لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: حريق السبتية.. ''النار ملهاش أمان''

10:47 ص الثلاثاء 10 فبراير 2015

كتبت-دعاء الفولي:

رائحة البلاستيك المحترق تتصاعد، تشق نعومة نسمة الليل الخفيفة، يهرع بعض سكان شارع السبتية، بمنطقة وسط البلد، إلى شركة أجياد للتجارة، يدقون على الباب الحديدي الضخم بعنف، ليجدوا الحارسان قد سبقا إلى مصدر الحريق بمؤخرة الشركة، يفزع الجميع وتبدأ النيران في الازدياد، يخرج الخفيران سريعا، تبدأ ليلة عصيبة في الثالثة صباحا، ولا ينطفئ اللهب إلا في الصباح التالي، مخلفا وراءه وبال على أصحاب رأس المال.

بعدما اندلع الحريق بوقت بسيط، حضر محمد عبد الله، إلى أرض الشركة، فهو مدير المبيعات، بالإضافة إلى صاحبها المهندس علاء متولي. ''فيه حد من رجالتي حصل له حاجة؟''، قال ''متولي'' بينما تتآكل جوانب الشركة، لم يُصب أحدهم بأذى، إلا أن البضاعة التي تم إتلافها تُقدر بـ15 مليون جنيه، على حد قول ''عبد الله''، تعمل الشركة في الأنابيب البلاستيك، لذا اشتعال النيران وانتشارها كان يسيرا.

مع أول خيوط فجر الأثنين، كانت النيران لازالت مشتعلة، ست سيارات إطفاء جاءت عقب التبليغ مباشرة إلى محيط الحادث، يغطي الضباب الأسود الأجواء، بينما يتحرك رجال الحماية المدنية في المكان، يمدون خراطيم المياه للداخل؛ فلا يخفف ذلك من الألسنة المتصاعدة إلا قليلا ''كانوا بيبدلوا رايح جاي من كتر الوضع ما هو صعب.. المياه خلصت أكتر من مرة منهم''، قال ''عبد الله''.

1500 متر هي مساحة الأرض التي بُنيت عليها شركة أجياد عام 2003، قبل أن يقوم صاحبها بإعادة تجديدها بالكامل منذ 3 سنوات، بعد الاحتراق صارت الأرض لا تُرى من السواد، كُتل البلاستيك تغطي كل شيء، الناس وقوف على أبواب الشركة التي لم تعد موجودة، يتأفف الجميع بسبب الرائحة، يسعل أحدهم؛ فيجره صديقه ليبتعدا عن الرصيف الموجود بجانب المدخل، مخبرا إياه بحزم ''يلا نمشي.. بتتفرج على إيه بس؟''، جلس رجلان من فريق الإطفاء بجانب السيارة الواقفة أمام الشركة، أنزل أحدهم الكمامة من على فمه ليتلقط أنفاسه، يتنفس الهواء الخارجي الملبد بالاحتراق، لكنه أفضل من الداخل على كل حال، ثم يضع الكمامة ويعود لإلقاء نظرة على خرطوم المياه المفتوح على بعض أجزاء البلاستيك المتفحم بالداخل.

سدت أربع سيارات إطفاء شارع السبتية، ما أدى إلى شلل مروري ازداد مع اقتراب وقت الذروة في الثانية عصرا. أصحاب المحلات في المنطقة المحيطة، تركوا أماكن عملهم وانتظروا بالخارج، أتى معظمهم مبكرا عن ميعاد العمل خوفا من امتداد الحريق إلى محله. ''المهندس علاء متولي راجل زي البلسم.. معتقدش إن حد يؤذيه''، قال سيد الدريني، مدير المحل المواجه للشركة المنكوبة، في السابعة صباحا عندما أتى كان أصحاب الشركة قد جلسوا مكتوفي الأيدي بجانب المحل، يشاهدون الوضع كأنه فيلم سينمائي لا دور لهم فيه. ''ما هو دة يا عيني عامل في الشركة برضو''، قال ''الدريني'' مشيرا بيديه إلى رجل بدا عليه التعب جلس داخل المحل، جاء في التاسعة صباحا؛ فوجد المكان محترقا بالكامل، لم تأت له الفرصة ليعرف ماذا حدث، بعد أن ذهب الحارسان إلى قسم الشرطة للإدلاء بأقوالهما.

سيارة نقل بيضاء، اتسخت واجهتها بالرماد تواجدت بساحة الشركة، يجمع العمال ما بقي من خردة، ليضعوه في صندوقها الخلفي، ''بلدوزر'' ينزل بعزم قوته على السقف الصاج بالمدخل، ليسقطه قبل أن يقع على أحدهم فيصيبه، آخر وقف يتفحص بعض أنابيب البلاستيك، أعلاها صاج رمادي اللون كان مفرودا قبل أن تثنيه النيران على نفسه، فيما نظر ''عبد الله'' إلى ذلك المشهد قائلا ''كأن فيه صاروخ اتضرب في المكان''.

لا يتهم ''عبد الله'' أحدا، صاحب الشركة ليس له أعداء، لكن له منافسين بالتأكيد، على حد قوله. بعيدا عن مقر الشركة المحترقة بعدة أمتار تسائل أحد سائقي الدراجات النارية عما يجري، يجيبه شخص يسير على قدميه ''بيقولوا فيه حريقة قدام.. ربنا يكفينا الشر''، اتشحت كلمة ''أجياد للتجارة'' المكتوبة على مبنى الشركة بالسواد، نتيجة الحريق، كانت ملامح المارة تتغير كلما اقتربوا من مكان الحريق، من عدم الفهم، إلى تغطية الفم بمنديل ورقي بسبب الرائحة النفاذة، وحتى الحزن البادي على الوجوه من الخسائر، حتى إذا ما أصبحوا في مواجهة الشركة، قال أحدهم ''دة خراب والله.. ربنا يعوضه خير''، قبل أن يكمل في طريقه ويبقى وضع المتضرر على ما هو عليه.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان