لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يلتقي بطلات أشهر صورة في جنازة ضحايا الكنيسة البطرسية

01:40 م الأربعاء 14 ديسمبر 2016

مسلمات يودعن ضحايا "البطرسية"

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– يسرا سلامة:

تصوير - عمرو عبدالله:

على رصيف صغير، وقفت ثلاث سيدات، في توديع عدد من جثامين ضحايا حادث تفجير الكنيسة البطرسية، أسمائهم من اليمين إلى اليسار "نعمة" و"هويدا" و"وصفة"، كما يظهرن في الصورة، التي هزت عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتم اختيارها من وكالة رويترز كصورة اليوم. مصراوي التقاهن للوقوف على ما خبأته الصورة من تفاصيل.

منذ ثلاثين عام وتعيش "نعمة عبد الله شريف" في منطقة مدينة نصر، تعمل بحراسة أحد العقارات أمام الكنيسة، تقول إنها خرجت لرؤية النعوش بعد زحام الجنازة، لم تتمالك دموعها أثناء حديثها لـ"مصراوي" كما حدث في المشهد، مردفة "دول حبايبنا ومعاشرينهم من زمن الزمن"، تذكر السيدة القادمة من محافظة بني سويف فضل رعاية أحد السكان الأقباط لها عقب وفاة زوجها.

مرض "نعمة" بالضغط المرتفع منعها للذهاب خلف النعوش، اكتفت بوقفة ثبتتها الكاميرا بالصورة التي التقطها المصور "عمرو عبد الله"، تتابع السيدة "من يوم الحادثة وأنا مقهورة، وعيطت على اللي ماتوا متفكراهم عيالي"، لم يكن ذلك الإحساس من الجنازة فحسب "من يوم الحادثة وأنا بعيط، يوم الأحد كان أسود يوم في حياتنا، مقهورة إن أغلبهم شباب صغير".

وكانت كنيسة البطرسية الملحقة بالكنيسة الكاتدرائية بالعباسية قد شهدت صباح الأحد الماضي انفجارا أودى بحياة 23 سيدة ورجل، وإصابة 49 شخص، بحسب بيان لوزارة الصحة المصرية.

"المشهد كان صعب أوي.. كان منظر يخلي الحجر يتحرك" قالتها الست "وصفة" أو كما تعرف بين سكان المنطقة "أم عزة"، والتي تعمل مساعدة لزوجها حارس أحد العقارات بمحيط الكنيسة، مضيفة أنها لم تعرف أحد من الضحايا لكنها تعاطفت معهم عقب الحادث.

تضع نعمة يدها بالقرب من فمها للهتاف في الصورة، مفسرة الأمر "كنت بقول حاجات كتير من الخنقة مكنتش عارفة بقول إيه، كنت بهتف لمصر، مش هتوقعي يا بلدنا"، حرقة "وصفة" في هتافها اشترك فيها أولادها الستة –3 بنات ومثيلهم من الأولاد– مع "بنات" نعمة الـ6 أيضا في التأثر بالأحداث "الحادثة صعبة جدا، وأي حد كان ممكن يحصلوا كدة، النهاردة عندهم وبكرة عندي، لكن عمر ما مصر هتقف، إحنا إيد واحدة ع طول".

تقول وصفة بعيون دامعة "حطيت نفسي مكانهم، أنا وجوزي حاسين بقهر لإننا بنحب البلد وناسها"، لا تملك السيدة القادمة من محافظة المنيا منذ عام 1994 بعد الدموع إلا الدعاء للمتوفين "بندعي ربنا يرحمهم برحمته".

وكانت جثامين حادث الكنيسة البطرسية قد خرجت من كنيسة العذراء مريم بمدينة نصر، استعدادا للجنازة التي ترأسها البابا تواضروس الثاني بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتوسط السيدتان في الصورة إحدى ساكنات بالمنطقة، والتي مرت بالمكان بالمصادفة، إذ تقول هويدا- متحفظة على ذكر اسمها الثاني، "كنت نازلة بظروفها ولا أعرف حتى إن الجنازة طالعة من المنطقة، لكن مشهد الجنازة يحزن أي مصري".

لا تعبأ السيدة بردود الأفعال على الصورة "مفرحتش بالانتشار لإن كلنا حزانا على حال البلد، بنات وأطفال في سن الزهور راحوا، إحنا عايزين السلام والأمان، كل يوم شباب بتموت، وقبلها في الهرم، دول بشر وأرواح ربنا حرم قتلها، طب ليه؟!".

ولاقت الصورة عدد من التعليقات المؤثرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مثل "كلنا مصريين مفيش فرق بين مسلم ومسيحي" و"هذه عظمة الشعب المصري"، و"صورة وراها كتير والله"، و"هى دي الفطرة السليمة"، و"هى دي مصرنا".

فيديو قد يعجبك: