في مصر.. صناعة الألومنيوم "تنصهر" (قصة مصورة)

كتب- محمد مهدي:

تصوير: محمود بكار

قبل عدة سنوات، كانت صناعة الألومنيوم في منقطة ميت غمر بالدقهلية، يُشار إليها كمثال للنجاح، حيث تمد السوق المصري بنحو 75 % من احتياجاته للأدوات المنزلية، غير أن الأمور بدأت في التدهور منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2010 والتراخي الأمني الذي جعل المنطقة صيد سهل للعصابات، ثم عانت من ارتباك الدولة ووضعها الاقتصادي خلال الأنظمة المختلفة، في الوقت الذي يحاول فيه القائمين على تلك الصناعة إحيائها من جديد ومنعها من التوقف والاندثار.

تعاني الصناعة من الاعتماد على الطرق القديمة والأدوات التي لم تعد تليق بتطور الصناعة في دول العالم- وفق طلعت الشاعر، رئيس الجمعية التعاونية لصناعة الألومنيوم والنحاس-.

تعرض عدد من المصانع والمسابك لأعمال نهب في عام 2011، من بينها مصنع "الشاعر" الذي ثمن خسارته من سطو مسلح قام به 6 مجهولين مدججين بالأسلحة بنحو 150 ألف جنيه.

يحصل أصحاب المصانع والمسابك على المواد الخام للألومنيوم من مصنع نجع حمادي، وباعة جائلين وتجار، لإعادة صهره وتشكيله من جديد في عملية مكلفة مادية دون عائد جيد.

نتيجة للضرائب المتراكمة على المصانع يوجد نحو 300 مصنع متعثر على وشك إعلان إفلاسهم ووقف الصناعة-بحسب الشاعر-.

يقول الشاعر إن القائمين على الصناعة تكفلوا في ظروف اقتصادية صعبة من دفع رواتب شهرية لنحو 200 ألف عامل، يحصل الواحد منهم على 500 جنيه أسبوعيا.

وقع طلعت الشاعر، كرئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للألومنيوم، بروتوكولا مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، لتمويل وتطوير 300 مصنع، غير أن الروتين يُعطل أية خطوات لإنقاذ الصناعة-على حد قول الشاعر-.

يمتلك "الشاعر" أحد المصانع بميت غمر، يعود عمره إلى عام 1944، وما يزال محتفظا بجميع الأدوات والآلات المستخدمة في الصناعة.

رغبة في تطوير الصناعة، قام القائمين عليها في البحث عن خطوط الإنتاج المتطورة، والحصول على كافة التفاصيل المتعلقة بها "التكلفة 5 مليون منقدرش عليها.. تواصلت مع وزارة الصناعة والرئاسة وكانوا مهتمين بس مفيش جديد".

تستورد مصر أدوات منزلية من كوريا الجنوبية وتركيا وإيطاليا بمبلغ يُقدر بـ 3 مليار جنيه.

يعتقد رئيس الجمعية التعاونية للألومنيوم، إن الصناعة ستنتهي خلال عامين في حالة عدم تدخل الدولة بشكل عاجل وبعيدا عن الروتين ودعمهم ماديا لإحياء وتطوير الصناعة من جديد بفوائد قليلة تُسدد على المدى الطويل.