لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''حلوة يا بلدي''.. جربت تسوّق السياحة للمصريين؟

02:30 م الإثنين 13 أبريل 2015

حلوة يا بلدي

كتبت-إشراق أحمد:

الشغف بمجال التسويق، والعمل به لسنوات قاربت من 25 عاما، أعطى ''هالة سلامة'' فرصة لتنظر إلى ما تمر به السياحة بشكل مختلف، في ظل أصدقاء لها فقدوا وظائفهم، وتصريحات تخرج بين الحين والأخر تناشد بالتدخل لإنقاذ ذلك القطاع الاقتصادي المهم، الندب على الخسائر التي تكبدها قطاع كامل خلال الأعوام الماضية والتي بلغت قرابة 15 مليار دولار –وفقا لإلهامي الزيات رئيس الاتحاد الصري للغرف السياحية- مقابل محاولات فردية لتشيط السياحة، فكرت السيدة الأربعينية في تسخير تخصصها، وفتح باب جديد ينعش الجسد ''المحتضر''، فكانت السياحة الداخلية المقصد.

''حلوة يا بلدي'' اسم المبادرة التي انطلقت يناير 2014، لتنشيط السياحة الداخلية، عشر أسئلة بسيطة فيما يشبه الاستطلاع انطلقت بها صفحة المبادرة لتلمس الآراء، كانت النتيجة أن الغالبية إن لم تسافر للخارج، فهي تفضل ذلك، وكانت الصدمة مع إجابات لطلاب جامعيين بأنهم لم يذهبوا لزيارة الاهرامات من قبل، ذلك ما أكد لـ''سلامة'' أن ما تفتقده السياحة موجود في صلب تخصصها، وهو التسويق، وهذا ما هدفت إليه ''عمل حملة تسويقية عن السياحة الداخلية''.

طيلة عام لم يبرح رأس السيدة الأربعينية تساؤلات؛ عن المليارات التي تخرج من المصريين للسياحة بالخارج، في حين لا يدخل مثلها للسياحة الداخلية، وعن تلك الأعداد التي تقوم بجولاتها داخل البلاد، لماذا لا تتضاعف لتكون أكثر من مرة بالعام، وعن طريقة تعامل الشركات مع ''السائحين'' المصريين، ''وليه الأجنبي بيستمتع أكتر في مصر من المصري''، كأنما خيوط قادت ''سلامة'' إلى حقيقة أنه لا توجد بيانات ولا إحصائيات بحثية يمكن على أساسها القيام بحملة تسويقية جيد ةللقطاع الذي يعاني، فالتركيز ينصب على الأجانب ''وإزاي نقدر نجيب عملة صعبة'' وهو ما لا ترفضه مؤسسة المبادرة، لكنها لا تقبل تجاهل جانب مهم بإمكانه في هذ الوقت ''يغير حال البلد'' حسب تعبيرها. 

 

''زوروا تونس'' كلمات باتت تبصرها مؤسسة المبادرة كلما قررت مشاهدة التليفزيون، فيما لم تجد حملة موسعة للترويج للسياحة، أو تبحث عن حل هو في الأساس كما تجده السيدة ''تحت رجلينا''، غير أن بمجهود قرابة 8 أشخاص إلى جانب المتطوعين، عملوا خلال عام على تنشيط السياحة الداخلية من خلال ''أننا نكون حلقة وصل بين الفنادق والناس اللي عايزة تسافر'' قرابة 30 فندق، تمكنوا من إقناعهم بدعم المبادرة ''عن طريق تقديم عروضهم اللي فيها برامج خاصة لحلوة يا بلدي'' عبر نشرة قاموا بها كما تقول ''سلامة''.

المبادرة لا تعتمد على الجانب الاقتصادي فقط المقصود من السياحة حسب قول المؤسسة بل تمهد لما يمكن اعتباره منظومة دعم السياحة الداخلية، وهو ما تفتقده مصر حسب ''سلامة''، التي تقول إن الأمر يحتاج إلى تكاتف الشركات، المؤسسات، الحكومات، التشريعات، وهو ما لا يعيره الكثير اهتماما، فدعم هيئة التنشيط السياحة للمبادرة لم يزد عن كونها مجرد موافقة، نظرا للظروف التي تمر بها البلاد، لذلك ترى مؤسسة المبادرة ''أن الحكومة مش هتعمل كل حاجة.. والمستثمرين اللي عملوا ثروة لسنين طويلة من ورا السياحة دلوقتي دورهم لرد الجميل''.

تأخذ ''حلوة يا بلدي'' شكل الدورات، تنشط في شهور معينة ''لأن احنا كل إمكانياتنا مجهودنا''، لذلك كان الدورة الأولى في الفترة من 26 فبراير حتى أول مايو، أما الثانية التي رأى القائمون على المبادرة -في خطوة للتطوير- أن ترتكز كل فترة على تخصص واحد من مجالات السياحة، فتأتي الدورة الحالية المنطلقة هذا الشهر وتستمر حتى أول يونيو لتنشيط السياحة الرياضية، تستهدف في الأساس الشباب، لأنهم الأكثر تنقلا ومرونة في التعامل، فضلا عن أنها غير معروفة كثيرا في مصر رغم أن امكانيتها متوافرة ''فيبقى ضربنا عصفورين بحجر'' حسب تعبير مؤسسة المبادرة، ولذلك توافقت زمنيا مع ميعاد الإجازات.

رغم الصدمات التي تلقتها المتخصصة في مجال التسويق منذ التفكير في المبادرة، بدءً من رد هيئة التنشيط ووزارة الشباب ''أعملوا أنتم اللي عاوزينه'' والاكتفاء بالدعم المعنوي، مرورا بمعرفتها أن أصحاب الفنادق لا يقومون بالتسويق ''حتى للأجانب''، حيث يعتمدون على الشركات الأجنبية، يدفعون لها مقابل القيام بذلك، فيما لا يزيد دورهم عن عشر دقائق لاستقبال الوفود ''وبالتالي لما تقول له مصريين يقول الأجانب أريح مش هوجع دماغي''، غير أن ''حلوة يا بلدي'' واصلت العمل طيلة تلك الفترة، معتمدة على شغف القائمين عليها بعملهم في مجال التسويق، وتسخيره من أجل هدف يرونه وطني، لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد لترسيخ حب البلد والارتباط بها، آملين حسب ''سلامة'' أن تتطور الفكرة وتستمر طيلة العام وليس شهور ''حتى لو اتبنتها الحكومة أو حد من المستثمرين في يوم من الأيام''. 

dd

 

 

 

 

 

 

،

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان