لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الهجرة غير الشرعية.. غريق الفقر يُمسك بـ"قشة الحلم"

10:27 م الجمعة 01 أبريل 2016

الهجرة غير الشرعية.. غريق الفقر يُمسك بـ"قشة الحلم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد زكريا:

ضيق العيش، بدد أمانيهم فى حياة أفضل، ما دفعهم للتعويل على مجهول، فقرروا الارتحال؛ بحثًا عن الرخاء في بلد آخر قد يوفره لهم، لم يأبوا بماهية الطريقة، شرعية أم غير ذلك، كما لم يتحسبوا العواقب، التي قد تصل في الأغلب إلى الموت؛ فالتحقوا بركب تجربة الهجرة غير الشرعية لأحد دول أوروبا؛ بحثًا عن حياة كريمة.

مساء أمس الخميس، لقى 9 أشخاص، بينهم 5 مصريين مصرعهم، قبالة مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، إثرغرق مركب صيد يستقلها 40 شخصًا، في محاولة هجرة غير شرعية لإيطاليا، وتم إلقاء القبض على 105 آخرين، بينهم 18 مصريًا من الرجال والسيدات والأطفال، من قبل قوات حرس الحدود. لم تكن تلك أولى حوادث الهجرة غير الشرعية التي شهدتها مصر، في هذا التقرير يرصد لكم "مصراوي"، أبرز حوادث الهجرة غير الشرعية لمصريين خلال السنوات الأخيرة.

2008

شهد بداية العام، غرق قارب يحمل 20 شخصًا، في طريقهم إلى اليونان، حيث انطلقوا من مصر إلى تركيا، وفي طريقهم لليونان، لقوا مصرعهم غرقًا.

فيما شهد نفس العام، غرق قارب يحمل مهاجرين من مصر لإيطاليا، وكان على متنه 170 راكبًا، توفي منهم 48 شخصًا.

30 مارس 2010

طاردت قوة من حرس الحدود قاربين للصيد، في المياه الإقليمية المصرية بمحافظة كفر الشيخ، المطلة على البحر المتوسط، بعد التنبه إلى أنهما يحملان مهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا، ما أدى إلى غرق أحد القاربين، ووفاة ثلاثة، ممن كانوا على متنه، بينما تم إلقاء القبض على 23 آخرين، وفق مصدر أمني مصري، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

2011

رصدت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، في تقرير لها، في إبريل 2015، حوادث الهجرة غير الشرعية التي شهدتها مصر في العام 2011، حيث شهد العام انتشال قوات البحرية المصرية، جثمان 30 شابًا، قبالة سواحل الإسكندرية، ووقع الحادث نتيجة تعطل محرك القارب الذي كان متوجهًا نحو جزيرة صقلية الإيطالية، كما شهد نفس العام مقتل شخصين مصريين، نتيجة غرق قارب قبالة السواحل الليبية، كما رصدت الصحيفة أيضًا غرق قارب آخر قرب السواحل المصرية، كان على متنه 200 مهاجرًا إلى أوروبا.

27 اغسطس 2012

تعرض قارب صيد مصري، يحمل 40 مهاجرًا غير شرعيًا، للغرق في البحر المتوسط، أمام السواحل الليبية، ولم ينج منه، سوى شخص واحد، أفاد بأن المركب الذي كان يستقله، أبحر من ميناء رشيد، ضمن قافلة تضم مركبين آخرين متجهة إلى أوروبا، كما أن حمولته القصوى 15 فردًا فقط، حيث أدى ثقل المركب إلى تسرب مياه البحر داخله، ومن ثم غرقه؛ فيما اضطر ركابه جميعًا إلى القفز في البحر، وفق وكالة الأنباء الليبية.

2 نوفمبر 2013

عثرت طائرات سلاح الجو الليبي، على قرابة الـ 48 مهاجرًا مصريًا، غير شرعيين، بعد فقدانهم في الصحراء، شرق ليبيا، وفق قناة العربية.

وفي وقت سابق، كان قد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية آنذاك، السفير بدر عبدالعاطي، إنه تم إنقاذ تسعة مصريين في الصحراء الليبية بواسطة مجموعة من الصيادين البريين الليبيين.

سبتمبر 2014

السادس من سبتمبر، شهد غرق مركب حمل أكثر من 400 من المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، من جنسيات مصرية وفلسطينية وسودانية، بينهم حوالى 66 مصريًا، أغلبهم من الأطفال، وفق تقرير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف بعدها بأيام أنها استمعت في جزيرة كريت، إلى شاهد مصري، نجا من سفينة الموت، وكان ضمن ركابها منذ انطلقت من ميناء دمياط في مصر، وحتى قام المهربون بإغراقها عمدًا في عرض البحر، بعد مشادة مع الركاب، الذين رفضوا إجبارهم على تغيير المركب إلى مركب أصغر غير صالح للإبحار.

نوفمبر 2014

وفق وسائل إعلام إيطالية، ذكرت أن السلطات اعتقلت في 3 نوفمبر، ثمانية مصريين، فور وصول سفينة تقل 321 مهاجرًا غير شرعيًا غالبيتهم من السوريين في أحد مرافئ صقلية، وكانت إيطاليا أعلنت قبلها بأسبوع انتهاء عملية "ماري نوستروم"، التي سمحت بإنقاذ عشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، وحلت محلها عملية أوروبية جديدة باسم "تريتون".

أكتوبر 2015

أعلنت القوات المسلحة المصرية يوم 25 أكتوبر في بيانها، إحباط محاولة هجرة غير شرعية لـ238 شخصًا من جنسيات مختلفة، حيث أوضح البيان، أن بلاغًا ورد إلى قاعدة بورسعيد البحرية يفيد بالاشتباه في قيام إحدى بلنصات الصيد، بتنفيذ عملية هجرة غير شرعية بالمنطقة شمال مدينة البرلس، وبتفتيشه تبين وجود 238 فردًا، من بينهم 100 مصريين، و138 من جنسيات مختلفة، كانوا في طريقهم للقيام بهجرة غير شرعية إلى إيطاليا. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في 14 أكتوبر، عن قيام إيطاليا بترحيل 35 مهاجرًا غير شرعيًا إلى مصر، وفق ما أفادت قناة العربية.

قالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، في تصريح لـ"مصراوي"، أن هناك مناطق وقرى تعد مصدرة للهجرة غير الشرعية، للشباب من 18 إلى 35 سنة أو الأطفال أقل من 18 سنة، أمثال "كفر الشيخ والفيوم وقرية كفر الجمال بمحافظة القليوبية"، مؤكدة أن اللجنة منذ إنشائها، في مارس 2014، قدمت استراتيجية وخطة عمل، من شأنها مقاومة تلك الظاهرة، من خلال التوعية وتقديم مقترحات بقانون.

أسباب اقتصادية، واجتماعية، بجانب الرغبة في البحث عن الرزق السريع، كان المبرر الذي قدمته جبر، للهجرة غير الشرعية.

فيما أوضحت الدكتورة سهير عبد المنعم، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن السبب في تنامي ظاهرة الهجرة بصفة عامة، سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، يعود إلى عدم إحداث التعليم لأي حراك اجتماعي، وعدم توافر العدالة في توزيع فرص العمل، مع غياب العدالة الاجتماعية.

نمطين للهجرة تراهما أستاذة الاجتماع، الأول يرتبط بالشباب الذي يملك العلم والمهارات، التي تواكب سوق العمل، إلا أنه يعانى آفة التوريث، وعدم اعتماد الكفاءة كسبيل للاختيار، ما يضطره للهجرة بشكل شرعي، والبحث عن فرص عمل أفضل.

الآخر يرتبط بالشباب منخفض المستوى التعليمي، وقليل المهارات، ونظرًا لقلة الطلب على تخصصاتهم، وارتفاع تكاليف السفر، يلجأ للهجرة غير الشرعية، قائلة "يبيع حتتين دهب، أو قطعة أرض، على أمل إنه يسافر ويحسن دخل الباقي".

ترى عبد المنعم، أن الظواهر السلبية، التي تصيب المجتمعات -وعلى رأسها العنف- تنتج عن الفقر والبطالة، وغياب كل أشكال العدالة الاجتماعية، مضيفة "مبقاش من حق الناس تحلم، هما اتولدوا كده على الرصيف، هيفضلوا طول عمرهم على الرصيف".

فيديو قد يعجبك: