"أبوجبل" شهيد كمين "الغاز".. كُرم لشجاعته وتجنيده ينتهي بعد أيام
كتب- محمد مهدي:
الليل ملجأ الجبناء، في عتمة مساء الخميس، تسللت مجموعة من العناصر الإرهابية إلى كمين "الغاز" بمنطقة العريش، هاجموا القوات المسلحة بعربات دفع رباعي مُفخخة، هبّ الجنود للدفاع عن الكمين، اندلعت النيران، تحول المكان لساحة حَرب، أسقطوا 3 قتلى من الإرهابين، فيُما استشهد 12 مجند من بينهم "محمود سيد علي" الذي أطلق عليه زملائه "أبوجبل" لقوته الجسمانية وحُبه للقتال دفاعًا عن الوطن.
منذ عام تخرج "أبوجبل" من كلية حقوق جامعة أسيوط، حملّ الشاب العشريني داخله حماس كبير للالتحاق بصفوف القوات المُسلحة، أفصح عن ذلك للأقارب والأصدقاء. يقول أحمد أفيد، أحد أقاربه، إنه كان يتمنى الخدمة في الجيش المصري وتوجيه قوته الجسمانية لصالح البلد.
داخل مركز التدريب، اشتهر "أبوجبل" باجتهاده الشديد، الإنصات لتعليمات القادة باهتمام، تنفيذ تدريباته بإتقان، فضلا عن بث روح الفدائية في قلب زملائه داخل المُعسكر "أيام فرقة الصاعقة كان على طول يهون علينا ويقول عشان نعرف نحمي بلدنا" يذكرها أحد زملائه -رفض ذكر اسمه.
في الإجازات يعمل الشاب العشريني كمدرس لأبناء الأقارب والجيران، في محاولة منه لمساعدة أسرته بعد توفى والده منذ عام ونصف بعد صراع مع المرض، وحاجة والدته للرعاية الصحية. لـ "أبوجبل" شقيق أصغر منه، يستعد لدخول الجيش في الشهور القادمة "أخوه زيه بيحب الجيش وعايز يبقى مجند فيه".
حين أُرسل "أبوجبل" مع زملائه إلى سيناء، لم يُبدِ أي أذى في نفسه من الخطوة، تقبل القرار بفرحة "سينا بالنسبة له الأرض اللي اتروت بدم المصريين، مينفعش نسيبها". في كمين "الغاز" يقف الشاب العشريني قابضًا على سلاحه، يقطع الممل أحيانًا بمُزحة حيث اشتهر بخفة ظله، لكن في ساعات الخطَر يتحول لوحش "محمود لو ضرب جدار يتهد".
منذ عدة أشهر، عاد الشاب الأسيوطي إلى بلدته حاملًا شهادة تقدير من القوات المُسلحة، إذ كُرم من قِبل قادته لشجاعته في محاربة الإرهاب بشمال سيناء، عُلقت الشهادة في غرفة الاستقبال لتُصبح محل فخر له بين جيرانه وعائلته.
أيام قليلة كانت تفصل "أبوجبل" عن انتهاء فترة تجنيده، خطط كثيرة وضعها بعد اقتراب خروجه من الجيش، حيث أخبر زملائه برغبته في الحصول على دبلومة تربية خلال الأشهر القادمة، ليترك عالم المحاماة "كان عايز يشتغل مُدرس"، لكن القَدر لم يُمهله لتحقيق أحلامه.
فيديو قد يعجبك: