لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. قصة الضحية المنسية في حادث انفجار "كارفور إسكندرية"

08:49 م الأحد 22 مارس 2015


كتب- محمد مهدي:

استيقظ الشاب "محمود محمد" من نومه مبكرا في 8 مارس الماضي، أعد ملابسه، ألقى نظرة حانية على شقيقيه الصغيران، وهمّ بمغادرة منزله بمنطقة 45 بميامي في الإسكندرية متجها إلى الجامعة العمالية حيث يدرس، غير أن والده استوقفه "خليك النهاردة متنزلش" هاجس لم يعرف سببا له دفعه لمحاولة إقناع ابنه بالمكوث بجواره، لكنه رفض "قالي لي النهاردة عندي امتحان عملي وصعب أغيب"، تلك المرة الأخيرة التي رأى فيها الأب "محمود" مكتمل الجسد، فبعد ساعات أتاه خبر إصابته في حادث انفجار قنبلة بالقرب من كارفور بالسيوف ضمن 5 مصابين افلتوا من الموت بأعجوبة، انخلع قلبه، اندفعت الدماء في رأسه خوفا، هرع إلى مكان الواقعة ليرى ما لا يسره "لقيت دراعه اليمين مبتوره وبطنه مفتوحة وجرينا بيه على مستشفى الأميرية" قالها الأب وصوته يخفت من التأثر.

في مستشفى الأميرية قوبل الشاب المصاب باهتمام مصطنع، أدخلوه غرفة العمليات سريعا "قالوا إنهم لحقوه من الموت لكن دفعوني حق العملية" وضعوه في إحدى غرف المستشفى، وبدأ مسلسل الإهمال "مفيش إمكانيات خالص في المستشفى" اشترى الأب المستلزمات التي يحتاج إليها نجله "صرفت 9 ألاف جنيه في كام يوم"، يشتكى الابن من الألم لا يسعفه أحد، يقول إنه لا يشعر بقدمه اليسرى فيردوا "هنبقى نجيلك طبيب متخصص" ولم يأتِ أبدًا.

"لجأنا للرئيس من خلال مناشدة على النت"، ابن شقيقة الأب كتب عن حالة "محمود" المتدهورة، مطالبا الرئاسة بسرعة التدخل وإنقاذه من المستشفى التي تغوص في أعماق الإهمال "وفعلا تاني يوم المحافظ كلمني وقالي هينقلوه"، في أقل من ساعة نُقل من مستشفى الأميرية إلى مستشفى مصطفى كامل التابعة للقوات المسلحة عبر سيارة إسعاف مجهزة "وهناك لقينا اهتمام بالحالة بس اكتشفنا حاجة خطيرة جدًا".

عبر فحوصات وأشعة أجريت على جسد "محمود" في المستشفى الجديد تبين أن حالته ساءت " جاله شلل في رجله الشمال اللي كان بيشتكي منها 8 أيام"، فضلا عن ذراعه المبتورة وكسر في الحوض وتهتك في البطن، يتأمل الأب الحال الذي آل إليه ابنه ويتذكر حيويته في الماضي وعمله في التبريد والتكيف من أجل التكفل بمصاريف جامعته ومساعدة أسرته "محمود بلسم.. شاب زي الفل مكنش يقول غير حاضر ونعم.. ربنا يقوموا لنا بالسلامة".

قبل عدة أيام زاره الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، وهاني المسيري محافظ الإسكندرية للاطمئنان على حالته "الحاجات دي بتفرق مع الواحد بس كان نفسنا منقابلش إهمال من البداية". الحالة معقدة هذا ما وصل إلى مسامع الأب من الطبيب المعالج بعد إجراء عملية جراحية لابنه اليوم الأحد "لسه مشوارنا طويل في العلميات والعلاج. ومفيش حاجة في إيدينا غير الدعاء" ذكرها الأب باكيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان