لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نصائح من "الشيخ جوجل" للمسلمين في ألمانيا

09:50 ص الأحد 13 ديسمبر 2015

نصائح من "الشيخ غوغل" للمسلمين في ألمانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بون، ألمانيا (دويتشه فيله)

يبحث الشباب المسلمون وبشكل متزايد في الإنترنت، بدلاً من بحثهم في المساجد، عن أجوبة على أسئلة دينية تتعلق بالحياة اليومية. من خلال مشروعها "ماذا تنشر؟" تسعى جمعية أُفُق منح الشباب المسلمين وسائل بديلة للتفاعل الاجتماعي.

ماذا يقول الإسلام في الواقع حول نتف الحواجب؟ أو حول عيد الهالوين؟ وهل يجوز للمسلمين أن يشاهدوا مسلسل "صراع العروش"؟ بات الشباب المسلمون يبحثون أقل من ذي قبل في المساجد عن أجوبة على هذه الأسئلة، وبالتالي صار "الشيخ جوجل" يكتسب أهمية متزايدة. وسواء تعلق الأمر بالملابس وبالتعامل مع أمور الدين في الحياة اليومية أو حتى مع الموضوعات الدينية في الحياة السياسة - فقد باتت مواقع الإنترنت تلعب دورًا مهمًا كمصد للمعلومات حتى بالنسبة للكثيرين من الشباب المسلمين الساعين إلى تبادل وجهات النظر والاستفسار حول القضايا الراهنة.

ولكن مع ذلك لا توجد سوى القليل من المقاربات لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي من أجل التوعية والتثقيف السياسي. في الوقت نفسه تبيِّن التجارب المكتسبة من المشروع الألماني الريادي "ماذا تنشر؟ التوعية السياسية مع الشباب المسلمين على الإنترنت"، والذي أطلقته جمعية ufuq.de البرلينية، حجم الاهتمام بالمسائل الدينية والاجتماعية في الشبكات الاجتماعية - وكذلك مدى صعوبة الخوض في هذه المسائل.

كثيرًا ما تشبه النقاشات في موقع فيسبوك أو يوتيوب الهاوية المؤدّية إلى الجحيم. وليس من النادر أن تهيمن التعليقات الجدلية والشتائم على هذه النقاشات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسائل حساسة وشخصية للغاية حول كيفية التعامل مع التقاليد الإسلامية في الحياة اليومية. وفي ذلك تبرز أيضًا الأصوات السلفية، التي تحدِّد في بعض الأحيان طبيعة الحوار ولغته في مجموعات تتناول موضوع الإسلام على موقع فيسبوك في اللغة الألمانية.

0,,18843074_401,00

الحاجة إلى إجابات واضحة

يعمل مشروع "ماذا تنشر؟" من أجل التوعية والتثقيف السياسي في المواقع التي يزورها بالفعل الشباب المسلمون - وعلى سبيل المثال في مجموعات على موقع فيسبوك تحمل أسماء مثل "أسئلة حول الإسلام" أو "مشكلات وحلول في الإسلام"، وهذه المجموعات تضم في بعض الأحيان أكثر عشرة آلاف عضو.

وأمَّا عمل أفراد هذا الفريق الذين تم تدريبهم في هذا المشروع من أجل العمل على الإنترنت والذين يعتبرون أنفسهم مسلمين، فهو لا يكمن في تقديم إجابات "صحيحة" على أسئلة حول الإيمان والدين، بل في الاستفسار وتحفيز الشباب على التفكير، وبالتالي فإنَّ عملهم يهدف إلى توسيع طيف الآراء.

غير أنَّ هذا لا يتسنى دائمًا، مثلما كانت الحال مع موضوع نشرته شابة في فيسبوك، ووجَّهت من خلاله سؤالاً إلى مجموعة فيسبوك "عما إذا كان يجوز للمرأة الخروج إلى المدينة وحيدة من دون زوجها". وردًا على السؤال لماذا يجب أن تُمنع النساء من القيام بذلك، أجابت: "أنا أريد إجابة إسلامية مع حديث نبوي وآية قرآنية. أنا بالذات لست في حالة مزاجية للخوض في الحجج والمناقشات. وعلى أية حال يسعدني الحصول على إجابة من شخص ذي علم ومعرفة".

هناك رغبة في الحصول على إجابات واضحة تنتشر خاصة بين الشباب. وهنا كثيرًا ما يظهر نوع من "الحديث والرد بحديث آخر"، حيث يتم الرد على حديث نبوي بحديث آخر مناقض له. ولكن مع ذلك فكثيرًا ما تنشأ هنا أيضًا محادثات، الغرض منها ليس الوضوح بقدر التركيز على السياقات والخلفيات. وهكذا يمكن أن يتم ربط أسئلة حول أحكام اللباس أيضًا ضمن أعمال التثقيف السياسي على الشبكات الاجتماعية مع أسئلة أخرى حول أهمية الملابس من الناحية الاجتماعية - أو حول تأثير أساليب لباس معينة على الآخرين.

وفي ذلك سرعان ما يتَّضح أنَّ ارتداء الحجاب على سبيل المثال لا يتعلق بالأحكام والقواعد الدينية وحدها، بل يتعلق أيضًا بمسائل الهوية وبتحديد العلاقات مع الآخرين وكذلك برسائل يسعى المرء إلى إرسالها إلى الخارج من خلال ارتداء ملابس معينة. وعندئذ لا يعود قرار تأييد أو معارضة ارتداء الحجاب يعتمد فقط على كيفية تفسير حكم من الأحكام الدينية، بل يعتمد أيضًا على ما يريده المرء بالذات وما يعتبره صحيحًا.

0,,17343805_4,00

المسلمون ليسوا ضحايا عاجزين

من الضروري للمرء من أجل التفكير بنفسه واتِّخاذ القرار أن تتم مواجهته بمختلف وجهات النظر والخيارات. وتتوفَّر في الشبكات الاجتماعية العديد من النقاط المرجعية خاصة من أجل مناقشة تجارب التمييز ضدَّ المسلمين. كذلك فإنَّ زيادة عدد الجرائم المعادية للمسلمين والتجارب العنصرية المعادية للمسلمين والمنتشرة على نطاق واسع، تأخذ أيضًا في العديد من النقاشات على شبكة الإنترنت مجالاً كبيرًا بين الشباب المسلمين. وهذا كثيرًا ما يخلق انطباعًا بأنَّ المسلمين عاجزون إزاء ما يتعرَّضون له من عنف وعداء - انطباع يتم تكثيفه في مساهمات المبادرات السلفية إلى عقيدة الضحية، ويفيد بأنَّ: "الغرب يخوض حربًا على الإسلام".

تظهر النقاشات الجارية ضمن هذا المشروع على الإنترنت مدى أهمية الاعتراف بهذه التجارب، ومدى تقبُّل الإحالة إلى عروض المساعدة بكلِّ امتنان، على سبيل المثال من جانب الوكالات والشبكات المناهضة للتمييز. والهدف من ذلك ليس تجميل التجارب العنصرية، بل إظهار امكانيات العمل لمواجهة انطباع العجز.

ويشمل ذلك أيضًا نشر تقارير حول أحكام قضائية تعاقب التمييز ضدَّ المسلمين في سوق العمل أو في العثور على سكن. وحاليًا يوجد عدد من هذه التقارير. غير أنَّ الشباب لا يعبأون في الغالب بهذه التقارير، ولذلك فإنَّ مثل هذه الأحكام والقرارات الصادرة عن المحاكم يجب أن تأخذ مساحة أوسع خاصة ضمن العمل التربوي.

وكذلك يتَّضح ضمن سياق القضايا السياسية مدى أهمية مواجهة المرء مع المواقف والتقييمات الأخرى. وعلى سبيل المثال تنشأ كثيرًا على موقع فيسبوك مناقشات فيما إذا كان من الجائز للمسلمين المشاركة في الانتخابات. حيث يرد في منشور بمناسبة الانتخابات في تركيا أنَّ "التصويت والاقتراع في الحياة الديمقراطية ممنوع منعًا تامًا في الإسلام". وغالبًا ما تشير مثل هذه الأسئلة وبصورة مباشرة إلى حياة الشباب: "هل يجوز لي كمسلم المشاركة في انتخابات مجلس العمال؟".

المزيد من مشاركة المسلمين السياسية

وهنا أيضًا لا يتعلق الأمر بالمناقشات الفقهية اللاهوتية بقدر ما يتعلق بالإشارة إلى مواقف مسلمين آخرين يعبِّرون عن أنفسهم كمسلمين وكمواطنين يؤيِّدون المشاركة في الحياة السياسية. وعلى سبيل المثال يمكن أن يكونوا أشخاصًا مسلمين مثل مجموعة من أئمة برلينيين يدعون إلى المشاركة في انتخابات مجلس شيوخ المدينة. وفي رسالة مفتوحة كتبوا: "نحن كمواطنين في عاصمتنا برلين نتمتَّع بحقِّ انتخاب الأشخاص، الذين يمثِّلوننا ويتَّخذون قرارات تؤثِّر في حياتنا اليومية".

"من خلال الانتخابات يمكن أن يكون لنا تأثير على صنع القرارات السياسة في مدينتنا. وهذا لا يقتصر فقط على القضايا التي تؤثِّر علينا نحن كمسلمين بصورة مباشرة. لكلِّ امرأة أو رجل منا تصوُّراته فيما يخص التعليم والصحة وسوق العمل أو حماية البيئة. ومن أجل تمكين المصالح والأهداف السياسية من التحوُّل أيضًا إلى واقع، فإنَّنا - نحن الأئمة البرلينيين - نُشجِّع إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات على المشاركة في انتخابات المجلس النيابي البرليني المقبلة".

هناك أمثلة لمبادرات أخرى أطلقها مراهقون وشباب مسلمون - مثل الشابة كبرى غوموساي، وهي صحفية ذات أصول تركية أطلقت مبادرة لمكافحة العنصرية اسمها "اُنظر" #Schauhin، أو الشاب يوسف عدلة، وهو مؤسِّس المجموعة الشعرية ذات الأسلوب النقدي اللاذع "آي صلام" i,slam - وكلاهما يشاركان كمسلمين في النقاشات السياسية. وبالنسبة لمعظم المسلمين يعتبر هذا أمرًا بديهيًا، ولكن مع ذلك نادرًا ما تُسمع هذه الأصوات في العديد من النقاشات التي يتم خوضها على الإنترنت.

وبالتالي فإنَّ التوعية السياسية في وسائل الاعلام الاجتماعية من النادر أن تعمل بشكل مختلف عما هي عليه الحال في اللقاءات الشخصية. ولكن مع ذلك يمكن الاستدلال على وجود اختلافات تفرضها صيغة العرض على الإنترنت. وهكذا توجد هنا قبل كلِّ شيء رسومات كاريكاتورية وإيحاءات وصور وأشرطة فيديو قصيرة تثير النقاشات والاهتمامات، في حين أنَّ التعليقات والإشارات الأطول إلى المعلومات الخلفية المفصّلة تضيع في أغلب الأحيان.

وليس من باب الصدفة أن نعثر أيضًا في موقع فيسبوك مرارًا وتكرارًا على رسومات كاريكاتورية للرسامة صفينة حامد الملقبة باسم توفيكس Tuffix. ومن خلال رسومات من حياتها اليومية كفتاة مسلمة تعيش في ألمانيا، تتناول هذه الرسامة تجارب العديد من الشباب المسلمين وتحفِّز الآخرين بالتالي على أن يتَّخذوا بأنفسهم مواقفهم الخاصة وأن يدافعوا عن مصالحهم الخاصة.

ونجاح رسوماتها يوضِّح أيضًا مدى ضبابية الحدود والاختلافات بين العالمين على شبكة الإنترنت وخارج هذه الشبكة الإلكترونية. في المساهمات المنشورة في وسائل الإعلام الاجتماعية بات يتعلق الأمر أقل من ذي قبل بمحادثات داخل "العوالم الافتراضية"، بل بمواجهات ونقاشات حقيقية وواقعية للغاية مع تجارب يتم خوضها في المدرسة وأثناء أوقات الفراغ والترفيه أو في الحياة المهنية. وبالتالي يمكن استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعية مثل موقع الفيسبوك ويوتيوب أو إنستجرام من أجل العمل على تثقيف الشباب وتوعيتهم السياسية.

فيديو قد يعجبك: