"أزمة ترخيص" تهدد بائعة ورد بالجيزة.. وتستغيث بالسيسي

كتبت – يسرا سلامة:

في شهر أكتوبر الماضي، وصل إلى "سحر إمام" إنذار بإخلاء كشك الورد، مصدر رزقها الوحيد للعيش، والإنفاق على أولادها الأربعة، لتقرر بعدها إرسال استغاثات من رئيس الجمهورية إلى كل مسؤول في يده حل أزمتها، الترخيص المتوقف من محافظة الجيزة.

سحر إمام إمام محمد، سيدة خمسينية، توفها زوجها في 21 نوفمبر العام الماضي، الزوج المتوفي "أحمد إبراهيم" كان مالكا لترخيص الكشك منذ عام 1993، من وقتها وأصبح محل "سوفت روزا" مصدر دخل الأسرة، ويستمر حتى بعد وفاة عائلها، لكنة أزمة الترخيص لا تزال حية.

بوفاة الزوج بدأت بوادر الأزمة، لكنها احتدت في نهاية مايو هذا العام، الموعد السنوي لتجديد رخصة محل الورد، المتواجد في التقاطع بين شارع جامعة الدول العربية وشارع جزيرة العرب، وتبدأ السيدة في سؤال الحي عن التراخيص اللازمة، لتفادي هدم الكشك فوق ورودها.

تذكر السيدة إن الحي طلب منها عدة أوراق، شهادة الوفاة وإعلان الوراثة، وتوكيل من الإبن الأكبر محمد، والذي يعمل معها في نفس الكشك، تقدمت بالأوراق، لكن كلمة المحافظة جاءت على يد إنذار يهدد رزقها، فيما يظل ابنها الأكبر العامل معها خريجا من تجارة عين شمس بلا وظيفة، وأخ صغير وفتاتين بلا وظائف.

بداخل محل الورد، ترتدي السيدة جلبابا أسود؛ حزنا على الزوج، وقلقا من المستقبل، وتحمل أمامها أوراق تثبت قانونية خطواتها، ومن بينها ورقة من وزارة التضامن الاجتماعي، خرجت بعد بحث، كُتب عن السيدة "الطالب المذكور يعاني من الظروف الاقتصادية، حيث أن الدخل لا يكفي لسد احتياجاته، وهو بحاجة للحصول على مساعدة مالية"، الورقة بتاريخ يناير 2016.

بعد الإنذار بالهدم، لجأت السيدة للقانون برفع استشكال أمام محكمة القضاء الإداري، ضد محافظ الجيزة ورئيس حي العجوزة، تشير أوراق القضية إلى أن"الورثة الشرعيين ملتزمون بالتجديد والترخيص، والكشك لم يحدث منه أي مخالفة طوال مدة الترخيص"، تذكر أن زوجها وهى من بعده عملوا على تزيين المكان المحيط بالمحل بالخضرة، ويحافظون على نظافته، رغم إنه ليس من دورهم.

تعرف سحر أن الهدم قد يسبق كلمة القضاء، ولذلك تتوجه باستغاثات إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيس بثلاث وسائل "البريد اليدوي والسريع والموبايل"، فحواها واحدة "هل اتحكم علينا بالإعدام؟ الترخيص يرحمنا من ذل السؤال، أنا العائل الوحيد للأسرة"، تردف السيدة.

"مفيش في القانون حاجة اسمها وراثة، والتراخيص لا تجدد".. بهذا التصريح رد اللواء علاء الهراس نائب محافظ الجيزة للأحياء عن شكوى السيدة، مضيفا لـ"مصراوي" عن حالتها الاجتماعية إن وزارة التضامن توفر لها وظيفة –بحسب رأيه، وقال "الجيزة كلها أكشاك مخالفة، وأغلب أصحاب الاكشاك بيخالفوا القانون، وبرضه إحنا لسة مهدناش الكشك لحد دلوقتي".

تنتظر السيدة بين الحين والآخر أن تُسمع شكوتها، كما يحمل كل يوم فرصة أخرى لهدم الكشك من قبل الحي، ترتجف من رؤية رجال الحي يمرون من أمام محلها الزجاجي، تستمع لشائعات أن فنانة شهيرة تملك كافتريا مقابلة تريد التوسع في المكان، ولها محاولات مع الحي، تستمسك بالباقي من أمل في استجابة دعائها والاستغاثة.