ماذا يحدث إذا ابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي؟
كتبت - رنا أسامة:
أصابت "الشبكات الاجتماعية" علاقات البشر في مقتل، وتسبّبت في عزل مكونات المجتمع وتفكيك العلاقات بينهم، ما أدى إلى إضفاء روح البرود والجمود على المشاعر الإنسانية، لينحصر الاتصال في شكل رموز وحروف مكتوبة من وراء شاشة.
وفي هذا الصدد، استعرض موقع "لايف هاك" الأمريكي، ما يمكن حدوثه عند ابتعادك عن مواقع التواصل الاجتماعي:
1. الشعور برضاء وسعادة أكبر في حياتك:
انخراطك في الواقع الافتراضي عادة ما يدفعك إلى التقليل من شأن نفسك حينما تُقارنها بالآخرين، ورفع سقف طموحاتك وتطلّعاتك إلى السماء، لتقتصر أمنياتك على أن تشغل وظيفة ما مثل فُلان، وتسكن في هذا الحي مثل عِلان.
ولا يقتصر الأمر على مُقارنة حياتك بالآخرين وحسب، بل يتعدّى ذلك إلى حد الشعور بـ "النقم" و"الحسد"، لتنصبّ كل الأسئلة الدائرة في لسان حالك في السؤال (لماذا؟): "لماذا حصل هؤلاء على وظيفة احلامهم ولازِلتُ عاطلًا؟ لماذا تزوّجوا وأنجبوا ولازِلتُ عازبًا؟ لماذا هم ناجحون فيما أبدو فاشلًا؟!
في الواقع الافتراضي، يتشارك كل شخص أجمل ما يملك من صور ويسجّل أفضل ما يعيش من لحظات مع الآخرين، بينما يحتفظ بالذكريات السيئة والمواقف المُخيّبة للآمال لنفسه، لذا فلا داعي لأن تشعر بالبؤس والتعاسة جراء وضع نفسك في مقارنة مع حيوات الآخرين التي يُظهرونها على مواقع التواصل الاجتماعي.
انقطاعك عن الواقع الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن يُشعِرك بسعادة ورضاء أكبر في حياتك، بعيدًا عن الصور والمنشورات الزائفة، لتُدرك أن حياتك ليست بهذا السوء كما تظن.
2. إنتاجية أكبر:
توقّفك عن تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، والتجوّل بين "بروفايلات" المُستخدمين عبثًا وإهدارًا للوقت، من شأنه أن يفتح لك آفاقًا جديدة لتحقيق أحلامك بشكل جدّي على أرض الواقع، فمن الممكن أن تتعلّم لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية كالبيانو أو الجيتار- على سبيل المثال.
كما ستُصبح أكثر إنتاجًا في عملك، لتقضي الكثير من المهام، بعيدًا عن فتح وغلق الهاتف كل لحظة لتفقّد مُجريات الواقع الافتراضي.
ويُمكنك الحد من تناول جُرعات التواصل الاجتماعي، من خلال تقليل ساعات تواجدك عليه تدريجيًا، إلى أن تتجنّبه نهائيًا.
3. الشعور بالامتنان:
التوقّف عن متابعة الشبكات الاجتماعية يجعلك أكثر شعورًا بالامتنان لحياتك، بدلًا من الغيرة والحسد لحيوات الآخرين على الواقع الافتراضي، وستدرك أن حياتك رائعة لا تحتاج إلى كمّ الأشياء التي يملكها أصدقاؤك دونك.
إذا كنت تملك طعامًا، ملابس، سقف و4 جدران، فأنت أكثر ثراء من 75% من سكان العالم اليوم، إذا كنت تستيقظ كل صباح بصحة جيدة، فأنت محظوظ أكثر من مليون شخصًا يمكن ألا يكون مُقدّرًا لهم النجاة هذا الأسبوع، إذا لم تختبر ألم المجاعات، فأنت أكثر حظًا من 500 مليون شخصًا في العالم اليوم.
حينما تقوم بتسجيل الخروج من الواقع الافتراضي والدخول في الواقع الحقيقي، لن يستغرق الأمر طويلًا كي تُدرك أن أبسط الأشياء التي تملكها، يدعو أحدهم الله لينالها.
4. تحسين العلاقات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء:
يُفترض أن تعمل مواقع التواصل الاجتماعية على الربط بينك وبين عائلتك وأصدقائك، ولكنها في حقيقة الأمر أقامت جسورًا وأخاديد اجتماعية عميقة بين الأشخاص، فها أنت تُفضّل التحديق في شاشة هاتفك لتتصفّح الشبكات الاجتماعية وتتبادل الرسائل مع أحد الأصدقاء بدلًا من مُحادثته وهو بجانبك!
ابتعادك عن الواقع الافتراضي سيتيح لك الفرصة لتُدرك أن الحكي، الاتصال، المقابلات، أفضل كثيرًا من التواصل من وراء شاشة.
5. رؤية العالم أجمل:
إذا قرّرت أن تضع هاتفك في جيبك دون تفقّد إشعارات الشبكات الاجتماعية كل دقيقة، فحتمًا سترى العالم بمنظور آخر، لتلحظ أن الطيور ليست بيضاء كلها، فهناك الوردي منها.
عِوضَا عن قضاء مُعظم الوقت في الواقع الافتراضي، يمكن أن نرتمي في أحضان الطبيعة لنشاهد إبداع الخالق، فنذهب إلى الشواطىء والغابات.
6. القدرة على الابتكار:
حينما تكون مشدوهًا إلى الواقع الافتراضي بكل تفاصيله، ينفصل دماغك عن الواقع الفِعلي، فتقِل قدرتك على الابتكار، أما إذا ابتعدت عنه، فسيُضفي ذلك قدرًا من الصفاء على ذهنك، يُتيح لك الفرصة لتُصبح أكثر قدرة على الابتكار.
7. ستكون أكثر ذكاءً وحكمة:
ما إن تبتعد عن الواقع الافتراضي، حتى يتسنّى لك وقتًا يمكن أن تغتنمه بحكمة، من خلال: قراءة بعض الكتب، تصفّح المواقع الالكترونية التعليمية التي تنهض بحياتك وتُثري معارفك، ممارسة التمارين الرياضية.
فيديو قد يعجبك: