لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فتاة المترو" تروي لمصراوي قصة "اعتداء الشرطة" عليها

08:46 م الأربعاء 03 فبراير 2016

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

في الطريق إلى منزلها، استقلت "ولاء سعد" عربة المترو من محطة المظلات، في الساعة التاسعة من مساء أمس الأربعاء، فوجئت بوجود عدد من الرجال بعربة السيدات، أحدهم يتحرش لفظيًا بفتاة بدا عليها الضيق والتذمر، طالبت بصوت عال بنزوله في المحطة القادمة غير أنه تعامل مع الأمر بعدم اكتراث، لم يساندها أحد من الركاب لكن "ولاء" اندفعت نحوهما غاضبة لمناصرة الفتاة "قولت له لازم تنزل، مينفعش تبقى في عربية السيدات.. ووجهت كلامي لكل الرجالة"، ليصل القطار إلى محطة "الخلفاوي" التي شهدت ذروة الحدث.

أعادت "ولاء" كلماتها عن ضرورة مغادرة الرجال عربة السيدات، تجاهلوها، صرخت، لم ينتبه إليها أحد، كادت إرادتها أن تنكسر أمام النطاعة البادية على ملامحهم، لكنها أبت "مسِكت الباب وعطلته عشان الأمن يجي وينزلهم، وفي بنت لما لقتني لوحدي ساعدتني"، مرت نحو 3 دقائق ببطء شديد، الجميع ينظرون إليها كأنها المخطئة، لم يتحرك الرجل أو أمثاله ساكنا، قبل أن يظهر رجال الشرطة قادمون نحو العربة "قولت هنأخد حقنا خلاص.. والفرج جيه" لكنها فوجئت بردود فعل مختلفة.

اندفع رجال الشرطة نحوها والغضب يتطاير من أعينهم-وفق روايتها- صرخوا فيها "معطلة المترو ليه؟ هيتعملك محضر"، لبضع ثوان لم تستطع الفتاة العشرينية إدراك ما يحدث، حاولت أن توضح الأمر لكن أصوات رجال الشرطة كانت أعلى وأطغى، حاولوا الإمساك بها وإخراجها من العربة، دفعتهم بعيدًا عنها، رفضت التحرك، ليصفعها أحدهم ويطردها من العربة وسط صمت تام من الركاب " أنا أتاخدت من الموقف إزاي حد يعمل كدا مع بنت.. ولقيت الركاب بيقولولي انزلي معاهم".

على رصيف المحطة التف رجال الشرطة حولها، نحو 8 أشخاص، انهالوا عليها بالكلمات الساخرة "إيه اللي مضايقك من الرجالة يعني؟ فالحة تعملي نفسك شاطرة عليهم؟"، قبل أن يقتادوها إلى غرفة مخصصة للأمن في المحطة، هناك أخبروها بضرورة دفع 2000 جنيه غرامة لقيامها بإيقاف القطار عنوة "قولتلهم مش معايا فلوس" هددوها-بحسب حديثها- بكتابة محضر بدلا من الغرامة، أجرت اتصالات مع أسرتها وأصدقائها، وبعد مداولات تم خفض الغرامة إلى 600 جنيه.

أحد أصدقاء "ولاء" تعجب من الغرامة "قالوله دا موجود في اللايحة" طلب منهم رؤية اللائحة لكنهم رفضوا، اتصل على الخط الساخن للمترو "ردوا عليه قالوله مفيش حاجة اسمها غرامة إيقاف المترو.. بس ادفعوا واخلصوا بدل ما يتعمل محضر.. واعملي شكوى بكرة"، اضطُرت إلى دفع المبلغ للانتهاء من هذا الكابوس، على أمل أن تحصل على حقها في اليوم التالي "خدت وصل مكتوب عليه تأخر دقيقتين للقطار رقم 573".

بعد ساعات من مغادرتها المحطة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الإعلام فيديو تم التقاطها في توقيت الحادث، وتظهر واقعة صفع "ولاء"، ليزداد شعورها بالحزن والغضب، وإصرارها أيضًا على الحصول على حقها "الصبح روحت رمسيس على مكتب أ. عدلي فضالي، رئيس شركة المترو" هناك أبلغوها بصعوبة مقابلتها شخصيًا، وأن عليها كتابة الشكوى وتركها وسينظر فيها في وقت لاحق ويبت في أمرها "شكوى رقم 159 والموظفة اللي هناك قالتلي لازم تبقى عارفة إن فلوسك مش هتترد".

في صباح الغد الخميس، تنوي "ولاء" التوجه إلى قسم شرطة المترو وتحرير محضر بالواقعة، تشتكي فيه سوء التعامل معها والاعتداء عليها، برفقة إحدى المحاميات التي تطوعت للوقوف بجوارها في القضية، ستخطو الفتاة العشرينية في طريق الكرامة، متمنية أن يقف معها القانون وأن تحصل على حقها.

فيديو قد يعجبك: