لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جرس الفصحى"... تجليات اللغة العربية تأتيكم برعاية "محمود"

08:03 م السبت 19 ديسمبر 2015

اللغة العربية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت-دعاء الفولي:

حين عرض المُدرس على الطلاب جملة "أكلنا الفاكهة"، طالبًا منهم استخراج الفاعل، كان الصمت حليف الجالسين، إلا الطالب محمود موسى؛ رفع يده قائلًا إن الفاعل هو الضمير بكلمة "أكلنا"، نال تلميذ الصف الثالث الإعدادي استحسان المُعلم والأصدقاء، اكتشف وقتها أن اللغة العربية بالنسبة له أكثر من مجرد مادة دراسية، صارت عشقًا، ذاب فيها "موسى" وأصبح يوليها اهتمامًا عظيمًا، يُعطي دورات تدريبية، يُصلح الأخطاء لمن حوله، أو يُنشئ صفحة على موقع فيسبوك، يُعطي من خلالها "كبسولات" لغوية للآخرين كي يتخلصوا من أخطائهم.

"الفطرة" هي دافع "موسى" لتمسكه باللغة "احنا بنحب العربي بطبعنا لكن التغيرات في المجتمع بتطمس الفطرة دي مع الوقت وبنتغير"، منذ اكتشافه ذلك الشغف، لم يكف عن قراءة كل ما يقع تحت يده من كتب ومراجع وأشعار، ولم يتوقف عن سماع الخُطب والقرآن "خلاصة الموضوع إن السماع هو أفضل حل، وهو اللي بيضبط مخارج الألفاظ".

 

1

خلال مرحلة الثانوية العامة كان الشيخ عبد الحميد كشك، رفيق موسى "كان بيهتم باللغة جدًا"، اعتادت أذن مُحب اللغة جمالها، أصبح يستمتع باستكشاف الثغرات في التركيبات والجُمل، خاصة لمشاهير الفنانين الذين يعتمدون على الفصحى في الغناء "السيدة أم كلثوم عندها أخطاء مثلا وكاظم الساهر كمان مع إن عنده مصححين لغويين"، ورغم احتضان اللغة له، لكن الشاب لم يدرس بكلية دار العلوم أو ما يُنمى المساحة الأكاديمية لديه "دخلت كلية تجارة"، غير أنه بدأ بداخلها مرحلة أخرى من الاهتمام بـ"العربية".

اللجنة الثقافية بالكلية كانت مُستقر "موسى"، وفي عامه الأول بها كتب قصيدة الشعر الأولى له، واستمرت مسيرة الكتابة، حتى حصل على جائزة أفضل شاعر من المجلس القومي للشباب عام 2009.

مع الوقت شعر الشاب ذو الواحد وثلاثين عامًا أنه يريد تقديم المزيد، فكانت صفحة على موقع فيسبوك عام 2010، ينشر فيها معلومات عن اللغة ويُصحح "كان اسمها كبسولات لغوية".

3

لاقت الكبسولات اهتمامًا من الذين يلمسون صعوبة اللغة "هما شايفينها كدة عشان معندهمش مفاتيح التعامل معاها"، بعد فترة لم تعد صفحة الشاعر الشاب بنفس التأثير، فقد تعين عليه دفع مقابل لكي تظهر جميع المنشورات للمتابعين، وهنا جاءت فكرة إنشاء حساب تحت اسم "جرس الفصحى" يقوم بنفس الدور.

لا يبدو الأمر كمدرسة تجمع التلاميذ ليستمعوا للمدرس، فـ"موسى" يعهد إلى أساليب بسيطة لنقل المعلومة "زي إننا نتبارز في اللغة.. نفتح حوار على فيسبوك أو واتس آب واللي كلامه هيبقى مضبوط 100% هنحط اسمه في لوحة الشرف على فيسبوك"، ومن سيخطئ يتم تصحيح أخطائه، كما ينشر رسوم كارتونية بين حين وآخر لرجلين يتحدثان بالفصحى ويصوبان الخطأ، وفي الدورات التي يعطيها صاحب "جرس الفصحى"، يكون الحديث بالعربية هو البطل، وقد يطلب من الحضور تعريب بعض الجمل من اللهجة العامية.

4

الافتتان باللغة الأم، لم يضع "موسى" بموقف يسخر منه أحد "انا مبتكلمش مع الناس عربي.. بس أحيانا في وسط الكلام بتفلت مني جملة فبيهزروا ويقولوا لي ايه اللي قولته دة؟"، فمن أرادوا نشر اللغة العربية لم يتحدثوا بها طوال الوقت "لأن دة هينفّر الناس أكتر"، بل يبثونها في الآخرين بأبسط الطرق المناسبة لزمنهم، لذلك لا يكتب "موسى" على صفحته بالفصحى دائمًا، ما يجعل البعض ينتقده "ناس متشددة في الدفاع عن اللغة بتقولي إن دة تفريط"، بينما يمدحه مُحبو ما يفعل "فيه رؤساء تحرير بعتوا يشكروني عشان الصفحة وناس عايزة دروس خصوصية".

"استطعام" اللغة العربية هو ما يبثه "موسى" في من حوله، سواء من خلال فيسبوك، أو الحياة العادية، يعرف يقينًا أن اللغة على تبحّرها جميلة، فما إن يبذل أحدهم جهدًا كي يتقنها، حتى تُعطيه أضعاف ما يتمنى، والخبرات المتزايدة التي يكتسبها صاحب "الكبسولات" لن تمنعه من استمرار البحث بين كهوف الفُصحى، فسيظل يتعلمها حتى لحظاته الأخيرة في الحياة.

فيديو قد يعجبك: