بأمر ملكي.. رسام أردني يواجه تطرف "شارلي ابدو"

كتبت – يسرا سلامة:
طفل كردي كان مصيره الموت على شواطئ تركيا بعد التهجير  والتشرد، عرف باسم "إيلان"، أصبحت صورته الأكثر قسوة في العام المنصرم، مؤثرا في ضمير عالمي، وأيضا صناع القرار في أوروبا، وإعادة النظر في طريقة تعامل تلك الدول مع اللاجئين، صورته الأيقونة لم تمر مرور الكرام على متطرفين أيضا، وهو ما فعلته صحيفة تشارلي ابدو.

"ماذا سيصبح إيلان عندما يكبر.. سيتحسس أرجل النساء في ألمانيا"، الكاريكاتير الصدمة نقلته شارلي ابدو تأثرا بحادث التحرش الجنسي من قبل لاجئين ضد النساء الألمانيات خلال أعياد رأس السنة، يصور اللاجئين كمجانيين يهرولون خلف سيدة، وفي أعلى الصورة الطفل إيلان الكردي، إشارة إلى أن هذا مستقبله.

ذلك التطرف واجهه "أسامة حجاج"، رسام الكاريكاتير الأردني بعدة مواقع عربية برسومات أخرى، ترد على ما جاء بالكاريكاتير المتطرف، ليقول أسامة لـ"مصراوي" إن "شارلي ابدو" سياستها التهجم والاستفزاز، وتستغل ذلك لشهرتها للأسف، مضيفا أن العمل الارهابي الأخير زاد من مبيعاتها.

بدعوى من ملكة الأردن الملكة رانيا العبد الله، عكف الرسام على ردود مبتكرة، نشرتها المكلة لاحقا عبر حسابها على تويتر وفيسبوك ، لتلقى ردود فعل ايجابية من النشطاء، ليس فقط على الرسومات التي ترفض التعميم والتطرف في التعامل مع اللاجئين، لكن أيضا توجه الرد على ما ورد بالجريدة الفرنسية بنفس الطريقة، ليقول "حجاج": " يجب ان لا نتسرع بالرد بالسلاح هناك طرق أخرى كاكاريكاتير الرد يكون مؤثر وحضاري ويكشف خطأهم".

في ليلة واحدة أنجز "حجاج" الرسومات، وبلغة عربية وفرنسية، يقول إن شارلي ابدو أساءوا للطفل الغريق إيلان، ووضعوه في صورة مسيئة جدا، مضيفا " يجب أن يعرفوا أننا مستعدون بالرد وعلى طريقتهم، والجريدة تحاول استفزاز المسلمين من جديد في محاولة منها لعمل تحرش جديد فيها ليزيد من شهرتها، ولكن كان ردنا كطريقتهم"، وعلى طريقته تخيل الرسام الأردني مستقبل الطفل "إيلان الكردي ربما سيكون طبيبا أو مهندسا أو أبا حنونا".