لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور-في جنازة قتيل الدرب الأحمر.. "غضب وهتاف ومشادات"

04:26 م الجمعة 19 فبراير 2016

رئيسية copy

كتبت-دعاء الفولي:

سبع سيارات ربع نقل، اصطفت أمام مسجد السيدة نفيسة ظهر اليوم، تحمل كل واحدة ست سيدات أو أكثر، الصمت يحفهن، يبدأ الإمام بصلاة الجنازة على محمد علي إسماعيل، سائق الدرب الأحمر المقتول أمس بيد أمين شرطة، تحاول إحداهن كتم أنينها فلا تستطيع، تهم بالعويل فينهرها أحد الرجال، تنتهي الصلاة على الشاب وآخرين، تزحف ستة نعوش تباعا على الأكتاف خروجا من المسجد، تشرأب أعناق السيدات، يبدأ الصراخ مع ظهور التابوت الحامل لإسماعيل، تتعالى كلمة "لا إله إلا الله"، يظن المتحلقون حول المسجد أن الأمر انتهى، غير أن السيارات تحركت ببطء في ركب مهيب، بينما النساء والرجال والأطفال تختلط دموعهم بالحنق والهتاف.

1 (1) copy

"انت فين يا محمد؟" كانت نشوى-خطيبة الشاب الراحل- تُرددها، تسأل المحيطين بها فلا تأتيها إجابة، نظراتها تائهة، تستمر في مناداته، تحكي لنفسها عن أحلامهما، كيف عافرا سويا "مخطوبين من 3 سنين وجوازنا بعد أسابيع"، تحتضنها رانيا، زوجة أخ السائق، تتمالك نفسها بالكاد، لا تتخيل بديلا عن معاقبة الجاني، تفزعها فكرة التعويض المادي، تقاطعها نشوى صارخة "فلوس؟.. الفلوس هترجع محمد؟ هترجع عمره؟ ملعون أبو الفلوس".

2 copy

في أزقة ضيقة تطل على الشارع الواصل من مسجد السيدة نفيسة للقلعة، تحرك الركب المهيب، المواطنون أصابتهم الدهشة، ابتلعو أسئلتهم أمام الهتافات "الداخلية.. بلطجية"، يرفع أحدهم هاتفه ليصور، يترك البائعون أماكن الرزق، يهرعون للمشاهدة، تنتحب النساء المتفرجات حينما يعرفن ما حدث "دة عيل عنده حاجة وعشرين سنة"، يحوقل أحدهم مبتعدا عن سير الركب، ينهر عجوز المتشحات بالسواد فوق السيارات "ايه اللي هما عاملينه دة.. زفة دي ولا ميت"، فيما تتلصص أعين سكان المنازل من خلف الشرفات والنوافذ.

3 (1) copy

الركب لازال مستمرا، كئيبا، محاصرا بصراخ الأحبة "أة يا دربكة.. دة صلى امبارح ونزل والله"، يرتفع صوت أخت الشاب الراحل، تمد رأسها خارج السيارة وتستمر في الحديث "كان ادالك الرصاصة في إيدك ولا في رجلك"، ينتحب طفلان بصندوق السيارة التي تركبها الأخت، يحني أحدهم رأسه في الأرض، يكسر صوت سيدة أخرى الفراغ "يا شهيد الظلم يا محمد، لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".

4 copy

بسيارة أخرى اجتمعت جارات الشاب، إحداهن كانت بمثابة والدته "دة أمه ميتة من عشر سنين، احنا اللي مربيينه هو واخواته البنات واخوه، دة كان أصغرهم"، تشهد له بحسن الخلق، والهدوء "لا ليه عداوات مع حد ولا حاجة" تحكي فيما تشير لبقية السيارات "إن كان شخص مش كويس مكنتش كل الناس دي خرجت وراه"، سيدة ترتدي النقاب تأمر أخت محمد الثانية باحتساب الأجر لله "دة فرحه في الجنة انهاردة"، فلا تعبأ بها الفتاة، تقاطعهما إحدى الراكبات صارخة "هو فين السيسي؟"، فترد عليها متفرجة بالشارع "اللي انتخبوه يشربوا بقى المرار"، فتاتان من أقارب الراحل، تجلسان بجوار سائق إحدى السيارات، أفزعتهما مشاهد البكاء، أخذتا تنتحبان بعنف، طوال الطريق من المسجد وحتى قسم الخليفة، حيث كاد حزن الأهل أن ينفجر في وجه الضباط الواقفين خارجه.

5 copy

كانت الدراجات النارية كثيرة، تسير خلف صف السيارات الطويل، مع اقتراب الجمع من محيط القسم انفتح باب الهرج والمرج، توقفت الجمع أمامه، أغلق العساكر سريعا الحواجز الحديدية، سيدة ألقت بالسباب على الضباط، تبعها الباقون، توقف راكبو السيارات أمام القسم ليُفرغوا طاقة الغضب، ظل العساكر والضباط صامتين، أشاحوا بوجوههم بعيدا، أحد أقارب الشاب، دفع باب سيارته بعنف، يعلو محياه غضب جارف، عقد العزم على الذهاب للقسم، اجتمع حوله المارة وبقية الأهل، منعوه، انهار في بكاء حار، كاد يسقط مغشيا عليه لفرط الانفعال، دفعوه دفعا داخل السيارة، ثم رحل.

6 copy

حركة السيارات توقفت في الشارع خلال نصف ساعة استغرقتها الجنازة، تبتعد سيارات الأهل عن القسم، تخرج للطريق العام، متُجهين بالشاب لمثواه الأخير، الازدحام ظل بالمكان، أصحاب المحال تحدثوا فيما بينهم، يدافع أحدهم عن الشاب "مهما عمل دة روح"، فينهره آخر "تلاقي أهله مشيوا من الطريق دة عشان يعدوا على الأقسام يشتموا الشرطة"، يتنفس أحد سائقي الميكروباص الصعداء لفتح الطريق، يعلو صوته موجها حديثه للمارة "دة كدة ممكن يحصل ثورة".

7 (2) copy

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان