عاوز تفضفض ؟ احكي لـ"ريم"
كتبت- رنا الجميعي:
حكايات تمتلأ بها الصدور، وتعابير وجوه مُختلفة تسرد قصصًا كثيرة، لعلّ كلمة "احكي" كفيلة أن يقص المرء ما يحمله بداخله، هكذا خطر ببال "ريم خورشيد"، ودون تفكير في العواقب، قامت بإمساك لافتة مكتوب عليها "لو عاوز تتكلم عن أي حاجة.. أنا هاسمعك"، على ناصية شارع بمنطقة الزمالك استندت لليافطة الكبيرة، منتظرة حكايات الناس.
فكرة "ريم" ليست جديدة، فقد قام بها متشردي أمريكا وأوروبا من قبل بمقابل المال، كما تقول، ودون أي اعلان لما تقوم به نفذت الفكرة، لم تضع بحسبانها أنها ستكررها ثانية، ولمدة عامين حتى الآن تنزل "ريم" للشارع كلما أتيحت لها الفرصة.
أما بالنسبة للمخاوف التي تُقابلها أية فتاة بالشارع، وخاصة كمنفذة لفكرة مختلفة عن الشارع المصري، فإن ريم لم تخف، كذلك لم تتعرض لمواقف سخيفة، ساعدها في ذلك الصداقات التي أقامتها مع أصحاب محل الورد التي تجلس بجواره "دايمًا بيكونوا مركزين ان محدش يضايقني".
رغم غرابة الفكرة ومرور الناس دون اقتراب منهم لـ"ريم"، إلا أن البعض تجاوب بالفعل "فيه ناس تيجي تسأل ولما ترتاح للفكرة تبتدي تتكلم"، حكايات عديدة التقطتها ريم، لتصبح وعاء للفضفضة، الرضا والارتياح هو ما يحسه الشخص بعدما يحكي، والدعاء لها هو مردود المعروف الذي تقدمه للناس.
رغم الحكايات الكثيرة التي مرت ب"ريم"، إلا أن فضفضة السيدة العجوز التي قابلتها منذ عامين، والجملة الحكيمة بوسط حوارها التي لم تنسها الشابة، "ربنا ما بيسيبش حد ينام من غير عشا.. ما يسيبش حد ينام مش متعشي أبدًا.. كله بيتعشى يا بنتي"، بدأت "ريم" هي الحديث مع السيدة التي أرادت قطعة "كاب كيك" من المحل الشهير بالزمالك، ورفض العامل، فاشترت لها واحدة، وجلست بجوارها تحكى معها، الفقر هو المأساة التي تعايشها العجوز، مما اضطرها لمد يديها، بعيدًا عن بناتها المتزوجات، والتي رفضت أن يعطوها أي مال من أزواجهن.
على ناصية الشارع التي تقف عليها "ريم" موقف أتوبيسات، وهو المكان التي تركب منه أو تنزل الطبقة العاملة، وهو ما كان اختيار الفتاة لأن "الطبقة دي هم اللي محتاجين يفضفضوا، ومحتاجين الناس تكون دارية بمشاكلهم".
فيديو قد يعجبك: