سوق القناصل بالرباط.. عبق التاريخ وأذواق الحاضر
الرباط - (أ ش أ):
الزائر إلى سوق القناصل، أو السوق القديم فى الرباط، يشعر منذ اللحظة الأولى بعبق التاريخ، حيث يقع السوق فى المدينة القديمة التي بناها الأندلسيون، ومحاط بسور عتيق يمتد لحوالي 5 كيلومترات.
ويحتوى السور القديم على عدد من الأبواب الشهيرة والتي أصبحت علامات استرشادية فى المدينة أهمها باب الشالة، وباب الملاح وباب البوبية، وعلى الرغم من أن أي من هذه الأبواب تدخلك إلى سوق القناصل إلا أن لكل باب منها ما يميزه فأحدها يدخلك إلى عالم الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية، فيما يدخلك مدخل أخر الى محلات العطارة بأنواعها المختلفة والى عالم الفخار المغربي من طواجن وصحون وأباريق مزخرفة تشعرك بأنه فى العصور القديمة .. بينما يدخلك باب أخر الى محلات بيع الذهب والفضة وإن كانت جميع هذه الأقسام يتوسطها الباعة الذين يفترشون بضاعتهم من الملابس الجديدة والمستعملة.
ويقول العلالى سلوي .. (52 سنة وأحد البائعين فى السوق) إن ما يميز منطقة المدينة القديمة هي سكانها الذين يتفاخرون بأنهم فقط هم السكان الأصليون للرباط وأن أي شخص غيرهم هو وافد من الشمال والجنوب أما (الرباطي) الأصلي فهم يعرفونه أبا عن جد وغالبا ما يسعون إلى التزاوج من بينهم حفاظا على (الأصول الممتدة من الرباط)
ويشير المتحدث إلى أن سوق القناصل يعد قبلة لكل المغربيين والسائحين لتنوع المعروضات خاصة أنه وإلى وقت قريب كان ما يميز السوق أن كافة المعروضات منتجات مغربية .. فكانت المصنوعات الجلدية والخزف يأتيان من مدينة فاس فيما تأتى المنسوجات والسجاد من مدينة مراكش .. وتتنوع مصادر العطارة والملابس والأقمشة من سائر المدن الأخرى .. إلا أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت المنتجات المستوردة وهو ما افقد السوق واحدة من أهم مزاياه.
ويلاحظ الزائر لسوق القناصل كثرة محلات بيع المأكولات والحلوى وجميعها تكتظ بالزبائن .. ويقول عبدالله الحوسينى .. بائع أطعمة .. إن الاطعمة فى السوق هى الأكثر رواجا فى البيع حيث يشعر الزائر دائما بالجوع من كثرة السير والبقاء فى السوق بالإضافة الى رغبته فى تذوق الأطعمة الشعبية المغربية .. فيما يفضل آخرون تناول الحلوى المغربي كالشبابية والإسفنج .. مشيرا إلى أن السوق لم يعرف المأكولات الأجنبية من (برجر وسوسيس) وخلافه ولا الحلوى الغربية مثل الكيك والجاتوه إلا منذ سنوات قليلة.
فيما يقول حسن ابهلوس (بائع ملابس) إنه تخصص فى بيع الملابس التقليدية للرجال والصغار، مشيرا إلى أن أي سائح يأتي لزيارته مرة ويشترى الثوب المغربي التقليدي يعود مرة أخرى لشرائه خاصة أن الزى المغربي مميز فى شكله بحيث يعرف كل من يراه أنه مغربي.
ويؤكد أبهلوس أنه حافظ على بيع الملابس التقليدية رغم العروض المغرية التى جاءته لبيع الملابس المستورة .. مشيرا الى أنه يعتبر بيع الملابس التقليدية هو جزء من الحفاظ على الهوية المغربية.
فيما يؤكد (كافتان) بائع عطارة .. أنه يجلب بضاعته من كافة المدن المغربية خاصة تلك التي تقترب من الصحراء .. فهناك تقوم النساء بصناعة الحكل وزيت الأرجان وتعبئته .. مشيرا الى أن الكحل يأتي من صخور خاصة توجد غالبا فى المناطق الصحراوية حيث يتم طحنها بواسطة معدة خاصة لطحن هذه الحجارة ومن ثم تعبئتها وإرسالها اليه لبيعها فى السوق.
ويحدثنا عن زيت الأرجان .. فيقول أنه يؤخذ من الشجرة الأرجان التي لا تنمو إلا فى المغرب .. وهو نوع من الزيوت عظيم الفائدة فتناوله يفيد الكبد والكلى ووضعه على الشعر يغذيه ويساعد على عدم سقوطه ونموه .. ودهان الجسم به يقيه من التجاعيد والترهل.
وفى إحدى محلات الصاغة تتنوع المعروضات وطريقة عرضها بشكل يبهر الزائرين .. ويقول سعد شرقاوي .. (أحد أصحاب المحال) إن المشغولات الذهبية فى المغرب تأتى من العديد من المدن خاصة من مدينة فاس التي تشتهر بوجود أمهر صناع الصاغة .. مشيرا الى أنه قديما كان كل محل للصاغة يقسم معروضاته الى عدة أقسام منها مصوغات خاصة بالخطوبة وأخرى بالزواج وثالثة للتزين فقط .. لكن مع الوقت ومع ارتفاع أسعار الذهب عالميا أصبحت المعروضات جميعا تستخدم فى كافة الأغراض.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: