هنا الغضب.. أمام مديرية أمن القاهرة (معايشة)

كتب - محمد مهدي:

الغضب هنا، أمام مديرية أمن القاهرة، حاضر بقوة، في ملامح الأهالي الغاضبة، والشرر المتطاير من أعينهم، في التصاقهم بسور المديرية بتحفز، وهتافهم ضد رجال الشرطة، الخوف ذهب ولم يعد، لم يتبقَ سوى الرغبة في الانتقام، من أمين شرطة، قتل الشاب العشريني "محمد عادل"، لخلاف ما، لم يتطرق إليه أحد، لتفاهته مقارنة بما فعله القاتل"قدام محمد مرفعش في وشه سلاح ولا كان هيخلص عليه.. يموته ليه؟" قالها أحد الأهالي باكيا.

وسط الهرج والمرج الذي حلّ في منطقة باب الخلق، فور وقوع الحادث، فر القاتل-وفق روايات الأهالي-، لم يتمكنوا من الامساك به "كان معاه واحد صحبه، خلعوا في دقيقة"، يضرب رجلا أربعينا كفا على كف "بيقولوا إننا قتلنا الأمين.. عايزين يضحكوا على الناس"، فيما تتقدم الصفوف إمراة خمسينية، تتوسل للشباب أن يفسحوا لها المجال للوصول إلى قوات الأمن "عايز أقولهم إن الظلم أخرته خراب على الكُل.. كفاية".

الشرطة تدفع بمزيد من قوات الأمن في محيط المديرية، 4 مدرعات تقف حائلا بين الأهالي الغاضبين وبوابتها الرئيسية، وعدد من جنود الأمن المركزي، يداعب النعاس وجههم، ينظرون بتيه لما يحدث، بينما يحاول رجل يرتدي زي مدني في جهة الأمن، مخاطبة الأهالي في محاولة لتهدئهم، يطالبهم بـ "لمّ الدور" خوفا من اندساس مشعلوا الفتن -بحسب تعبيره- بينما يصرخ فيه الناس "انت عضو مجلس شعب عن دايرتنا بس متعرفش حد في منطقتنا.. احنا مش بنسيب حق حد فينا".

دقائق قليلة، وصلت أمام مديرية الأمن مسيرة جديدة من أهالي الدرب الأحمر، من بها يسبون الشرطة في هتافهم الصاخب، يهزّ صوتهم المكان، يلتحمون مع أشقائهم من أبناء المنطقة "مش هنمشي إلا لما نأخد حق اللي مات"، يتداولون فيما بينهم صور القتيل، يتهدج صوت أحد المسنين "كان ناقصله شهر ويتجوز.. هما بيعملوا فينا كدا ليه".

الأعداد في زيادة، وسائل الإعلام تتوافد، القصاص مطلب الجميع، الأخبار المتواترة من داخل المديرية أن تصالح جرى مع أسرة القتيل، ووعود جرت بسرعة الحصول على حقهم من القاتل بعد القبض عليه-وفق تصريحات أمنية لمصراوي- لم تُطفيء غضب من يقفون في الخارج، يخافون من الكلام المعسول، تذوقوا مرارته من قَبل لمرات عدة، يقبضون على سور المديرية أكثر، في انتظار تحقيق العدل "احنا هنقف لحد ما نشوف أخرتها.. دم ابننا لسه مبردش".

بالفيديو والصور.. القصة الكاملة لغضب ''أهالي باب الخلق'' على ''دولة الأمناء''