إعلان

بالصور.. كيف نجا ​أ​هالي "عفونة" المنكوبة من ​الموت غرقًا في مياه الأمطار؟

04:20 م الجمعة 06 نوفمبر 2015

قرية عفونة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

أمام منزله الصغير بقرية "عفونة" بوادي النطرون، نظر "أحمد سعيد" إلى السماء، شعر أنها ستمطر خلال وقت قصير، انضم إلى أسرته بالداخل، أغلق الباب جيدًا، تمم على وجود أغطية كافية على جسد طفليه الصغيرين، رقد على فراشه بجوار زوجته، وغاص في النوم غير عابئا بالأمطار التي تسقط فوق منزله من اعتياده على الأمر، غير أن رنين هاتفه المزعج أيقظه ليكتشف الكارثة "كلمني جاري بيقولي أهرب من البيت، سيول نازلة من الجبل زي الفيضان، وغرقت كل البيوت" قالها "سعيد" بينما ينظر إلى منزله الغارق بحسرة.

undefined

انتفض الرجل الثلاثيني من مضجعه، ومعه زوجته، المياه في كل شبر بالمنزل، جرى ناحية طفليه، اطمئن على سلامتهما، خرج بهم جميعا إلى الخارج، عدد كبير من أهالي القرية يهرولون ناحية "التبة" القريبة من منزله، لكنه تقدم ناحية سيارته-ربع نقل- استقلها سريعا فيما يرى بعيناه المياه المتدفقة من الجبل تغرق كل شيء، أسرع في الفرار من الموت، مصطحبا عدد من جيرانه في الجزء الخلفي من السيارة، وانطلق إلى الطريق الرئيسي حتى خرج من نطاق الخطر "نزلت مراتي وولادي، وقولتلهم لازم أرجع أنقذ الباقيين" لم يمنعه بكاء أسرته من العدول عن قراره.

undefined

وسط الأراضي الغارقة، والخوف الذي يرتع في وجوه الفارين من أهوال المشهد، اندفع "سعيد" بسيارته نحو قلب القرية، يحمل كل من لا يملك القدرة على الخوض في المياه "العواجيز والستات والأطفال على قد ما أقدر"، ينقلهم إلى مناطق آمنة ثم يعود من جديد "الناس أغلبها راحت على التبة.. فقررت أدخل لمناطق أخطر عشان ألحقهم"، هناك لم يجد طريق لكي تسير عليه إطارات سيارته، لكنه على أية حال رفض أن يرى جيرانه يموتون غرقا ويتركهم "مكنش ينفع.. دول عِشرة عمري، إزاي أمشي واسيبهم".

 undefined

لم يكن "سعيد" الشخص الوحيد الذي يقود سيارته في قلب الأهوال من أجل إنقاذ أهالي القرية "في ناس كتير غيري.. أي حد معاه عربية وخايف على الناس كان بيحاول يطلعهم"، لكنهم فشلوا في الوصول إلى منطقة التبة بعد أن جرفت السيول جزء كبير من طريق أسفلتي من تنفيذ المحافظة "لقينا واحد جارنا صاحب جرار بيدخل يجيب الناس من التبة وينزلهم عندنا، واحنا نكمل ونطلع لبرة" ظلوا على هذا الحال لساعات حتى توقفت الأمطار وقل منسوب المياه وتمكن الناس من النزول إلى الأرض والخروج من الجحيم بأنفسهم.

undefined

في الصباح، اضطر "سعيد" إلى العوم تجاه منزله للحصول على عدد من الأوراق الهامة التي تثبت ملكيته للأرض، داخل المياه اصطدم الرجل بعشرات من الحيوانات النافقة، وأشياء لا يعلم ما اذا كانت أجساد جيرانه الغرقى، لم يقوَ الرجل على النظر والتعرف عليها، فيما وصلت قوات الجيش لمحاولة مساعدة القرية، وقوات إنقاذ لانتشال الجثامين الغارقة، ونقل الناس بعيدا عن المنطقة المنكوبة "نزلوا اللي فضل على التبة ووزعوا أكل على الناس".

undefined

بعد يومين من الواقعة، جلس "سعيد" في أقرب نقطة إلى منزله، عيناه متعلقة بالمكان "كل حاجة ضاعت.. أنا لقيت عفش ليا انزاح لأول البلد"، يتذكر ما جرى والبكاء يغلبه "شفت راجل في الحتة دي.. بيطلع ولاده على جاموسة وبيرجع تاني عشان يلحق باقي الأطفال، بس رجع بحسرته، وست فضلت طول الليل بأطفالها فوق بيت غرقان" رأى الرجل الموت مئات المرات لكنه نجح هو وآخريين بشجاعة في إنقاذ أهالي القرية.

في البحيرة.. إن جالك الطوفان (ملف خاص)

undefined

بالصور- مصراوي داخل ''عفونة'' الغارقة.. الأهالي يسردون ساعات الرعب والموت

2015_11_6_10_32_12_181

''مصراوي'' بجوار ''عفونة'' الغارقة.. الكارثة مرت من هنا

2015_11_6_21_31_9_46

بالصور - أبرز 10 مشاهد من كارثة ''عفونة'' بالبحيرة

2015_11_7_21_0_23_560

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان