إعلان

"حلوان.. أنا".. حكاية "محمد عادل" مع مدينة الباشوات في "كان" (صور)

11:52 ص الثلاثاء 05 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:  

ملازمة الأشياء تطبع على صاحبها، تلتحم بشخصيته، حتى يصعب عليه فراقها -وإن فعل-، يظل هناك رابط بينهما، ربما لا يقدر على وصفه، لكنه يعلم مدلوله؛ شوارع تخطوها القدم، ملامح تبصرها العيون، ذكريات مفرحة وموجعة، يستودعها العقل في مكان، وهو على يقين أنه حافظ لها، تفاصيل تؤثر شخص، يسير يوما فيجدها بمهب الريح، تتبدل حتى يصير ما أَحبه بالأمس "من غير سبب" هو ما يكره اليوم، لكنه كره المحب، الذي يظل يبحث عن فرصة يعبر بها عن حبه، ويفصح عن خوفه مِن أن يستيقظ يوما فلا يجد أثر لما ارتبط به، ولهذا السبب صنع "محمد عادل" فيلمه "حلوان.. أنا" المنتظر عرضه بركن الأفلام القصيرة في مهرجان "كان" السينمائي.

محاكاة ذاتية قرر "عادل" أن يقوم بها الفيلم التسجيلي، بإنتاج مصري فرنسي مشترك، عن حياته بمكان نشأته في حلوان، المدينة التي تبدل حالها كما مصر، من منطقة جمالها يُبهر "الباشوات" إلى زحام وإهمال لا يبرح عتباته، يضيق الصدر منه "حبيت أحكي عن حلوان بتاعتي أنا".
 
الورش السينمائية مضمار يحرص خريج كلية الإعلام دفعة 2007، على التعلم من خلاله، منتهزا ما فيه من امكانية للعصف الذهني، وتبادل الخبرات، وفي النهاية الخروج بمنتج إبداعي، وكانت ورشة الأفلام التابعة لهولندا عام 2009، المقامة في مصر، بداية طرح فكرة "حلوان.. أنا"، راودته الفكرة وصرح بها، غير أن شرط الورشة في صناعة أفلام قصيرة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، هو ما جعله يتراجع "لقيت أن حلوان أكبر من أنها تتعمل في دقيقة" واستعاض عنه بفيلمه الأول "الأُوله"، وانتظر حتى تأتي الفرصة.

صفحة خط بها "عادل" فكرة الفيلم، التي أسرها لسنوات، أمام المحاضر بورشة أفلام المركز الثقافي الفرنسي عام 2013، أخذ المترجم يقرأ كلمات المخرج الشاب عن تفاصيل حياته بمنطقة حلوان، فدمعت عيناه تأثرًا، فيما أخبرته المخرجة الفرنسية بقين "هو ده فيلمك".

في قائمة تدوين أفكار المشاركين بورشة الأفلام، لم يتردد الشاب العشريني "جالي اسم الفيلم بالفرنساوي"، فكان "حلوان.. أنا" اسم الفيلم التسجيلي القصير، الذي عُرض في قرابة 30 مهرجان، وحصد من بعضها الجوائز، أخرهم مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الشوارع، الأماكن، علاقات الأشخاص التي شابها التغير سجلها "عادل" في 15 دقيقة، هي مدة عرض الفيلم، "كنت شايف أني أوثق الحاجات قبل ما تختفي" بصوت يملأه الطموح قال المخرج الشاب، حيث تنامى لديه الشعور بالرغبة في توثيق تفاصيل الأماكن قبل اندثارها لأي سبب كان. بعد الصراع الدائر في سوريا، بدأ يلتفت "عادل" أكثر لمجريات الأمور حوله، فيخبره أحدهم عن تلك الأشجار الأثرية التي تُقطع، والأماكن التي تتغير بفعل الإهمال، أو دعوى التجديد "بعد سنين كتير ممكن منعرفش شكل الأماكن كان عامل إيه".
 
6 شهور حتى انتهى المخرج بمعاونة فريق عمل بلغ عدد أفراده قرابة 15 شخص، "أخويا كان داعم في الانتاج رغم أنه مالوش في السينما.. وأختي منى شاركت في التصوير" قالها "عادل" حيث سادت أجواء الفيلم حالة من الدعم، سواء من أسرته، التي شاركت في الفيلم رغم ما قد تسببه بعض التفاصيل من إحراج حسب قول المخرج.

"حلوان.. أنا" كان بداية مشروع يحلم به المخرج الشاب "أوثق مصر كلها من خلال تجارب ذاتية"، ليس بالضرورة أن تكون له كما في الفيلم المنتظر عرضه بركن الأفلام القصيرة في مهرجان "كان"، لكن المهم أن تعبر عن ارتباط الأشخاص بمكان ما "يعني نحكي عنه من خلال شخص" وهو ما يعمل عليه في فيلميه "أسوان أنا"، و"بورسعيد أنا"، فالأول انتهى من تنفيذه وعُرض في ورشة الأقصر للأفلام، فيما جاري تنفيذ الثاني.

10 أفلام مصرية، بسواعد الشباب، وإنتاج مستقل، تشق طريقها إلى سينما مهرجان "كان" في فرنسا شهر مايو الجاري، أمر يستحسنه "عادل" وتفرح له نفسه، غير أنه يجده "شيء يحزن" في الوقت ذاته، لما يعنيه من ابتعاد الانتاج الحكومي عن الساحة، وفي نظره هذا لا يحمل إلا مدلول "إن في توجه والدولة عارفة وعادي.. أو إنها مش عارفة"، فرغم العراقيل الروتينية الموضوعة أمام الشباب كما يقول المخرج والتي تحمل معنى "متصوروش حاجة"، إلا أن الشباب استطاعوا انتاج أفلام تُعرض دوليا، وهو أمر لافت للنظر في رأي مخرج فيلم "حلوان.. أنا".
 
عراقيل فنية تتعلق بإمكانية التقديم عبر موقع المهرجان كادت تقف في  وجه المخرج الشاب، لكن العناية الإلهية مكنته من اللحاق به في اليوم الأخير لموعد التقديم، يتذكر "عادل" تعب الأعصاب، صرف نظره عن فكرة المشاركة بالمهرجان في البداية، فيما يرن في أذنيه صوت الكلمات الأخيرة بالفيلم، والتي يتحدث بها لحلوان كأنما محبوبته "بتسببيلي حيرة بين حب الوحدة والانطلاق.. بين الواحد والمجموعة.. ساعات بقول إن ممكن تأذيني أو ضرك أكتر من حسناتك بس أعيش من غيرك مقدرش" تأتيه مثل يد تربت على الكتف، تخبره أن المشوار لا زال ببدايته، وما "حلوان.. أنا" إلا خطوة به.

تابع باقي موضوعات الملف:

أفلامنا في "كان".. أحلام شباب مصري "بيحب السيما"

كان-(1)

"الدرويش.. مَلك في دنيا الصعاليك..صور

2015_5_3_13_30_8_32

بالفيديو والصور.. "سكر أبيض".. تذكرة لعالم الأحلام

2015_5_3_15_52_40_600

أول فيلم "أنميشن" مصري في "كان".. "اتعمل في يومين" (فيديو وصور)

2015_5_3_14_13_23_850

بالصور.."الفاتنة".. السينما على جناح "حمامة"

2015_5_4_15_15_11_981

بالصور.. "حياة طاهرة" ... مصر المؤنثة

2015_5_4_13_44_21_676

بالفيديو والصور.. "العودة".. بطلة مكتئبة تذهب إلى "كان"

2015_5_4_13_47_51_361

''الكلمة الأخيرة''.. حين يصبح الشيطان بطلا

2015_5_5_11_29_28_925

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان