لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحمد شفيق.. رجل الخسائر الكبرى (بروفايل)

01:05 م الأربعاء 22 يوليو 2015

الفريق أحمد شفيق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

يجلس بطريقة تنم عن ثقة، بإصبعيه السبابة والإبهام يسند رأسه منتظرا أن يفرغ المتكلم مما يقول، يدفع عن نفسه الهجوم، منذ أن بدأت علاقته بالإعلام يناير 2011 وإلى الآن، يرد على الاتهامات التي تُلاحقه، تبدو ردوده باهتة أو ليست وافية، لا يعبأ بكثرة الأسئلة حول شخصه، طالما يظهر بين حين وآخر على شاشة التلفاز ليقول ما يريد، يخرج من لغط يحاوطه ليقع في آخر، تلاحقه الخسائر في مغوار السياسة والانتخابات، يذهب إلى الخارج، ويختفي لفترة، قبل أن يعاود الظهور مرة أخرى مُهددا الذين اتهموه بفضحهم، يدخل في دوامة جديدة من النزاعات فلا يربح فيها كما حدث في السابق.

ارتفعت نبرة صوته بينما يلوح بيديه ''انا حاربت واتحاربت وقتلت واتقتلت'' داخل أستديو قناة أون تي في. ظلت تلك الحلقة مسار حديث الإعلام لعدة أيام، فعلى إثرها استقال الفريق أحمد شفيق من منصبه كرئيس وزراء بعد 30 يوما فقط، ربح الكاتب علاء الأسواني لقاءه الأول مع ''شفيق''، صار الفريق فيما بعد حكاية تُتلى لخسارة نظام ''مبارك'' رمزيا على الهواء في برنامج تليفزيوني، لكنه ظل مستمسكا بمحاولة استمالة الشارع المصري، حتى جاءت الفرصة في انتخابات الرئاسة 2012.

13 مرشحا، الشوارع تمتلئ عن آخرها بحملات الدعاية، مولد الانتخابات على أشده، بين المتنافسين على منصب الرئيس كان ''شفيق''، لم يكن طريق انضمامه لقطار المرشحين ممهدا، إذ تم رفض طلبه في البداية، لكونه أحد وزراء العهد البائد، طبقا لقانون العزل السياسي، فيما صرّحت حملته ''الحكم تصفية حسابات سياسية.. وشفيق مستمر حتى النهاية''، غير أنه قدم تظلما لدى اللجنة العليا للانتخابات حتى تم قبوله، استمر ''شفيق'' حتى تصفية الانتخابات، أمام مرشح حزب الحرية والعدالة، وقتها، محمد مرسي.

''بالعمل لا بالقول'' كان شعار ''شفيق'' الدائم، في الرد على من يوصمونه بـكونه ''فلول''، يؤكد على سعيه لتحقيق مطالب الثورة، التي كان في الصف المُعادي لها يوما ما، وبينما خرجت تصريحاته تنفي عنه جُرم موالاته للنظام، كانت الحملات المناوئة لرموز النظام السابق تحشد لـ''مرسي'' كحل أفضل من العودة لـ''مبارك'' مُمثلا في الفريق، إذ تخرج مظاهرات ضد وجوده وتظهر حملات تأخذ نهج التظاهرات كـ''امسك فلول''.

لم تفلح كلمات الفريق الرنانة التي تغنّى بها عن ثورة يناير قبل الانتخابات، فرغم أن المتحدث باسم حملته ظهر قبل النتيجة النهائية بساعات ''احنا ثابتين على موقفنا إن الفريق فاز بـ51% ونصف تقريبا من إجمالي الأصوات''، غير أن المفاجأة جاءت حين حصد شفيق حوالي 48 % من إجمالي الأصوات، فيما جاء رده وقتها بأن الانتخابات جرى تزويرها.

منذ ظهر ''شفيق'' كشخصية سياسية، خرجت عدة بلاغات ضده كرئيس لشركة مصر للطيران، وصل عددها 24 بلاغا، اتهمته بإهدار المال العام، والتواطؤ مع جمال وعلاء مبارك، ومجدي راسخ، كما جاء في البلاغات ما يفيد ببيعه مساحات واسعة من الأراضي التابعة لزمام وزارة الطيران المدني لبعض رجال الأعمال بمبالغ زهيدة، غير أنه لم يثبت إلى الآن مدى صحة تلك الاتهامات.

بضعة أيام فقط فصلت بين خسارة ''شفيق'' كرئيس، وارتحاله عن مصر، السادس والعشرين من يونيو 2012 وفي صالة كبار الزوار انتظر مع أسرته حتى يتم التأكد من عدم إدراج اسمه بقوائم الممنوعين من السفر، قبل أن يستقل الطيارة المتوجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، دون مقدمات رحل ''شفيق'' لاحقا برئيس المخابرات المصرية السابق ''عمر سليمان''، فيما ظهر غضب مقدمي البلاغات ضده والذي طالبوا النائب العام بمنعه من السفر كي لا يهرب.

مر أكثر من عام على ابتعاد ''شفيق'' عن مصر لكنه ظل يحاول العودة من سفره، بينما هاجم من اتهموه بالهرب قائلا: ''نوع من قلة الأدب والجهل، لازم الناس تبقى عندها إدراك الفرق بين الهارب واللى مينفعش يبقى هارب، ولازم الإنسان يكون ذكى وعنده فطنة، وإلا كنت أسلم نفسى هدية لجهل كان يترصد لى فى وقت من الأوقات''. حين كان حلم إقامة البرلمان قائما -ديسمبر 2014- عاد اسم ''شفيق'' على رأس حزب الجبهة المصرية، ليتم الدفع باسمه على رأس قائمة الحزب، بينما سارع رئيس الوزراء الأسبق إلى محاولة إنهاء أوراقه للعودة، غير أن هذا لم يتم رغم أنه ''ليس لديه موانع قانونية'' كما قال يحيي قدري، أحد محامي هيئة الدفاع عنه.

ضاع حلم استكمال الانتخابات البرلمانية، بعد تأجيلها؛ خسارة أخرى لاحقت رئيس الوزراء الأسبق، كما لاحقته ''موقعة الجمل'' التي حدثت في عهده، لكنه نسبها إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن خلال وجود حملة لمؤيديه اسمها ''انت الرئيس'' اتهمه البعض بمحاولة إسقاط الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ خسارات ''شفيق'' الذي لم يستطع العودة إلى مصر حتى الآن، لازالت متلاحقة، بينما يحاول هو الخروج بتصريحات إعلامية متتابعة لتبريرها، لكنها ليست كافية إلى الآن.

فيديو قد يعجبك: