لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين انتخابات البرلمان والجامعة.. التلامذة ينتصرون

02:11 م الإثنين 14 ديسمبر 2015

جامعة القاهرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

بعد عامين من صمت الحرم الجامعي عقب انتخابات الطلبة في مارس 2013، ومع حلول منتصف ديسمبر الحالي، انتهت الجامعات من الانتخابات الطلابية بجميع المستويات، فرحة حلّت بين الطلاب مع فوز عبدالله أنور برئاسة اتحاد جامعات مصر، وعمرو الحلو نائب الرئيس، غير المحسوبين على هوى الدولة.

انتهت الانتخابات بعد وقت قليل من إسدال الستار على التنافس على مقاعد البرلمان، لا تعني المقارنة هنا بين الاثنين المساواة بينهما، لكن محاولة لتوضيح الفروقات بين المجتمع الصغير والكبير، المتشابهات والاختلافات، ظروف تجمع بين الجامعة والبرلمان، هو الوضع السياسي المتدهور، الذي ينسحب بدوره على الجامعة، وعزوف الطلبة عن المشاركة السياسية، غير أن النتيجة في الاثنين اختلفت إلى حد كبير.

 بين منافسة برلمانية اشتهرت بالرشاوي على الملأ، وحالة من الترغيب والترهيب لطلبة الجامعات من قبل الإدارات، حسب حديث الطلبة، ونسبة مشاركة ضعيفة في الحالتين، أما النتيجة فجاءت بمحسوبين على النظام ونواب على ذمة قضايا، وآخرين أعضاء سابقين بالحزب الوطني، غير أن انتخابات الطلبة، رغم ضعفها على مستوى الكليات، إلا أن حلول طلاب مستقلين بمنصبي الرئيس والنائب، جاءا ليسترجع بعض من الأمل بنفوس الشباب.

البرلمان والجامعة
لا يستقيم لدى عمرو الكيلاني، عضو مركز عدالة للحقوق والحريات، الحديث عن مقارنة بين الجامعة والبرلمان، "المجتمع الطلابي ليه خصوصيته، عمره ما كان خالي من الطلاب اللي همها مصلحة الطلبة"، فبغض النظر عن وجود حراك سياسي قوي من الأحزاب، غير أن الطلبة المستقلين هم الرهان دائمًا للجامعات.

لا توجد بانتخابات الطلبة مراقبة من المراكز الحقوقية بشكل ايجابي، يقول عمرو ضاحكًا "موصلناش للديمقراطية دي"، حيث يلجأ مركز العدالة لمجموع الطلاب التابعين له، والتواصل معهم لرصد أي انتهاكات داخل اللجان، أما ماجد فتحي، عضو المكتب التنفيذي لطلاب مصر القوية، يقول "من ضمن لجنة الإشراف الانتخابي بيكون موجود اتنين طلبة"، لا تُحدد اتجاهات هؤلاء الطلبة، بحسب ماجد.

يرى الكيلاني أن العزوف عن المشاركة مرتبط بالحياة السياسية في مصر، ظلت نسبة المشاركة في مرحلتي البرلمان، الأولى والثانية، ضعيفة، أما في الجامعة فتعديل اللائحة الطلابية قبل الانتخابات بأسبوع، أثّر على النظام الانتخابي نفسه، فبدلًا من النظام المباشر، أصبح نظام التصعيد، وهو ما احتج عليه الطلبة، يتمثل في انتخاب أعضاء اللجان الفائزة في الانتخابات لأمناء اللجان ورؤساء الجامعات ونوابهم، مما لا يُعطي دور أكبر للطلبة في المشاركة الفعالة.

يأتي بند "النشاط الملحوظ" ضمن التعديلات، هو الآخر ضمن القرارات المتعسفة تجاه الطلبة، حيث يشترط على الطلبة وجود نشاط لهم للترشح، 1500 حالة شطب، بحسب الكيلاني، على مستوى جامعات مصر، أكثرهم من جامعتي أسيوط والمنصورة، يأتي ذلك البند حسب ما تتفق عليه رعاية الشباب بالكليات لها، تقول "منة وحيد"،  الفرقة الرابعة بصيدلة القاهرة "رعاية الشباب بتفسر البند على مزاجها، حسب كل كلية"، في كلية صيدلة فاز المرشحون بالتزكية، لضعف العدد، بجميع الفرق الدراسية، ما عدا اللجنة الاجتماعية للفرقة الأولى، تكمل منة "المفروض تتفسر بشكل مظبوط، لأن في جامعات تانية النشاط الملحوظ اتفسر بشكل تاني، وكان فيه عدد أكبر من المرشحين، في صيدلة القاهرة شُطب 32 مرشح. وعلى حد قول منة، الشطب في عُرف الرعاية لم يعن فقط انعدام النشاط "رئيس الاتحاد السابق لكلية بترول اتشطب بردو"، يقول ماجد.

لم يشارك عمرو الخطيب، طالب بهندسة عين شمس، في التصويت، بسبب ضعف الانتخابات، "في كليتنا استبعدوا الناس المحسوبين على التيار الثوري"، طالب الخطيب زملائه بعدم المشاركة "عشان محدش يدخل في إرادتنا"، يرى الخطيب أن الاتحاد المنتخب الآن، محسوب على الدولة، "فيه 70 طالب اترشح منهم 40 اتشطبوا".

مستقبل وطن
"صوت طلاب مصر".. هي القائمة المحسوبة على الدولة، بالنسبة للطلبة، تتبع حزب مستقبل وطن، الفائز بحوالي 50 مقعد في البرلمان، في انتخابات الجامعات فازوا بأربع فقط من 23 جامعة، "فيه منهم فاز بمنصب رئيس ونائب الاتحاد"، يقول ماجد، لكنهم لم يحصلوا على مكان بالمكتب التنفيذي لطلاب مصر.

الدعاية  
تتذكر منة الانتخابات السابقة، كيف كانت الحيوية بين أروقة الكلية، بأعداد كبيرة من المرشحين "كانوا تلاتة قوايم"، و"البانرات" المختلفة للدعاية، يوضح ماجد أن الدعاية بالانتخابات الحالية واجهت مشكلتين، أولهما نسبة المشاركة، كذلك التغيير في نظام الانتخاب، اقتصرت الدعاية على الكليات ذات الأعداد الكبيرة "عبارة عن بانرات جمعت اللجان اللي نازلة وفلايرز عليها أسماء القايمة"، فيما امتلأت شوارع مصر بالدعاية للنواب المحتملين، والتي حمل بعضها المخالفات، كاستخدام الشعارات الدينية.

تواجد الأحزاب
بالنسبة لماجد فإن الأحزاب لم تُوجد داخل الجامعات بالوقت الحالي، أو سابقًا، فطلاب الأحزاب، أمثال مصر القوية والدستور، هم جماعات تعمل بشكل مستقل عن الأحزاب "محدش عمره حط لوجو لحزب"، أما البرلمان المصري فالأحزاب التي حصلت على أكبر مقاعد كانت، المصريون الأحرار ومستقبل وطن.

"ترغيب وترهيب"
مع انتشار حالة الرشاوي أمام اللجان الانتخابية، وهو نوع من أنواع الترغيب، فحسب ماجد والخطيب، كان هناك ترغيب بشكل آخر، فإن مكالمات المسؤولين من الإدارات للطلبة، ظلت متصلة حتى الساعة الأخيرة من الانتخابات، الاتصالات القادمة بالترغيب حدثت للطلبة، لتوجيههم لاختيارات معينة "كان فيه مكالمة لأحد رؤساء الاتحاد اتقاله هنجحك السنة دي ونعفيك من الجيش"، كذلك جاء التهديد ضمن كلام من نوعية "هنسقطك".

رغم عزوف الطالبين عن المشاركة، سواء برغبتهم أو لظروف الانتخابات، اهتموا بمتابعة العملية الانتخابية، شاركت منة بشكل فاعل في الانتخابات السابقة، حيث كانت عضوة بداخل اتحاد الكلية، تذكر أعداد المرشحين الكبيرة قبلًا "حوالي 150 طالب"، ورغم المكالمات القادمة من المسؤولين، كما يقول الخطيب، قبل انتهاء الانتخابات بوقت قليل، جاءت النتيجة بشكل جيد بالنسبة لهم "كنا مراهنين على إن الطلبة هتعلي المصلحة العامة للكل"، وكما لا يعتقد الخطيب أن الاتحاد الممثل للجامعات سيقدر على إعادة الحراك الطلابي بشكل قوي، لكنه يرى مجرد وجوده إنجاز "إننا محققناش اللي عاوزاه  أجهزة الدولة المتمثلة في رعاية الشباب وإدارات الكليات"، توافقه منة على إتاحة الفرصة لوجود اتحاد ممثل حقيقي للطلبة، وإجبار الدولة على التعامل مع طلاب مستقلين عن الانحيازات، كما أن الاتحاد يحمل مسئولية وسط التدخل الأمني الكبير، يؤيد ذلك أيضًا ماجد حيث يرى أن التحدي الحقيقي لاتحاد طلاب مصر في التعامل مع اللائحة الطلابية الحالية بكل مساوئها، وعليهم خوض الصراع حولها.

فيديو قد يعجبك: