لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واقعة الطفل "المعذب".. إهمال طبي أم خطأ غير مقصود؟

05:40 م الخميس 07 يناير 2016

واقعة الطفل المعذب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

ساعات معدودة كانت عمر مروان أكرم صلاح، بالحياة، حين استقبل عالمه الجديد، بمحضر يثبت حالته في قسم مصر الجديدة، عقب يومين فقط من ولادته، بعد أن هرعت الجدة لرؤية خدوش بجسد حفيدها، بينما تستبدل له ملابسه فور عودته من المستشفى، ليقع الرضيع منذ ذلك الحين بمتاهة الكبار، بين أسرته مَن فزعوا لتألمه، فأرادوا أن يوقفوا ما رأوه "إهمال" بحق طفل، وأطباء وجدوا فيما حدث "خطأ غير مقصود".

____1

صباح الأربعاء 30 ديسمبر المنصرف، جاء دينا عبد الله المخاض، فأسرعت الأسرة إلى مستشفى فلسطين، حيث المكان الذي تعمل به دكتور متابعة الحمل، والتابع لنقابة المهندسين، بحكم عمل زوجها، دخلت الأم غرفة العمليات مساء ذلك اليوم، فيما انتظر الزوج ووالدتها على مرأى منها بالخارج، كانت الولادة طبيعية وبدون آلام كما أراد "وده مبيحصلش كتير.. أغلب الأمهات بتستسهل وتولد قيصري حسب قول سلوى يوسف، طبيبة النساء والتوليد. 

ربع ساعة وسمعت الجدة "مها" والأب بكاء الوليد، ثم جاءوا به بعد ربع ساعة أخرى للأم بعد أن خرجت من العمليات، قالت الجدة إن خلال تواجدهم الذي لم يتجاوز الساعتين، استغربوا لتكرار طلب طبيبة الأطفال نورهان كمال "خلوا الطفل على جنبه مش على ضهره"، وكذلك مداومة سؤال الممرضات عن حال الطفل، "إلحاح" كما وصفت الجدة لم تلتفت له الأسرة حينها، غير أن موقف قبل مغادرة المستشفى زاد من الحيرة –حسب الجدة، حينما طالبهم الممرض برؤية الطفل، وأخذه من يد جدته، ليذهب به إلى غرفة الأطفال، وينزع عنه ملابسه قائلا "لازم أطمن على الولد" وفق رواية الجدة مها المصري.

عادت الأم إلى منزلها مساء يوم الولادة، كانت بحالة جيدة تسمح بمغادرة المستشفى، وكذلك مولودها الثاني، "كان نايم طول الطريق" حسب قول الجدة، فيما لم يمض وقت قليل حتى أخذ يبكي بشدة، فحملته جدته لتستبدل له ملابسه، فانصدمت لرؤيه دماء على ظهره، ظنت -حسب قولها- إنها من أثار الولادة، فجلبت قطنة بيضاء مبتلة لتنظيفه، "الولد صريخ ولقيت قشرة جلده طالعة كأنه مكحوت"، فزعت وقامت بالاتصال بالمستشفى، للحديث إلى الطبيبة ومعرفة ماذا حدث فأخبرتها كما قالت "لو في خدوش تلاقيها من الفوطة كانت خشنة شوية وأحنا بنفوقة وهو جلده حساس"، وهو ما أكدته طبية الأطفال "نورهان" لـ"مصراوي" عن المحادثة التي دارت بينهما بعد نحو 6 ساعات من خروج المريضة كما قالت.

لم يهدأ الرضيع حتى صباح اليوم التالي لولادته، ينزعج للمس والدته لظهره أثناء الرضاعة، فذهبت الأسرة بالطفل إلى أقرب طبيب بمستشفى تبارك، فانصدموا بنتيجة الفحص "الولد ظاهريا كويس لكن الجروح نتيجة آلة حادة"، غير أن الأسرة لم تركن لهذا القول، وانتقلت بالطفل خلال يومين بين الأطباء.

نحو ثلاثة مستشفيات بين حكومي –الدمرداش والصحة- وخاص –هيليوبلس- تم فحص الطفل بها، وجاء جوابهم منزعجا لما بظهر الطفل من جروح حسب رواية الجدة، التي أضافت إن الاحتمالات المقدمة لهم تعددت "وقع واتخبط في ترابيزة الأدوات.. الفوطة كان فيها مشرط منسي..".

يوم الخميس 31 ديسمبر المنصرف، ذهبت الجدة بصحبة زوج ابنها إلى مستشفى فلسطين، محملين بغضب، طالبوا مقابلة أي مسؤول بالمستشفى، فالتقوا بمدير قسم الأطفال، سيدة كبيرة بالسن كما وصفت "المصرى"، حدثتهم عن الإجراءات المتبعة بعد ولادة طفل، فيما لم يلتقوا بطبيبة الأطفال حسب قول الجدة، ترى الأسرة فيما حدث "إهمال"، وما يثبت ذلك خلاف حالة الطفل، ما جاءهم من ردود، عن تلك السيدة التي ولدت "قيصري"، بينما احتك مشرط الطبيب دون قصد بالطفل أثناء استخراجه، مما تسبب في خياطة الجرح بـ3 غرز، ومع ذلك "محدش عمل دوشة"، وبلغت الأمور أقصاها حين أخبرتها مديرة قسم الأطفال "الطفل كويس يعني تاخديه عنده شوية خدوش ولا لا قدر الله ميت"، لذا قررت الأسرة ممثلة في والد الطفل بالذهاب إلى قسم الشرطة يوم السبت لعمل محضر بحق طبية الأطفال، والمستشفى.

____2

من جانبها نفت مستشفى فلسطين في اتصال هاتفي مع "مصراوي"، تعمد ما حدث مع الطفل "مروان"، معتبرة ما حدث "تشهير بالمستشفى"، سيتم اتخاذ إجراء نحوه بعمل محضر شرطي، وأن القصة بها كثير من "المبالغة" خاصة من جانب الجدة، وإن كان لدى الأسرة ما يثبت أن الطفل تضرر جراء المستشفى فليقدموه.

في الوقت الجاري به إجراءات سير محضر الشرطة، طيلة هذا الأسبوع، لم يتوقف سؤال سلوى يوسف طبيبة النساء والتوليد، مَن تولت عملية والدة "مروان" عن صحة الواقعة، يتخلله قلق المريضات من التعامل مع المستشفى، وهو ما سبب لها ضرر نفسي وهي العاملة بالمجال لأكثر من 15 عاما حسب قولها، إذ ترى أن عملية الولادة تمت على أكمل وجه حتى أن الوالدين شكروها عقب العملية، مفسرة ما حدث، بأن الطفل ولد دون إفاقة كاملة، فأخبرت طبيبة الأطفال أن تتولى الأمر كي يتأكدوا من صحة الطفل، مؤكدة أنها اطمأنت بنفسها على الطفل "بعد ساعتين شوفته في حضن أمه وبيرضع"، فضلا عن أن دورها يتوقف عند ولادته، معتبرة أن "الموضوع أخد زيادة عن حقه"، وإن كان هناك خطأ حدث فهو عدم إخطار طبية الأطفال الأسرة على الفور بكل شيء عن الطفل ولو رأته بسيطا.

أما طبية الأطفال بمستشفى فلسطين نورهان كامل، لم تكن رأت صور "مروان" قبل مرور ثلاثة أيام على ولادته عبر فيسبوك مثلها كالآخرين، ففزعت لها حسب قولها، موضحة ما حدث أنه لم يتعد محاولة إفاقة للطفل، الذي تأثر بالمخدر المعطى للأم قبل ساعتين من عملية الولادة حسب قولها "الولد نزل نايم فكان لازم نفوقه عشان المخدر ميوصلش للمخ ويأثر على التنفس"، كانت الطبيبة النائبة دون مساعد، فتطوعت طبيبة التخدير بهذا بعدما وجدوا الطفل لا يستجيب في البداية، غير أن تدخلها لم يكن سوى بفوطة مبتلة بقليل من الكحول دعكت بها ظهر الطفل حسب روايتها، غير منكرة رؤيتها احمرار بجسد الطفل، لكنها كما قالت "افتكرته شيء بسيط لأن كان همي أن الطفل يفوق ويبقى كويس".

وعن إخبار الأسرة بما رأته قالت الطبيبة إنها حين وجدت الطفل بحضن أمه معافى، وتهم بسرعة مغادرة المستشفى "محبتش أقلقهم بشيء بسيط يومين وهيروح.. أكيد لو شوفت الولد كده مكنتش سبته يخرج"، مؤكدة أن الطفل لم يدخل "الحضانة" ليتم عمل فحوص طبية كاملة له، بل فقط اكتفوا بإجراءات ما بعد الولادة، مبررة تكرار طلبها بإبقاء الطفل على جانبيه أو وجهه "ده شيء عادي وكنت بقوله عشان الطفل ميشرقش"، فيما فسرت موقف الممرض بانتزاع الطفل بأنه فعل ذلك بناء على طلبها "قلت له ميخرجش الطفل من غير ما أبص على الولد وكمان نديله حقنة فيتامين ك للوقاية".

نفت طبيبة الأطفال تهربها من مواجهة الأهل، أو وقوع أي من الاحتمالات المتداولة بتعرض الطفل لآلة حادة، مؤكدة محادثتها للجدة حينما اتصلت بالمستشفى في الواحدة والنصف صباح يوم الولادة، وكررت على مسامعها الشيء نفسه بأنه أمر بسيط، وأخبرتها باستعمال مرهم وستزول الخدوش، استنادا لرؤية الطفل بعد الولادة وليس كما بالصور حسب روايتها، قائلة إنها امتنعت عن الحديث مع الأهل، حينما تصاعد الأمر "لقيت كل الكلام اتأخد بشكل غلط ومبالغ فيه فسكت".

تؤكد جدة الطفل "مروان" أنه بصحة جيدة، لكنهم لم يلجئوا للشكل القانوني فقط من أجل صغيرهم، لكن "عشان أي طفل يدخل المستشفى يطلع سليم ميتعرضش للي شوفناه"، معتبرة أن ما استقبلت من شكاوى بشأن حالات أخرى بالمستشفى بعد نشرها لحالة حفيدها، أكد لها صحة موقفهم، فضلا عن "انكار" المستشفى حسب قولها لحدوث أي خطأ، قائلة "لو حد قال لنا من الأول أن في حاجة حصلت وأنه غير مقصود أكيد كنا هنتفهم ومكنش كل ده حصل".

فيديو قد يعجبك: