لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سلمان رشدي: "علينا أن نكافح من أجل الحرية"

03:55 م السبت 28 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بون، ألمانيا (دويتشه فيله)
هل يمكن للشر أن ينتصر؟ عن هذا السؤال وغير من الأسئلة يتحدث الكاتب البريطاني سلمان رشدي لـDW على خلفية كتابه الجديد الصادر حديثا عن دار بيلترسمان للنشر.

DW: في روايتك "سنتان وثمانية شهور وثمانية وعشرون ليلة"، بمعنى ألف ليلة وليلة بالضبط، تتحدث عن الحرب بين الإنسان والجن، فمن يفوز بين الاثنين في النهاية؟
سلمان رشدي: يتضمن الكتاب نهاية سارة! في الحقيقة لم أكن أود الخوض في كيفية نهاية الكتاب (ضاحكا). عندما بدأت بتأليفه، كان هناك العديد من الأشياء التي لم تثر اهتمامنا، وهي اليوم موجودة، فتنظيم "الدولة الإسلامية" لم يكن قائما ، ولهذا من المدهش جدا أن يبدو الكتاب اليوم وكأنه يشمل قضايا آنية.

ما الذي ألهمك وأنتم تكتب هذا الكتاب منذ سنوات طويلة؟
كنت أريد خلق أشياء غريبة وجديدة لم تكن بالسابق موجودة على الإطلاق. وهذا ما قادني مرة أخرى نحو الحكايات القديمة على غرار "ألف ليلة وليلة". وفي الهند هناك العديد من الحكايات كهذه، والتي جعلتني لأول مرة أعشق هذا النوع من القصص. جونتر جراس لعب دورا هاما أيضا. ولقد استعان بإمبراطورية الأساطير سواء بقصص الغابة السوداء أو الإخوان غريم، لكتابة أدب معاصر، كروايتي "الطبل الصفيح" و"الفأرة".

كشفت أن نهاية الكتاب ستكون سارة، بمعنى أن المنطق سيتغلب على الجهل. هل سيحدث ذلك أيضا في الواقع الذي نعيشه؟
قد يكون ذلك مهاترة يتضمنها الكتاب. رغم ذلك ورغم ما يحدث، أعتقد أنه علينا التمسك بقناعة أنه يمكن منع الشر من الانتصار. وتشير أشياء كثيرة إلى أن التهديد الحالي لن يبقى قائما بعد عشرين حتى ثلاثين سنة. ولو كنت جلست معكِ بداية عام 1989 وقلت لك إن الجدار(في برلين) سيسقط نهاية العام، لقلت عني أنني أحمق!. لكن هذا ما يحدث بالضبط. نحن نعيش في زمن يتحرك فيه العالم ومتغير بشكل مفاجئ وجوهريا وب 180 درجة، ولهذا فمن غير المجدي التنبؤ بما سيحدث.

هل شعورك بالخوف أقوى بعد اعتداءات باريس؟
نعم، ورغم كل أحداث الأسبوع الماضي أبهرتني إرادة سكان باريس، تركوا الخوف جانبا وعاودوا الحياة على نمط الحياة الباريسية المحضة. تناولوا الوجبات في المطاعم، وحضروا الحفلات ومباريات كرة القدم. إنه نمط الحياة الباريسي وهو الجواب الصحيح.

الرئيس الفرنسي أعلن الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فهل نحن الآن في حالة حرب؟
من المؤكد أن هناك من يحاربنا. أنا أحترس دائما من عبارات إدارة بوش "الحرب ضد الإرهاب"، لأنه لا يمكن الانتصار في حرب مثل هذه. ولا يمكن توقيع معاهدة سلام مع الإرهاب. الحرب هي موجهة ضد البشر لكنها أيضا حرب ضد الثقافة. ضد كل ما يُثمن من الوجهة الليبرالية الغربية- موسيقى، تسلية، الطعام الجيد، مباريات كرة القدم. مثل هذه المتعة هي عدو بالنسبة للمتشددين، ويبدو أنها المتعة الأكثر كرها لديهم، ولهذا علينا التشبث بها.

ما هو دور الأدباء حاليا؟
على الكتب أن تخلق عالما، يشعر فيه الإنسان بالراحة وتتيح له إمكانية تسليط الضوء بأشكال مختلفة على ما يجري هناك بالخارج، في هذا العالم. وعندما يترك القارئ عالمه وصفحات ذلك الكتاب، فإن جزءا منه يبقى بداخله ويطبع شيئا من تفكيره، فيؤثر بشكل من الأشكال على طريقة استيعابه للعالم.

كيف كتبت كتابا ولم تتطرق فيه لشخصك؟
أعتقد أنني فعلت ذلك بما فيه الكفاية، فلنتحدث عن أناس آخرين، عن أولئك الذين يعيشون حياة عادية إلى أن يواجهوا أمرا مرعبا ومصيريا. كيف نتعامل مع ذلك إذا؟ وبين هؤلاء الناس هناك نفحة جن خفية لأننا أحفاد الحب الأولي بين أميرة الجن والإنسان. وبداخلنا قوة وأخلاق ودعم نفسي وفكري، ونحن لا نعلم أن كل ذلك يختلجنا. وفجأة يكتشف الناس قدرتهم على تجاوز كل أنواع المصائب.

كنت أكثر ممن عبر عن انتقاده الشديد لأعضاء نادي القلم الدولي بسبب موقفهم تجاه صحيفة شارلي إيبدو في الاحتفال السنوي للنادي. فما السبب الرئيسي وراء غضبكم؟ كانت فكرتهم خاطئة سواء كانوا من محبي الصحيفة أو من رافضيها. رسامو الكاريكاتور قتلوا لأنهم رسموا. وعلى نادي القلم الدولي أن يضع حرية التعبير على قائمة أساسياته. من لا يستطيع احترام الآخرين ويقتل نهاية الأمر بسبب رسومات كاريكاتورية ذات بعد سياسي، فإنه يصبح رمزا. العديد من الساسة لم يكنوا يعرفون على سبيل المثال أن رسامي الكاريكاتور غير محبوبين، واكتشفوا العكس، كما اكتشفوا أن الصحيفة ليست عنصرية بل بالعكس ضد العنصرية، وأن عدوها الأول هي الجبهة الوطنية اليمينية.

في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام، قلت إن "وظيفتنا أصبحت تتخذ طعم الغزوات أكثر فأكثر"، فأي غزوات تقصد؟
علينا أن ندافع عن حريتنا الغالية والتي انتزعناها بعد جهد بليغ. في القرون الأخيرة تمّ تطوير مفهوم الحرية واستطعنا أن ننعم بها نحن اليوم. وهذه الأفكار وصلت حتى إلى الولايات المتحدة، لكن الأهم من ذلك هو أن ننعم بالسعادة في جزء من هذا العالم، حيث يمكننا العيش فيه بحرية. وبلدان أخرى لا تنعم بها. الصين؟ لا! أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي؟ أيضا لا. القسم الأكبر من إفريقيا؟ لا. ويعني ذلك أنه إذا كنا نتقاسم هذه القيم فعلينا أن نحافظ عليها. علينا أن نكافح من أجلها إذا اقتضى الأمر.

*سلمان رشدي كاتب هندي- انجليزي، وأحد أبرز الكتاب المعاصرين في العالم. أهدر دمه في إيران عام 1989 بسبب كتابه "آيات شيطانية" وقد صدر حديثا كتابه الجديد "سنتان وثمانية شهور وثمانية وعشون ليلة" عن دار النشر برتلسمان.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: