أحمد فؤاد.. صحفي خلف القضبان ينتظر الفرجّ (تقرير)
كتب- محمد مهدي:
في 25 يناير 2014، خرج الصحفي "أحمد فؤاد" من منزله بالإسكندرية، بغية تغطية تظاهرات في الذكرى الثالثة للثورة في محيط منزله بمنطقة سيدي بشر لموقع كرموز الإخباري، تحرك الشاب بحماس هناك وهناك لأداء عمله، يحمل حقيبة صغيرة بداخلها كاميرا لرصد أبرز المشاهد، قبل أن يُمسك به أحد رجال الشرطة ويُلقي به في عربة الأمن المركزي "قررنا كفريق عمل إن كل عضو يغطي منطقة سكنه فقط، لكن فؤاد قرر ينزل يرصد المظاهرات بنفسه، وتم القبض عليه أثناء تأدية عمله"، يقولها ربيع فهمي، رئيس تحرير موقع كرموز.
من الساعة الواحد ظهرا حتى منتصف الليل، ظل الصحفي الشاب في عربة الأمن المركزي-وفق رواية والدته صفاء عبدالوهاب- في هذا الوقت كانت أسرته تبحث عنه في كل مكان دون أن تصل إلى شيء "كان في ناس صحفيين اتمسكوا في نفس اليوم بس اتعرف مكانهم في الأقسام وطلعوا، لكن هو كان مختفي"، ثم انتقلوا به إلى قسم شرطة المنتزه وحُرر له محضر للعرض على النيابة في اليوم التالي.
كان من المفترض-وفق أسرته- أن ينتهي الأمر في صباح اليوم التالي بعد معرفة الأهل والعمل بمكان احتجاز "فؤاد"، غير أن النيابة وجهت إليه عدة تهم منها الانضمام لجماعة إرهابية، وقطع الطريق العام وتكدير الأمن، في قضية رقم 1416 لسنة 2014 إداري أول المنتزه "رغم إن وكيل النيابة سألوه وقتها إنت ليه مطلعتش مع زمايلك الصحفيين"، كان الصحفي قد تقدم بأوراق تثبت وجوده في منطقة القبض عليه من أجل التغطية الصحفية لموقع كرموز الذي يًعلق رئيس تحريرها قائلا:" للأسف الشديد، الشرطة تعتبر أن الصحفي الذي يغطي مظاهرات الإخوان إخوان حتى لو كان بوذيًا".
10 أشهر قضاها "فؤاد" داخل سجون الإسكندرية، يُجدد حبسه طوال الوقت دون العرض على قاضي للنظر في أمره، حتى أٌحيلت قضيته وآخرين إلى الجنايات، وتم تحديد ميعاد أول جلسة في 6 ديسمبر 2014 "قولنا وقتها هانت وفؤاد هيطلع لما يتعرض على القاضي، لكن كل شوية يأجلوا" مضت 5 جلسات لم يتمكن الصحفي الشاب من الحضور أمام قاضيه إلا في الجلسة الأخيرة فقط بسبب إجراءات الانتقال من السجن إلى المحكمة " وأخر مرة اتاجلت القضية 3 شهور.. استغربنا، ليه كل الوقت دا!"
الغريب في الأمر-بحسب رئيسه ووالدته- أن يوجه إلى "فؤاد" اتهام بالانضمام لجماعة الإخوان رغم مواقفه الشهيرة ضد محمد مرسي والجماعة في فترة حكمهم للبلاد "عنده واقعة اعتراض معروفة على سياسة الإخوان، وكان طرف فيها أمام نجل محمد مرسي، قال له الأخير نصًا: اسمه سيادة الرئيس يا بغل، وظهر الشاب وقتها في أحاديث تلفزيونية ليهاجم سياسيات الإخوان".
خلال تواجده في السجون أظهر "فؤاد" قدرة جيدة في التغلب على الوضع البائس الذي يعيشه، وتمكن في إتمام دراسته بكلية علوم جامعة الإسكندرية على نحو جيد، غير أن مصيره الدراسي على المحك "لأن كليته فيها امتحانات عملي كتير، وفي صعوبة في نقله، فكدا السنة هتضيع عليه"، الكلية عجزت عن مساعدة الشاب المجتهد في استكمال الدراسة غير أن وكيل الكلية تضامن مع قضيته بإصدار شهادة حسن سير وسلوك للطالب ونفي وجود أي علاقة بينه وجماعة الإخوان "بإذن الله المحامي هيستخدمها في الجلسة الجاية وتفيده" تقولها والدته بأمل.
منذ بضعة أيام زارت الأم ابنها السجين، هاجمتها حسرة على "فؤاد" بسبب حالته النفسية سيئة، ينتظر الصحفي الشاب الفرجّ في الجلسة القادمة ليودع السجن والقضبان، ملّ من وضعه البائس ومرور السنوات دون سماع قرار القاضي بشأنه، والقلق لا يفارقه من تأجيل قضيته مرة أخرى "نفسي القضية تخلص الجلسة الجاية، حرام التأجيل، الشهر الجاي هيبقى عيد ميلاده التالت في السجن".
فيديو قد يعجبك: