"شائعات تُحيي الأمل".. لمياء تنتظر ظهور شقيقها في قائمة "العفو الرئاسي"
كتبت - دعاء الفولي:
استيقظت لمياء سعيد، اليوم الخميس، لتجد اسم أخيها الطبيب أحمد سعيد-في أحد المواقع الصحفية- ضمن الأسماء المُرشحة للعفو الرئاسي. راود الأمل الفتاة أخيرا رغم أن خروج أخيها الأكبر لم يُحسم بعد.
في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي استضافت مدينة شرم الشيخ، مؤتمر الشباب الأول، الذي ضمّ أحزابا وشخصيات عامة على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلاله طلب الرئيس تشكيل لجنة من خمسة أعضاء لفحص حالات الشباب المحبوسين على ذمة قضايا. وعمل قائمة بالأسماء قبل إرسالها لرئاسة الجمهورية ليحصلوا على عفو رئاسي.
"قلبي هيقف حد يتأكد والنبي دة صح ولا لأ" هكذا قالت سعيد على صفحتها بموقع فيسبوك تعليقا على الخبر. أحد أصدقائها طلب منها ألا تضع أملا ضخما، فالقائمة مازالت بمرحلة الإعداد كما لم يتم إرسالها بعد للجنة الخماسية. لكن أخت الطبيب رفضت التنازل عن تفاؤلها، خاصة بعدما أخبرها أكثر من مصدر داخل المجلس القومي لحقوق الإنسان إن اسم الطبيب ورد في القائمة المُنتظر إرسالها إلى لجنة العفو، حسبما تقول الفتاة لمصراوي.
أربع ساعات قضاها أحمد سعيد على مقهى بوسط البلد في نوفمبر 2014، قبل أن تقتاده حملة أمنية إلى قسم عابدين. وذلك عقب وقفة احتجاجية شارك فيها تزامنا مع ذكرى أحداث "محمد محمود"، وعقب تجديد حبسه مرتين صدر الحكم عليه بعامين خلال جلسة 13 نوفمبر، في القضية رقم 12182 جنح عابدين، ليقبع بسجن العقرب مُشدد الحراسة.
وجهت النيابة حزمة من الاتهامات إلى سعيد: "تكدير السلم العام وقطع الطريق وتعطيل المرور". لكن في المقابل لم تستسلم الأخت الصغرى للحُكم "مفيش يوم مر من غير جواب للنائب العام أو زيارة للمكاتب الحقوقية عشان قضيته".
لا توجد إحصاءات رسمية لعدد المحبوسين على ذمة قضايا داخل مصر، غير أنه حسب تقديرات منظمة "العفو الدولية"، فهناك حوالي "41 ألف شخص اعتقلوا أو وجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم جنائية أو حكم عليهم في محاكمات غير عادلة".
"عدم الضلوع في العنف" هو الشرط الأبرز لأسماء الشباب المُرشحين للعفو الرئاسي. وهو ما تُعوّل عليه سعيد لإطلاق سراح أخيها، حيث تعتقد أن قضائه نصف المُدة يجعله أقرب للخروج "مصلحة السجون بتعمل إفراج أحيانا عن المسجونين لو قضوا نصف المدة"، إلا أن ذلك غير منطبق على الطبيب "لأنه مسجون سياسي" حسبما تضيف الأخت.
بين التلفاز، الصحف الورقية والإلكترونية، ومواقع التواصل تتحسس سعيد طريقها بحثا عن معلومة تُفيد بوجود أخيها ضمن المعفو عنهم. تقضي وقتها في الاتصال بمن تعرفهم ليعطيها أحدهم إجابة شافية، الخوف يكسو قلبها، فأمل الإفراج عن الطبيب راودها من قبل حينما تابعت الرئيس يتحدث عن قوائم العفو.
في أغسطس الماضي أعلن السيسي -خلال لقاء برؤساء الصحف القومية- عن قوائم عفو تضم 300 شاب بينهم متظاهرون وصحفيون وحالات إنسانية، إلا أن تلك المبادرة لم تُسفر عن شيء إلى الآن، وأكد الرئيس على نفس الأمر، حينما استضافته قناة pbs الأمريكية، مؤكدا تقديمه قائمة بأسماء بعض المشمولين بالعفو لوزير الخارجية الأمريكي.
منذ أسبوع التقت سعيد بأخيها في زيارة السجن الاعتيادية، فوجئت بعلمه عن قائمة العفو الرئاسي، استغلت الفرصة لتحكي له عن تفاصيل العفو، مُعطية إياه جرعة سعادة زائدة "انا كمان بتشعلق بأي حاجة عشان أشوفه برة السجن".
تُدون الأخت عن الطبيب الجراح يوميا على صفحتها بفيسبوك، تارة عن دراسته في ألمانيا، أو المعاملة السيئة التي تلقاها في الداخل. تقول لمصراوي إنها تنتظر أي مبادرة قد تأتي من الرئاسة أو غيرها لإطلاق سراحه "السجن بيكسر.. عشان كدة مش هنرفض أي فرصة لخروج أحمد"، تذكر أنها في الزيارة الأخيرة رأت ابتسامته للمرة الأولى منذ فترة، بعد أخبار العفو الرئاسي المنتشرة هناك.
عقب ساعات من نشر اسم الطبيب ضمن قائمة العفو-على أحد المواقع- خرجت اللجنة الخماسية ببيان-حصل مصراوي على نسخة منه- ينفى أن تكون القائمة المنشورة صباحا هي النهائية، مضيفا أن "كل الأسماء الواردة في هذه القائمة لا تزال تحت الفحص من قبل اللجنة".
وقال محمد عبد العزيز، أحد أعضاء اللجنة لمصراوي، إن العمل مازال جاريا على الأسماء النهائية وسيتم إعلانها بشكل رسمي من قبل لجنة العفو نفسها، فيما اختتم البيان بُجملة: "تهيب اللجنة بوسائل الإعلام تحري الدقة حفاظا على أسر مصرية تنتظر خبرا صحيحا بخصوص القوائم النهائية".
ليس بيدي الأخت شيء سوى التنقيب حتى رؤية اسم "أحمد سعيد" ضمن قائمة عفو نهائية. "انا لسة متعودتش على سجن أحمد ومعنديش رفاهية اليأس عشان لو يأست محدش هيجري وراه".. باتت تعلم أن معانقة الأمل الكاذب الذي تُروجه الشائعات، أفضل أحيانا من انتظار اللا شيء.
فيديو قد يعجبك: