لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القاهرة التي تسكنها "سارة".. "مكنتش على البال"

01:41 م الجمعة 18 سبتمبر 2015

زحام القاهرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لم تفكر "سارة جمال" يومًا بالمجيء للقاهرة، كانت المنصورة هي بُغيتها لدراسة الهندسة بجامعتها، فهي الأقرب إليها جغرافيًا، حيث وُلدت بمدينة "المنزلة"، أحد مراكز محافظة "الدقهلية"، وكان سيناريو الخمسة أعوام هو التفوق بقسم الاتصالات، الذي جاء على غير رغبتها حيث تمنت دراسة العمارة، زاد على الأعوام الخمس سنة أخرى، حيث رسبت في السنة الدراسية الثالثة، لكن الأيام الخاوية بعد التخرج، وقلة فرص العمل بمجال دراسته ببلدها، اضطرها للعيش بالعاصمة، كمرحلة اغتراب ثانية تزيد عن الأولى.

الطريق إلى القاهرة

سبعة أشهر بعد التخرج جلست سارة بمنزلها، العمل المنزلي هو شُغلها "كنت مخنوقة لدرجة إني فكرت أنا عايشة ليه، ماليش لازمة"، والقراءة أصبحت هي تسليتها الوحيدة "دي كانت أكتر حاجة بعيش فيها".

تتذكر الأعوام الستة التي قضتها بالمنصورة، رغم وجودها بجانب أهلها إلا أنها كانت تتوق للعمل، عاصمة محافظة "الدقهلية" كانت الوجهة الأولى لـ"سارة" بمفردها، والتي تبعد عن بلدتها بساعة ونصف، حينما غادرها والدها ووالدته بسكنها بكت "كنت حاسة بإحساس غريب أوي، أول مرة ابقى بعيدة عن أهلي".

أصبحت المنصورة هي المدينة التي خبرت فيها "سارة" الأشياء للمرة الأولى، المسئولية وتبعاتها، والقرارات التي تتخذها بمفردها، الثورة التي عاشتها بها، حيث كان عام 2011 هي السنة التي رسبت به "الثورة لما جت فرحتني"، ثُم مشروع التخرج التي تفخر به، وحصلت فيه على الامتياز "كان مشروع عن الإدارة الإليكترونية للجامعة، وكتبت عنه الجرايد".

لم ترغب "سارة" في البقاء بالبيت للأبد، حاولت التقدم لمعهد تكنولوجيا المعلومات غير أنها لم تنجح فيه، حينها قررت الذهاب للقاهرة "قسم اتصالات مالوش شغل في المنصورة"، رفض والدها في بادئ الأمر سفرها للقاهرة، غير أنهم "لما شافوني قاعدة ف البيت مبعملش حاجة، وافقوا وقتها".
وضعت "سارة" قدميها بالقاهرة للمرة الأولى منذ الصيف الماضي، عام قضته في المدينة المزدحمة، سكنت بمنطقة "فيصل" فرأت مالم تشاهده قبلًا "أول ما جيت هنا وشفت شكل الميكروباصات، وشفت ست بتشتم شتايم زبالة، اتصدمت في الناس أوي والعيشة".

لم تتمكن "سارة" من التعوّد على طباع من تسكن معهم بسهولة أيضا، في شقة بإحدى العمارات المخصصة للبنات، الطالبات والعاملات، سكنت بشقة بالدور السادس، تضم عشرة فتيات، وبالغرفة التي تعيش فيها "سارة" هناك ثلاثة فتيات أخريات يسكن معها، ما تُعاني منه سارة إلى الآن هو "الطباع بردو مش عارفة أتأقلم عليها، لما آجي أذاكر ألاقي حد بيتكلم وببقى عاوزة أركز، ومكنتش بعرف أنام من الدوشة"، كذلك تتعب من صعود الدور السادس بشكل يومي "نفسي بيتقطع"، بالإضافة إلى "ورانا مقلب زبالة".

أشهر قليلة قضتها "سارة" بالقاهرة حتى عثرت على العمل المُناسب، تقول الشابة العشرينية "حطيت رجلي على أول الطريق" راغبة في اكمال مسيرة العمل من خلال دراسة "الكورسات"، ثم البحث عن عمل أفضل.

الآن تعمل "سارة" بالدعم الفني لإحدى شركات الاتصالات، تسافر لبلدها كل أسبوعين، وتكون أجازتها يومين فقط، غير أنهم غير كافيين لها، فالطريق إلى "المنزلة" تقطعه في خمسة ساعات مما يقلص المدة التي تجلسها بالبيت، وما يحزنها هو "أنا مش عارفة أقعد مع أهلي، ولما حد بيتعب وأنا مش جمبه بتضايق أوي".

ما يضحك "سارة" في أمر سفرها هو سيرة "الجواز"، فالأقارب يعتقدون بـ"إن اللي بعمله دا في الفاضي"، ويشاوروها في أمر الارتباط بدافع حبهم لها، لكنها تعلم أنها لا ترغب في الارتباط بأي شخص عادي وهو مالم يفهمونه "مش هيفهموا كمان إني عاوزة أعمل حاجة".
لا تُفكر الشابة العشرينية في العودة مرة أخرى إلى بلدتها الصغيرة، فالعمل مهم بالنسبة لها، لكن "سارة"مازالت تحس بشعور غريب كلما تركت والديها "بس مبقتش أعيط".

تابع باقي موضوعات الملف:

في دنيا المغتربات.. ''المعافرة صنعة'' (ملف خاص)

undefined

رحلة 3 بنات من الساحل إلى مدينة ''الزومبي''

2015_9_23_17_15_16_752

حكاية ''منة'' بنت مطروح.. ''كواليس المدينة وسنينها''

2015_9_22_15_42_20_47

يارا.. بنت صعيدية مش طالعة من التليفزيون

2015_9_22_14_10_4_844

من الزقازيق للقاهرة.. اغتراب ''ندى'' وأهلها بلا عودة

2015_9_20_19_27_2_622

رنا وإسراء.. بين ''مرمطة'' دار المغتربات و''نار'' السكن المستقل

1

''سارة''.. من دمنهور للقاهرة ''كعب داير'' يوميا

2015_9_22_13_47_41_245

بنات بحري في المنيا.. ايه اللي رماك على المُرّ؟

2015_9_17_16_37_24_342

الروح تدب مطرح ما تحب.. حكاية ''مغتربة'' اسمها ''ندى''

2015_9_23_13_35_15_701

 

فيديو قد يعجبك: