لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - مصراوي على مزلقان "طوخ".. قصة الناجي من الموت بأعجوبة

11:36 م الثلاثاء 15 مارس 2016

مزلقان طوخ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مهدي:

رجل خمسيني، يقف بضجر على مقربة من عربة "كارو" تحمل طفلتين، ينتظر وبجواره آخرين مرور أحد القطارات من مزلقان بالقليوبية، تُزعجه "سارينة" الإنذار، ينهشه الملل أمام البوابة الخشبية التي تُجبر السيارات على الانتظار، يستقل عربته رغبة في الراحة لكنه يفاجئ بتحرك "حماره" نحو الجهة المقابلة، حاول إمساك زمام حيوانه لكنه فشل، اصطدم جسد الرجل بالبوابة الخشبية، علقّ برأسه بها، بينما القطار قادم، لحظة من الرعب الخالص، الموت هنا، قريب، يمر القطار ملتهمًا الحِمار، وينجى صاحبه.

هذا ما ظهر في فيديو أرسلته وزارة النقل إلى وسائل الإعلام، أمس الاثنين، عن واقعة أشارت لحدوثها في مزلقان "قليوب الجاز"، غير أن تتبع القصة ومكان حدوثها كشفّ عن مفاجأة وتفاصيل جديدة رصدها "مصراوي".

اليوم الثلاثاء، توجهنا إلى مزلقان "الجاز" بمدينة قليوب، التي تبعد عن القاهرة نحو 15 كيلو، غرفة صغيرة أعلاها يافطة دونّ عليها (اسم المزلقان- قليوب"الجاز"، كود المزلقان/1001005، كيلو مترا ج/15.40، الخط/القاهرة الإسكندرية) وجوارها يقف عامل المزلقان "محمد عبدالخالق" وحيدًا، مرتديًا "صديري" فسفوري اللون، يضبط إيقاع مرور السيارات والدراجات البخارية عقب مرور القطارات، وإيقافها فور سماع صوت "السارينة".

صورة 1

يتعجب "محمد" عند سماعه رواية ذلك الرجل الذي نجا من الموت، ينفى حدوث الواقعة في المزلقان الذي يعمل به منذ عامين: "لم أصطدم بهذا الرجل الأيام الماضية.. وطوال فترة عملي لم أرَ شيء كهذا".

يعمل الرجل الأربعيني كل يوم "وردية صباحية أو مسائية لقلة عدد العمال"، لذا يؤكد أن حدوث هذا الأمر في وقت راحته دون علمه أمر مستبعد "ضغط عصبي كبير نتيجة سلوكيات المواطنين، وعدم وجود عمال آخرين".

صورة 2

وزارة النقل المصرية لم تَنشر الفيديو على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لكنها أرسلته إلى وسائل الإعلام عبر "واتس اب" مع تعليق مقتضب من المتحدث باسم الوازرة أحمد إبراهيم بمكان الواقعة في "قليوب" قبل أن يُعدل عنوان المكان في تعقيب جديد لمزلقان الجاز بطوخ -وفق صحفيين رفضوا ذكر أسمائهم-.

توجهنا إلى طوخ، ربما يوجد مزلقان بنفس الاسم، يبعد المركز عن القاهرة 30 كيلو، دلناّ الأهالي على مزلقان "طوخ 18"، وضعه يختلف كثيرًا عن المزلقان السابق زيارته، زحام شديد من حوله، محال كثيرة منتشرة بجانبه، حركة دائمة من سيارات بأنواع مختلفة ودراجات وعربات "كارو" ومواطنين يمرون طوال الوقت رغم الإنذار والبوابة الخشبية وصراخ "عم صابر".

صورة 3

عم صابر، عامل بالمزلقان منذ سنوات عديدة، اللون الأبيض يكسو شعره القصير، منشغل طوال الوقت بالتنبيه على المارة وقائدي السيارات بالتوقف حين مرور القطارات، وتحرير مخالفات لمن يضرب بالتعليمات عرض الحائط "أعاني.. عدد من المواطنين يغامرون بحياتهم في كل لحظة".

عندما شاهد الرجل الخمسيني فيديو "رجل المزلقان وحماره" عبر الهاتف، أكد أن الواقعة لم تحدث أمس، أو في وقت قريب، يشرد للحظات ثم يقول "تذكرت.. هذا الرجل مر من هنا، سمعت عن تلك الواقعة، تُندرنا بها لأيام، لكنها منذ شهور عديدة تقترب من العام".

صورة 4

تلك الواقعة التي صارت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، حدثت في "مزلقان طوخ 18" وليس ("الجاز" بطوخ قليوب)، كما أشارت وزارة النقل، ولم تصُحح المعلومة في بيان رسمي أو مداخلات هاتفية للمتحدث باسمها في وسائل إعلامية مختلفة.

في محاولة البحث عن أحد شهود العيان عن الواقعة، التقينا العديد من أهالي المنطقة وأصحاب المحلات المجاورة، الذين وجدوا صعوبة في تذكرها، ثم التقينا بناظر المزلقان- لن نذكر اسمه وفق رغبته- الذي قال إنه حضر الحادث الغريب، ومازال متذكرًا لكافة تفاصيله.

صورة 5

"الصيف الماضي، في تمام الساعة 11 و45 دقيقة ظهرًا، فوجئنا بوقوع الأمر أثناء قدوم قطار من بورسعيد" يقولها ناظر المزلقان، بينما يتابع حركة القطارات.

الرعب ملأ قلوب من حضروا الأمر، هرع الناظر مع غيره من الموجودين إلى الرجل صاحب العربة والحمار "هناك من انشغل بإنقاذ الطفلتين النائمتين"، وآخرين انكبوا على والدهما بالماء في محاولة لإفاقته من المفاجأة.

"كُتب لك عمر جديد.. اشكر الله على نجاتك" تلك الجُمل انطلقت لدقائق من أفوه الملتفين حول الرجل الذي نجا من الموت-وفق ناظر المزلقان- قبل أن يساعدوه في جر عربته بعيدًا عن المزلقان والذهاب إلى منزله.

صورة 6

"لا نعلم عنه شيء.. ولم نُحرر محضرًا بالواقعة بمقتل الحمار لأن صاحبه لم يهتم" ذكرها ناظر المزلقان الذي لم يحتفظ بأية معلومات عن الناجي من الحادث.

كاميرات المراقبة التي تم تركيبها في المزلقان منذ 3 سنوات -بحسب الناظر- سجلت الواقعة حينذاك "لدينا كاميرتين تعمل 24 ساعة لتسجيل الحركة الدائرة في محيطة المزلقان" لكنه لا يعلم سر نشر الفيديو الآن.

بينما نتجول في مدينتين تبعد كلا منهما 15 كيلو عن الأخرى، بحثًا عن المزلقان الذي شهد الواقعة، بسبب عدم دقة بيانات "النقل" حول المكان، ومحاولة التعرف على سر نشر فيديو عن واقعة مر عليها نحو عام، تعجب المتحدث باسم الوزارة، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد شوبير، ببرنامج الإذاعي "أجمل صباح"، من اهتمام الإعلام بالأمر "القنوات طوال الليل تحكي عن الحمار والقطار!.. لو أريد الاستثمار في مصر.. لن أفعل".

فيديو قد يعجبك: