لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - تعويم الجنيه في صحف 2003.. احتفاء رسمي و"سخرية للركب"

09:46 م الخميس 03 نوفمبر 2016

تعويم الجنيه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

صباح اليوم، استقيظ المصريون على قرار محافظ البنك المركزي طارق عامر بتعويم الجنيه، لكنها ليست المرة الأولى الذي يطرق هذا المصطلح آذان المصريين. في نهاية يناير عام 2003، وقف عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء آنذاك، خلال مؤتمر الإيكونوميست ليعلن قرار تحرير سعر الصرف. 

تجوَّل مصراوي بين صفحات الجرائد الرسمية اليومية حينها؛ كيف تعاطت مع القرار واستمرار تغطيتها لآثاره لعدة أشهر، كان من بينها كاركاتير مصطفى حسين بفكرة أحمد رجب في صحيفة أخبار اليوم، و"نص كلمة" للأخير.

1

في الأول من فبراير 2003، خرجت أخبار اليوم بمانشيت رئيسي يُشيد بالقرار "نتائج إيجابية لتحرير سعر الصرف"، رغم مرور يومين فقط على إصداره. لكن في أقصي يسار الصفحة الأولى كان لأحمد رجب، وريشة مصطفى حسين رأيًا آخر. نال عبيد صنوفًا من النقد والسخرية اللاذعة إزاء قراره، ويختتمان كل كاركاتير بجملة "يجعله عامر".

____-2-______

في منتصف الصفحة الثانية، كان عمودًا صغيرًا يحمل اسم "فهامة أحمد رجب" يُسدد الكاتب هجومه على سياسات حكومة عبيد الاقتصادية، وقبيل إصدار قرار تعويم الجنيه. وتحت عنوان "جرد مصر" في 18 يناير 2003 كتب رجب: "لماذا لا يستفيد عاطف عبيد من إحدى عادتنا المبروكة، وهي أننا نسمي المسميات بأسمائها إذا كانت غير مُستحبَّة. يمكننا أن نقول إن اقتصادنا يتباطأ أو يتمخطر، وأفضل من هذا وذاك أن نقتبس من الريف تعبيرًا شائعًا إذ يقول أهالينا في الريف عن فلان المريض: فلان بعافية. وليت رئيس الوزراء يعلن في كل مناسبة أن اقتصادنا بعافية". 

____-3--_____-____-___

من خلال صفحتي التحقيقات تناولت "أخبار اليوم" قرار تعويم الجنيه بعيون رؤساء بنوك واقتصاديين. جاءت الصفحتين مؤيدة للقرار بشدة، عنوانها الرئيسي "وداعًا للسماسرة والسوق السوداء". و أفردت الصفحة لكل متخصص بأن يكتب رأيه حول التعويم. 

"تحرير سعر الصرف آثاره إيجابية مؤكدة على الاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل"، تحت هذا العنوان كتب محمود محيي الدين، عضو الأمانة العامة للحزب الوطني آنذاك عناصر نجاح قرار التعويم بالسوق المصري. وجاءت باقي الآراء متماثلة مثل منير فخري عبدالنور، بصفته عضو مجلس الشعب وممثل حزب النور، فائقة الرفاعي وكيل محافظ البنك المركزي حينذاك، وعدد من رؤساء البنوك مثل فاروق العقدة، عن البنك الأهلي حينها، وخبراء آخرين.

4

في الثامن من فبراير 2003، بدأت أفكار رجب وريشة حسين في الانطلاق للتعبير عن قرار تعويم الجنيه، ومن خلال فلَّاح "كفر الهنادوة"، وجّه الفنانين مخاوف الشعب المصري إزاء التعويم.

5

كان غضب الكاتب الكبير أحمد رجب يتدفّق خلال "نص كلمة" في جريدة الأخبار، فهاجم خلالها سياسات رئيس مجلس الوزراء وقتذاك، الدكتور عاطف عبيد، لاسيما تصريحاته التي كانت تؤكد تحسن الحالة الاقتصادية، علق عليها رجب: "سمعت أن أسرة مواطن اسمه عبد الله المصرى رفعت دعوى تعويض على رئيس الوزراء والسبب أن د. عبيد كان يتحدث أمام اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب مؤكدا متانة الاقتصاد المصري وصموده أمام الهزات، وما أن سمع المواطن عبد الله المصري هذا الكلام حتى مات من الضحك رحمه الله!".

6

عبَّر أكثر من مرة الكاريكاتير عن عدم غياب ابتسامة رئيس الوزراء رغم الأوضاع الصعبة والمعاناة التي يكابدها المواطنين. فكتب رجب في نص كلمة: "أرجو د. عاطف عبيد أن يقتصد فى ابتسامته حرصًا على مشاعر الناس، واقترح –تقديرًا لظروفه التفاؤلية القاهرة– أن يبتسم يومين فى الأسبوع فقط".

7

بالانتقال إلى عدد الأول من مارس لعام 2003، أصدر الحزب الوطني بيانًا حول تعويم الجنيه، يؤكد خلاله أن "القرار الذي اتخذته المجموعة الوزارية الاقتصادية برئاسة الدكتور عاطف عبيد، يأتي متوافقًا مع التوجهات الاقتصادية للحزب". في نفس الصفحة التي نشرت "أخبار اليوم" البيان، خصصت مساحة لطلب إحاطة قدمه النائب محمد مرسي -الرئيس الأسبق، عضو مجلس الشعب حينها، ضد عبيد ووزير التموين الدكتور حسن خضر، وذلك حول "الارتفاع المفاجئ والجنوني لمعظم السلع في الأسواق". وأضاف النائب أن "خلال فترة لا تتجاوز شهرًا ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل سعر السكر والأرز، بالإضافة إلى سعر الذهب والملابس". وتساءل النائب: "ماذا يفعل المواطن البسيط محدود الدخل حيث لا يوجد توازن بين الأسعار والرواتب التي لا تتلاءم مع هذا الغلاء الجنوني؟".

8

ورغم احتفاء "أخبار اليوم" بـ"التعويم" إلا أن "فهامة أحمد رجب" تطل للتحدث حول الأوضاع الاقتصادية على خلفية القرار. وبعنوان "حكومة لا تحس" كتب رجب: "أخطر قرار عشوائي للحكومة هو قرار تحرير سعر الصرف دون أي استعداد مُسبق لاحتواء آثاره السلبية، واكتفت الحكومة بإعلان الحرب كلامًا على الغلاء. في النهاية المستهلك طلعت روحة مع حكومة عديمة الإحساس بالناس. نريد حكومة للفقراء".

9

اتسمت تغطية صحيفة الأهرام لـ"التعويم" بالإشادة، ووصف القرار بأنه "جري وهام وقد تأخر". استعراض آراء خبراء مصريين وعرب يؤكدون أن القرار يُعيد مصر إلى خريطة الاستثمارات العالمية. وبروح التفاؤل إزاء تحرير سعر الصرف، رحَّب الخبراء –في 29 يناير 2003- بسوق حرة للنقد الأجنبي. فيما استعانت الأهرام برأي الوليد بن طلال، رجل الأعمال والمستثمر السعودي، الذي أكد أن الإجراء يدعم الثقة في الاقتصاد المصري، وسينعكس مُستقبلًا على تدفق الاستثمارات العربية في مصر.

10

بعد مرور شهر، وتحديدًا بتاريخ 28 فبراير 2003، كانت صفحة الأهرام الاقتصادية تتحدث حول ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ وجنوني، أجرت حينها حوارًا مع الدكتور عاطف عبيد، الذي جاء على لسانه الآتي: "خلال الأسبوع الأول لتحرير سعر الصرف ارتفعت أسعار معظم السلع الضرورية بما في ذلك أسعار الغذاء اليومي وبنسب متفاوتة وذلك باستثناء السلع التي تدعمها الحكومة. وشهدت الأسواق حالة غير مسبوقة من الاضطراب والارتباك خاصة وقد تفاوتت الأسعار من محافظة لأخرى". لكنّه في نفس الحوار قد حمَّل التجار المسئولية حيث "استغلوا الوضع العام ورفعوا الأسعار دون تفرقة بين السلع المُصنفة محليًا والمستوردة خارجيًا".

11

فيديو قد يعجبك: