأطير" في خطابات الرؤساء والقادة، حال استخدام جورج دبليو بوش مصطلح "محور الشر" للتعبير عن إيران وسوريا وكوبا، واستخدام بعض الجهات العربية لتعبير "الكيان الصهيوني، أو الصهيوأمريكي"، وأيضا استخدام إيران للفظ "الشيطان الأكبر" حين تتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار الخبير الإعلامي، إلى أن هذا الأسلوب، يستهدف الطبقات "الأقل نموا" حسب تعبيره، بغرض ترسيخ هذا المصطلح لدى القطاعات العريضة من المجتمع، مفسرا تكرار استخدام التعبير بأن "التأطير" يبدأ بإطلاق المصطلح ويستمر بالإلحاح عليه، ثم استخدام المؤيدين ووسائل الإعلام الموالية هذا المصطلح "لتكريسه"، وحين يصل لمرحلة الترسيخ وترديد القطاع العريض له، يتم طرح مصطلح جديد، واصفا الأمر أنه "عملية مستمرة".
فيديو قد يعجبك: