إعلان

كيف حاول 47 شخص وضع لمسة أمل في "نخل" سيناء

04:17 م الأربعاء 18 مارس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-يسرا سلامة:

على مسافة تبتعد عن منطقة العريش بحوالي الساعتين بالسيارة، تتواجد منطقة في وسط محافظة سيناء تسمى النخل، بها وعلى أطرافها ينتشر عدد من السكان، لديهم وحدة صحية واحدة، في أفضل أحوالها يوجد بها طبيبان لاستقبال المرضى من المنطقة، جهاز واحد للأشعة، وعيادة مهملة للأسنان، لا يكفي حاجات السكان للمستلزمات الطبية.

تلك المنطقة كانت وجهة قافلة صناع الحياة الخيرية، 47 شخصا من أطباء ومتطوعين ومنظمين، اتجهوا للقرية المقفرة، لتقديم مزيد من الرعاية الصحية، تستمر على مدار يوم كامل، استمر فيها الفريق بتقديم الدواء والعلاج لأهالي المنطقة.

البداية.. "رفع الواقع"

قبل ذهاب القافلة إلى سيناء، يذهب فريق صغير من "صناع الحياة" لاستكشاف الأوضاع في النخل، ومعرفة ما يحتاجة المكان من مستلزمات، وما ينقصه من معدات طبية، وهو ما يسمى بـ"رفع الواقع"، حيث يقول "أحمد سعدة" منسق التنظيم للقافلة أن الوحدة الصحية الأقرب إلى القرية بها جهاز أشعة واحد وغرفة لعلاج الأسنان، لكن يحيطها الإهمال.

17 طبيب من التخصصات المختلفة، من التحاليل والأشعة والأنف والأذن، والأطفال والنساء والتوليد والجراحة، والمسالك البولية والجراحة للطوارئ، ذهبوا من القاهرة إلى النخل، بدأت الجولة بتحضير الموقع في العيادة الصحية لاستقبال المرضى اللذيع عرفوا بإعلانات عن موعد الزيارة.

قلة الخدمات والكوادر البشرية

"الخدمات فقيرة بالمنطقة، ومحتاجة اهتمام كبير".. يقول هشام خشبة مسؤول ملف الصحة بصناع الحياة عن وضع سيناء، قائلا أن الجولة إلى النخل كشفت أن المنطقة تحتاج إلى مزيد من الخدمات ليس فقط في قطاع الصحة، ولكن في التعليم والبنية الأساسية للمنطقة، خاصة ان الرعاية التي تصل إليها قليلة.

يقول خشبة إن الوحدة الصحية القريبة من منطقة النخل تفتقر لمزيد من الخدمات، وإن الحالات العاجلة تنتقل إلى السويس أو العريش، ويحتاج ذلك إلى ما يزيد عن الساعتين لنقلهم، وهو ما يتعذر لبعض العائلات، قائلا "فيه هناك حالات حرجة كانت مقيمة لانها لا تستطيع الانتقال الى مستشفى، مثل فتاة لديها نزيف داخلي وحالاتين أخرتين نتيجة حادث".

منطقة النخل أيضا قريبة من طريق سريع به نقطة قريبة من منطقة حوادث، يعرفها سكان المنطقة، الحالات الناتجة من تلك الحوادث تأخذ وقتا لنقلها، حيث يقول خشبة لـ"مصراوي" إن الأزمة ليست فقط في الاجهزة والمعدات الطبية، أو الادوية، لكن أيضا في الكوادر البشرية القليلة من الأطباء المتواجدة هناك.

لماذا تطرد النخل الاطباء؟

السبب يسرده "سعدة" بسبب رغبة الاطباء في عدم الذهاب إلى النخل، ليس فقط في قلة الاجهزة والامكانات، لكن لأن معظم الشباب من خريجي كلية الطب تحتاج إلى التدرب تحت أساتذة من أجل الحصول على خبرة في العمل، "الدكتور اللي بيروح هناك بيموت لانه لا يتتطور في مجاله".

ويسرد أصحاب القافلة أن القافلة هى جزء من مشروع المساهمة في تنمية سيناء، الذي يتم فيه التنسيق بين المحافظة ومديرية الصحة، تحاول وزارة الصحة توفير الدعم لكن تقوم منظمات المجتمع المدني بتوفير الباقي من الخدمات، سواء الدعم اللوجستي أو البشري من الأطباء، تحصل "صناع الحياة" على بعض التخفيض على الأدوية من الشركات أو تطوع عدد من الأفراد في القافلة.

"طبيب واحد فقط في أقرب مستشفى وهى مستشفى سانت كاترين".. يقول خشبة أن تلك أزمة تواجه مستشفى أخرى بالمنطقة، تحاول فيها منظمات المجتمع المدني تكملة دور الحكومة في نقص الخدمات، قائلا أن القوافل الصحية أيضا تتجه إلى مسح للمواد التي يحتاجها المكان بعد الزيارة أيضا.

حملات على هامش القافلة

بجانب القافلة الطبية، التي يستقبل فيها الاطباء المرضى، توجد عدد من الحملات مثل غسيل الأيدي والنظافة، قامت به متطوعات، وتوزيع الصابون على المشاركين، بخاصة الأطفال، وبجانب وجود الطبيبة النفسية منال عمر، التي وجدت حالات تحتاج إلى تأهيل نفسي، للمتابعة معهم، بجانب ورشة للإسعافات الأولية يقوم بها متطوعون للأهالي.
ويقول "سعدة" إن القافلة توزع الأدوية التي تكفي المرضى طوال فترة العلاج، فليس معنى أن القافلة يوم واحد أن يكون العلاج مقتصرا على ذلك اليوم، مثل المرضى اللذين يحتاجون لمضادات حيوية، وأصحاب الحالات الحرجة.

شباب وفتيات تساعد المرضى في استقبالهم، وتساعد أصحاب الحالات الحرجة في اتكأهم للوصول إلى القافلة، ابتسامات رغم المرض يرويها "سعدة" عن ردود فعل أهالي النخل، "خليكم يوم كمان"، "احنا بعتنا لأهلنا في الجبل يجيوا عندكم" كلمات من المرضي، لقافلة اليوم الواحد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان