بعد أسبوع على مقتل "عطيتو".. "هندسة عين شمس" فوق صفيح ساخن

كتبت-دعاء الفولي:
كان صباح الثلاثاء الماضي عاديا، يتوافد الطلاب لكلية الهندسة، بجامعة عين شمس لأداء الامتحانات. قبل انتهاء اختبار الفرقة الرابعة، قسم كهرباء قوى، بثلث الساعة، وتحديدا في العاشرة و40 دقيقة، دلف رجلان ليسألا عن الطالب إسلام عطيتو، وعندما أجابهم طلبوا منه التوجه إلى شئون الطلبة لاستكمال بعض الأوراق، انتهى الامتحان وانفض الطلاب، وخرج "عطيتو" دون عودة إلى الأبد، اشتعل غضب زملاءه بعد اتهامهم الشرطة بقتله، أغلقت الكلية أبوابها لأيام، بسطت قوات وزارة الداخلية سيطرتها في محيط الكلية الخارجي، وتصاعد التوتر، فيما تحاول إدارة الجامعة إنهاء العام الدراسي بسلام.

"انا عارف بتوع اتحاد الطلبة كويس ودول مكانوش منهم"، لا يصدق "إسلام أبو المعارف" سوى عيناه، كان يجلس في الصف الخلفي لـ"عطيتو". حين كان أستاذ المادة يشرح شيئا للطلاب رآهما يتحدثان للطالب المقتول، استغرق الأمر ثوان معدودة قبل أن يعود المجرى الطبيعي للامتحان.

ليل الثلاثاء انتشرت أخبار عن اعتقال طالب من الدفعة، كما يقول أحد أعضاء اتحاد طلبة كلية الهندسة –فضل عدم ذكر اسمه- "ساعتها قلنا إننا هنتحرك كاتحاد.. هنوكل محامي أو نأجله الامتحانات"، صبيحة الأربعاء نشرت صفحة وزارة الداخلية على موقع فيسبوك خبر مقتل "عطيتو"، وقد كان متهما –على حد قولها- بقتل العقيد وائل طاحون "دخلنا لعميد الكلية واستهان بالأمر وقال متربطوش مقتله بالداخلية.. ولما لقينا مفيش فايدة كانت استقالة الاتحاد هي الحل".

"يوم الأربعاء والخميس مكنش فيه امتحانات تم إلغاءها.. والسبت امتحنّا لكن الوضع في الكلية اختلف"، قال "أبو المعارف". لم تكن علاقته قوية بالطالب الراحل "هو مكنش ليه اختلاط بالدفعة عموما"، قوات الأمن تمركزت خارج أسوار هندسة، تنتشر أعدادها أكبر على غير العادة "يوم السبت كان الدخول الصبح لسنة رابعة بس"، قبل الامتحان بدقائق يدخل الطلاب، ولا يتبقى وقت للتواجد بعد انتهاءه "كانوا بيطلبوا مننا نمشي علطول، محدش فضل جوة الكلية"، على حد قول عضو الاتحاد الذي لا يعلم إلى الآن مصير المراجعات واختبارات الشفوي التي اُلغيت "الدكاترة نفسهم لما سألناهم قالوا إن الإلغاء مش بإيدهم ".

"لم نكن لنتخيل أن تصبح مصائرنا وأعمارنا تمتهن وتستباح بهذا الشكل الهمجى المهين. لم نكن لنتخيل أن تصبح أحلامنا بالحرية والحق والعدل كابوسًا نحياه"، كان هذا جزء من بيان اتحاد طلاب الهندسة، عقب وفاة "عطيتو" بساعات، لترد الكلية ببيان يوم الخميس، يفيد بأن ما قيل مجرد أنباء غير مؤكدة، وأن الطالب خرج بصحبة زملائه طبقا لكاميرات المراقبة، ولم يتم القبض عليه داخل الحرم الجامعي، فيما أكدت وزارة الداخلية -على صفحتها- أنها استطاعت القبض على "عطيتو" بأحد الأوكار الصحراوية، ومات أثناء تبادل إطلاق النيران.

في تلك الأثناء قرر محمد حسن سليمان أستاذ مادة إدارة المشروعات بهندسة عين شمس، التقدم بشهادته للنيابة فيما يخص قضية الطالب المقتول "انا كنت بدرس المادة اللى امتحنها إسلام يوم الثلاثاء وكان معايا ورق الإجابة ومن ضمنه ورقته ورحت سلمتها للنيابة لإثبات حضوره"، غير أنه لم يلتقِ بـ"عطيتو" قبل ذلك بشكل شخصي.

 قال عضو الاتحاد إن "الكلية مكان آمن بالنسبة لي، مفروض أعمل إيه لم يتم طردي منها بعد الامتحان؟"، مضيفا أنهم يحتاجون للبقاء لإجراء بعض الأبحاث، بالإضافة لبعض التجارب التي تركها أصحابها خوفا من اتهامهم بالإرهاب "يعني بيبقوا شغالين على إلكترونيات ليها علاقة بالدراسة فبيضطروا يسيبوها".

لم يدلِ "أبو المعارف" بما رآه داخل لجنة الامتحان بصورة رسمية "اتقال إنه النيابة هتيجي الكلية تاخد أقوالنا"، ورغم أن أستاذ المادة قد سبقه إلى النيابة لقول شهادته، إلا أن ثمة أسئلة تتوارد إلى ذهنه "مازلنا ننتظر معرفة المسؤول عن واقعة القتل دون إذن ضبط وإحضار أو تحقيق أو محاكمة، وعن تتبع الطلبة داخل الحرم الجامعي"، قال "سليمان"، موضحا أن الإجابة عن هذه الأسئلة هي السبيل الوحيد للحفاظ على ثقة الطلاب في جامعتهم ووطنهم، واستكمل أن "المطلوب من الإدارة التعاون مع جهة التحقيق وقد قامت بذلك وقدمت كل الوثائق والأدلة المطلوبة ثم التحقيق الإداري لمحاسبة أي مقصر من موظفي الكلية أو أفراد الأمن ومازالت الإجراءات مستمرة".

"التصعيد الإعلامي" هو سلاح الاتحاد المستقيل حاليا، بينما يرى طلاب آخرون أن طرق التضامن مع مقتل إسلام لازالت قيد النقاش، بين ارتداء الملابس السوداء حدادا، أو تنظيم يوم تشارك فيه الحركات الطلابية "الإدارة عايزة تخلص السنة وخلاص عشان تخلي مسئوليتها" على حد قول أحد الطلاب؛ فغضبهم لم يخبُ إلى الآن، وهم في انتظار جديد في القضية.

اقرأ ايضا:

جامعة عين شمس: كاميرات المراقبة كشفت عدم القبض على اسلام صلاح داخل الجامعة

 عين شمس: طالب الهندسة ينتمي لـ"بيت المقدس".. وقُتل في تبادل لإطلاق نار مع الأمن
 
الداخلية: سنفحص واقعة مقتل "طالب الهندسة".. وسنحاسب المتورط "إن وجد"