إعلان

راقصات الباليه في شوارع القاهرة.. جربتِ تطيري؟

04:34 م الأحد 13 نوفمبر 2016

راقصات الباليه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
الباليه هو ذاك الفن المُرتبط بأحلام الفتيات، وخيالات لا تتحقق على أرض الواقع في عُرف الكثيرات، غير أن ذلك الحُلم حققه عدد من البنات، صاروا راقصات باليه، ولم يكتفين بذلك، لكنهن حوّلن الفن من الصالات المُغلقة إلى براح الشارع، وسعين إلى تقديمه وسط زحام الناس تحت اسم مشروع "باليرينات القاهرة"، وكسر قاعدة عرض ذلك الفن على المسرح، وارتداء الجمهور للملابس الرسمية، لتتشجع العديد من الفتيات على ترجمة بريق الأحلام إلى حقيقة ملموسة.

بدأت الحلم عند المخرج "محمد طاهر"، الذي سعى لتنفيذ الفكرة التي شاهدها في مشروع "باليه في نيويورك"، المُقام منذ التسعينيات، واشترك معه المخرج "أحمد فتحي"، الذي استعان بالباليرينا "مريم الجبالي"، ليُقدموا أول "سيشن" تصوير، بمنطقة الكوربة صباحًا.
تعددت الأماكن التي التقطت فيها راقصات الباليه، بين مصر الجديدة، الزمالك، المعادي، المقطم وسط البلد ومصر القديمة، يُظهر المشروع المناطق القاهرية بشكل مُختلف، يُحتفى به من جانب الجمهور المُتابع على موقع الفيس بوك، يقول طاهر إن اختيارات الأماكن تنبع من اقتراحاته والمُناقشات مع فريق العمل والباليرينات، أما زوايا التصوير فيعكف طاهر على التركيز لمعرفة الزاوية الأفضل.

1

في المُعتاد ارتداء راقصة الباليه لفستان قصير، إلا أن تلك لم تكن القاعدة بالمشروع، "حسب المكان بنحاول نوفق بينه وبين الشكل"، يذكر طاهر، لذا فإن طابع الحركة الذي يغلب على وسط البلد، يجعل الباليرينا ترتدي "الكاجوال"، وهو ما قامت به بالفعل "ماري عاذر"، أما الكوربة "مقررين إنها تكون بفستان".

2

بالنسبة لطاهر لم تبدأ علاقته بالشارع بدءًا من ذلك المشروع "في العادي أنا بصور كل يوم برة"، أما لراقصة الباليه "ماريّ عاذر"، فكانت تلك هي المرة الأولى لها "كنت نازلة مهيأة نفسي إن لو حد عمل حاجة أنا هتخانق"، لكنها لم تتعرض لمضايقات "فيه ناس كانت بتتفرج لكن مش كتحرش خالص".

3

منذ سنة ونصف وماريّ قررت أن ترتدي ما ترغب فيه، وأن ترد على من يضايقها كلمة بكلمة، لذا لم يكن غريبًا عليها حينما ترى زميلتها "مريم" ضمن مشروع الباليه، أن تبادرها بالانضمام إليهم، ولم تقلق من الرقص في الشارع، فتبدأ أول "سيشن" تصوير على مركب "كنت مرعوبة وأنا برقص على المركب، وحواليا المية وبتتهز"، لكنها خرجت من التجربة يُخالجها احساس بالسعادة.

4

بدأت ماريّ رقص الباليه منذ أن كانت في الحادية عشر عاما، قبلها مارست عدة ألعاب مثل التنس والجمباز لكنها لم تنتظم في أي منهما، ولم تلعب الباليه لاعتقادها بـ"إنه بتاع البنات الفرافير"، ومع ممارستها له لم تجده كما ظنت "لقيته محتاج تحمل، وإني أفضل مركزة بمخي وجسمي"، استمرت ماريّ ذي الثانية وعشرين عامًا في الرقص حتى الآن "حسيت بالانتماء للباليه".

أما "فيرونيكا عماد" فلم يكن غريب عليها ممارسة الباليه بالشارع، جربت الفكرة ذات مرة مع صديقتها بمنطقة الكوربة "نزلنا الساعة خمسة الصبح، مكنش فيه حد وبابا كان معايا"، لذا حينما بادرتها مريم بالحديث عن المشروع، وافقت فيرونيكا "مترددتش، الموضوع متعب في الشارع بس حلو".

5

قامت فيرونيكا بالرقص في أماكن عديدة منها المعز والمقطم والزمالك، وتعددت الأوقات التي نزلت فيها الشابة العشرينية، من بينها ساعات الزحام، ورغم ما سمعته من رفاقها بمعاكسات قيلت لها، لكنها لم تسمعها، "لما بركز في الحركة اللي بعملها، مش بشوف الشارع أصلًا".

6

ورغم أن من عادات فن الباليه ألا يلتحم مع الجمهور، لكن تلك القاعدة كُسرت مع المشروع، وبشكل تلقائي غير مُخطط يقوم طاهر بتصوير إحدى الراقصات تتوسط سيدتين في عقدهم الأربعيني، فخلال إحدى مرات التصوير جلست راقصة الباليه ترتدي حذاءها، بجوار السيدتين، فضحكت إحداهما قائلة "تلاقيكي مبتاكليش محشي"، ما جعل الفتاة تنكر ذلك بشدة، ويتطور الموقف الظريف لعرض المخرج بتصويرهن معًا.

7

محبّة ماريّ للباليه جعلها تمارسه كهواية بجانب دراستها للطب، تعرف الفتاة العشرينية ما تُريده تمامًا "أنا بحب الفن دا وهفضل هاوية وأدرس الطب اللي بحبه"، أحست بالسعادة من انضمامها للمشروع، والرسائل التي تأتيها من فتيات يستفسرن كيف الدخول لعالم الباليه، وأسئلة من قبيل "هو ينفع أرقص وأنا كبيرة في السن؟"، تقول ماري إن العديد منهن بدأن بالفعل في التمرين "أنا مبسوطة إني أثرت فيهم، وعرفوا إن الباليه مش حاجة خيالية".

8

أمّا فيرونيكا فالباليه بالنسبة لها هو أقرب للاحتراف، رغم دراستها الإرشاد السياحي، لكن لا يوجد لديها مانع إن لم تستمر في ذلك المجال وتُكمل في الباليه فقط. تُحب فيرونيكا إحساس الشهرة الذي يمدها به المشروع "الناس بتقولي في التعليقات كلام يبسطني"، وتعتبر بذلك أنها حققت جزءًا من حلمها، كما أنها لا تُصدق أن تلك الفتاة التي ترقص بالصور هي نفسها "كنت في الأول حاسة إني مش هعمل أي حاجة، بس احساسي في إن طاهر واثق فيا كان بيشجعني".

9

"لماذا أرقص؟ لأنني أستطيع الطيران لجزء من الثانية".. كانت تلك إحدى المقولات التي يُعلق بها على إحدى صور المشروع، حيث تتبع كل صورة تعليق مكتوب عن حب الباليه، والذي يكون أحيانا ناتج عن دردشة بين المخرج والباليرينا "ساعات بحاول أطلع الكلام منهم أو أسألهم".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان