لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الصفحة البيضة" في كتب المدرسة.. حل "عبد الله" لأزمات التعليم

03:22 م الجمعة 15 يناير 2016

عبد الله مصطفى صاحب فكرة الصفحة البيضاء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

لكل مشكلة حل، هذا ما يؤمن به عبد الله مصطفى، لذا لا يتوقف عن التفكير، يحاول استغلال أشياء تبدو بسيطة، لكنه يعطيها قيمة، أملا في "تحريك المياه الراكدة"، فلا يزال يتذكر مواصلته بعد التخرج في جمع المخلفات البلاستيكية والأشياء المهملة ويعيد تدويرها "كسبت وخسرت كتير لكن المهم إحساسي إني بقدم منفعة وبستفيد كمان"، لهذا لم يتردد حين جاءته فكرة، يمكنها أن تفيد قطاع التعليم، بالصفحة الخالية بنهاية الكتب المدرسة وجد حلا "نستغلها بوضع شعار الشركات مع معلومات عن المجال اللي بتشغل فيه"، فيمكن لوزارة التربية والتعليم مواجهة مشاكلها الاقتصادية مع الميزانية المحدودة، مقابل استفادة الشركة المعلنة بوجود مساحة دائمة لها، وذلك دون إغفال الطالب من جانب الإفادة حسب قوله.

 

قبل نحو ثلاثة أشهر، كان "مصطفى" يساعد أبناء شقيقته بالمذاكرة، قبل أن يلتفت إلى أن الصفحة الأخيرة بجميع الكتب الدراسية "بيضاء"، لا تحتوي على شيء، اللهم إلا ذكر اسم المطبعة، وكذلك تلك الموجودة بنهاية كل باب، في وقت قرأ به خبر عن تخصيص ميزانية بالملايين لطباعة الكتب المدرسية، صمت قليلا ثم أتى بورقة فارغة، وشعار لشركة مصر للطيران وجده بإحدى الجرائد، رسم بشكل عشوائي ما يدور برأسه، ووضعها محل الصفحة الخالية بالكتاب المدرسي، قبل أن ينادي على أصغر أبناء شقيقته بالصف الثالث الابتدائي، ليرى رد فعله "اندهش وقعد يسأل إيه ده؟"، وهو ما أراده الشاب الثلاثيني "اتأكدت إنه لفت انتباهه"، وأخذ يعمل بعدها على كيفية طرح الفكرة.

 

"اعرف أكتر وطور نفسك" تحت هذا العنوان، صاغ "مصطفى" فكرته القائمة على وضع معلومات مدعمة بشعار الشركات الصناعية، وذات الطابع الخدمي "زي شركات الألبان والتكنولوجية والتقنية وغيرها"، لتحتل مكان بنهاية كل باب بالكتب المدرسية، مع وضع "لوجو" الشركة على الغلاف الخارجي للكتب، وذلك بالمراحل المختلفة حتى الثانوية العامة، يوضح الشاب الثلاثيني أن الفكرة لا تتعلق بنشر تفاصيل "عروض وبيع" كما هو معتاد في الشكل الإعلاني، لكن  عرض طرق الإنتاج والوسائل المستخدمة داخل تلك الشركة على سبيل المثال، بشكل يعود على الطالب بالنفع في ربطه بسوق العمل كما يقول "مثلا نحط أليه عمل مصانع لشركة ألبان كبيرة بالسوق داخل منهج للثانوي الزراعي".

12557045_1126877067322721_1951017487_o

ليس كل شركة يمكنها المشاركة في تلك الفكرة كما يقول "مصطفى"، بل فقط ما لديه قدرة على التجديد والتطوير "يعني مش مصنع أو شركة عادية بتنتج ملابس وخلاص"، لكن تلك التي لديها ما يفيد الطلاب على نحو عملي، وهو ما يحدده "التعاون" بين الشركة ووزارة التربية والتعليم، والتنسيق لتحديد القيمة المالية مقابل الإعلان، والشكل الذي يخرج به بحيث "لا يشتت انتباه الطالب".

 

لا يقتصر طرح "مصطفى" على وضع الإعلان، وتلقي المقابل، بل أضاف خريج كلية التجارة مقترحات يمكنها تحقيق معادلة الاستفادة على نحو متكامل، يكون الطالب بها عنصر مستفاد، من عمل رحلات لطلاب المدارس لتلك الشركات ورؤية التقنيات التي يقرأون عنها، وإقامة مسابقات بين الطلاب ترعاها تلك الشركات، وتوفير رحلات للعشرة الأوائل على مستوى الجمهورية للسفر إلى الخارج والاطلاع على الجانب المتخصص به الشركة الراعية في دول أخرى، وغيرها من الوسائل التي يمكن تطويعها، وتكون بمثابة "تحفيز" للطلبة للاهتمام بالكتاب المدرسي.

 

ملايين يتوقع "مصطفى" أن تدخل ميزانية وزارة التربية والتعليم أو توفرها، إن تم تنفيذ فكرته، "الشركات ممكن تصرف مش أقل من 1000 جنية في 30 ثانية لإعلان تليفزيوني يعني لما حتى نص المبالغ دي تبقي في التعليم أكيد حاجات كتير هتتغير" يقول الشاب الثلاثيني بحماس عن إمكانية تخصيص هذه المبالغ في تطوير التعليم، من مدارس، والمناهج ذاتها، معتبرا أن أقل شيء يمكن حدوثه "توفير الملايين اللي هتطبع بيها الكتب"، ويوسع دائرة الاستفادة إلى المدرسين، لما يعود عليهم من رفع مستواهم المادي كما ذكر.

12544137_1126877070656054_826064042_o

"كلنا هنستفيد" ذلك الأمل الطامح له "مصطفى"، لا يريد جزاء ولا شكورا كما يقول، فقط دفعه ما يتردد عن دعم البلد في تلك الفترة بالتفكير في حلول للأزمات، فما يهمه الجانب المعنوي "أحس أني عملت شيء يفيد الناس"، لذا سعى لمحاولة تسجيل فكرته، يزيده ثقة الترحاب بالفكرة لمن يعرضها عليه، فيما يصطدم بـ"الروتين" وعدم الاهتمام في المؤسسات المعنية بتوثيق حق الملكية الفكرية، فيتمدد له الإحباط "روحت وزارة الثقافة والشهر العقاري وأخيرا الرقابة على المصنفات الفنية ومش لاقي رد لغاية دلوقت"، يساوره التفكير السابق للطرح "يمكن أنا خيالي وأهبل"، فيعيد دراسة الأمر وعرضه على فئات مختلفة، من مدرسين، وأصدقاء بالخارج، فلا يجد إجابه أمام عدم مناقشته حتى في الاقتراح سوى "يا إما أنا بتخيل حلول يا إما الناس مش عايزة تشتغل".

 

فيديو قد يعجبك: