إعلان

"ع الحيطة".. مشروع آلاء لتلوين "الحيطان" بالبهجة

12:35 م السبت 05 نوفمبر 2016

مشروع آلاء لتلوين الحيطان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- علياء رفعت:

نافذةٌ صغيرة يطل من أعلى يسارها علامة حمراء للموقع الشهير “ youtube”بمحركه البحثي الذي يصلك بكل ما تريد معرفته أو تعلُمه؛ كان ذلك هو سبيل "آلاء" الوحيد لتطوير حُبها الفطري للرسم، وتعلُم كُل ما يمكنها أن تُحصله من خِبرات الآخرين المتراكمة بضغطة زِر واحدة. تحملق طويلًا بالتفاصيل المُنمقة، الخطوط، تناسق الألوان. فوق أوراقها البيضاء تجرب، تُحاكي ما رأته، تتقن الرسمة فتهاديها اختها الأكبر بأقلام جديدة لتكون تلك الدفعة الأولى لها في تكوين مشروعها الصغير "ع الحيطة".

"اسمه (ع الحيطة) عشان برسم ع الحيطة " قالتها آلاء وهى ترجع بذاكرتها للوراء وتتذكر أولى التجارب التى قادتها للرسم. لم تخطط لشيء ولكن حُبها للرسم الذي عُرفت به جعل أحد أصدقائها يطلب منها أن ترسم له بإحدى مساحات العمل المشتركة التى أسسها حديثًا مع رفاقه، ومساحات العمل المشتركة تلك هى أماكن انتشر تواجدها بالقرب من محيط الجامعات ليذاكر بها الطلاب ويعقدون اجتماعاتهم وورش عملهم.

أمام الحائط الكبير، وقفت آلاء مشدوهة يراودها الشك في أنها ستتمكن من الرسم على الحائط أو إنجاز الأمر، وهى التى لم تجرب الرسم من قبل إلا على الأوراق البيضاء في وقت فراغها بعيدًا عن أكوام الكتب الدراسية التى يتكدس بها مكتبها، لكنها قررت المحاولة. "مسكت المتر وبدأت أرفع مقاسات الحيطة، أحدد الزوايا، والنقطة المركزية.. تخيلت الحيطة دي كأنها ورقة صغيرة" هكذا هيأت آلاء نفسها لخوض التجربة، وبعد يومين فقط كانت قد انتهت من الرسمة بكاملها ليساعدها في تلوينها العديد من الأصدقاء بناءً على توجيهاتها في اختيار الألوان. ولأن التجارب الأولى لا تُنسى أبدًا، فلِـ "الماندالا" - رسمتها الأولى- في قلب آلاء مكانة خاصة، وفرحة تساوى فرحة الأم باستقبال أول أبنائها "مكنتش متصورة إنها ممكن تطلع كده، كل اللي حواليا كانوا مبهورين بيها، ولما وقعت اسمي تحتها حسيت انها إنجاز عظيم افتخر بيه".

عقب افتتاح مساحة العمل المشتركة تلك كانت آلاء تترد على المكان ولكن هذه المرة بحكم كونها طالبة في كلية الطب تدرس برفقة أصداقائها هناك. يهمس البعض وهم يبدون إعجابهم برسمتها فيما يلتقط آخرون الصور إلى جانبها ويتسائلون عن كيفية الوصول لها، دون أن تتدخل الفتاة أو تعرفهم بنفسها "مكسبي الوحيد كان إنى أشوف الاعجاب برسمتى في عيونهم".

الصدفة التى قادت آلاء للرسم على "الحيطة" قادت أحد رواد المكان أيضًا لرؤية رسمتها، الاعجاب بها والسؤال عن صاحبتها لترسم له على حوائط مساحة العمل الجديدة التى يقيمها، ومن حائط لآخر تنقلت آلاء بفُرشِها وألوانها مُطلِقة ليدها العنان ولفِكرها الخيال، ترسم وتتقاضى أموالًا زهيدة عن رسوماتها حتى قررت أن تجعل الأمر بشكل احترافي. "أول مبلغ أخدته من الرسم كان 300 جنية"، لكنهم في حقيقة الأمر كانوا بالنسبة لـ"آلاء" أضعافًا مُضاعفة من السعادة والامتنان لحُلمٍ أصبح حقيقة. ذهبت لوالدتها وهى تحملهم والابتسامة لا تفارق شفتيها بينما تحلُم أن تشتري العالم كُله بنقودها المُعطرة بالانتصار لموهبتها.

بمرور الوقت توسع عمل آلاء، فنبهها بعض الأصدقاء بضرورة عمل صفحة على "فيس بوك" لكي يزيد انتشارها، وهو ما رفضته الفتاة في البداية مُعللة "أنا برسم عشان بحب الرسم، مش عشان اشتهر لأني محبش ابقى تحت الأضواء طول الوقت"، لكن بعض النصائح من المُقربين لها اقنعتها بانشاء تلك الصفحة لتحتفظ من خلالها بنسخ رقمية من رسوماتها فتحميها من الضياع، إلى جانب تسويق بعض أعمالها والترويج لها.

"بقيت أنا والصفحة كيان واحد" قالتها الرسامة بفخر شديد، فالصفحة التى رفضت إنشائها أصبح لها مُريدين الآن ممن يطلبون الفتاة بالاسم لترسم على حوائطهم. من أجل هذا تسعى آلاء لتطوير ذاتها ورسمها دائًما، فتقوم برسم كُل ما هو جديد وغريب بالوقت ذاته لتضمن لنفسها مساحة مختلفة لا ينافسها فيها أحد "علمنا مشروع جديد بنرسم فيه (روبوتات) ع الحيطة، مستنين رأى الناس فيه، وعاوزينهم يشاركونا اختيار أسماء الروبوتات كمان".

الطريق الذي اتخذته آلاء لنفسها، وخطت أولى خطواته لم يمكن بالسهل أبدًا "التوفيق بين دراسة الطب والشغل أمر صعب بيتطلب التزام ومجهود كبير، بس اللي بيفرحني إني بحب شغلي وبلاقي نفسي فيه". ورغم الصِعاب إلا أن جعبة آلاء لم تخلو من المواقف الطريفة التى عايشتها بسبب عملها، والتى تروي إحداها وهى تضحك من قلبها قائلة "عدى وقت مكنش بيجيلي فيه شغل وكنت متضايقة فطلبت من بابا يجيبلي بويات أرسم بيها على حيطة أوضتي وفعلًا وافق، وبدأ يساعدني هو وماما لحد ما لاقوني برمي الألوان ع الحيطة بشكل عشوائي، كانوا مخضوضين بس لما خلصت انبهروا بالرسمة واتصوروا جمبها كمان".

تدفعها ثقة أهلها للاجتهاد بدراستها ويدفعها شغفها للابداع بالرسم وتطوير عملها وبين هذا وذاك تجد آلاء أن من الصعب عليها التحديد إن كانت ستمارس الطب بعد انتهاء دراستها أو ستتفرغ للرسم فتحترفه كعمل تحيا من قوته ولكنها تحلم بأن يكبر مشروعها الصغير (ع الحيطة) ليضُم كُل مُحبي الرسم، والفن بشكلٍ عام بغض النظر عن مجال دراستهم، أعمارهم، ثقافتهم، وبشرطٍ واحد لا يحوي بنودٍ عِدة؛ فقط حُب الفن والشغف به "نفسي نقدر نخلق مساحة فنية مختلفة نتبسط بيها ونسعد اللي حوالينا دايمًا".

 

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان