إعلان

في "الدقي والعجوزة".. دعاية بـ"الدي جي" والقوائم "في علم الغيب"

04:38 م الجمعة 16 أكتوبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

بين أحد شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، كانت "أم أحمد" واحدة من بائعات الخبز، الكثافة السكانية بالشارع جعل منها مكانا لازدحام لافتات الدعاية الإنتخابية، وقبل ساعات من بدء التصويت في الاستحقاق الديمقراطي الاخير في خارطة يونيون لم تكن السيدة الخمسينية تعبأ كثيرا بمرشح في الانتخابات،غلاء العيشة، عدم تقدم أحوالها، بجانب ما تراه انتهازية في مرشحين لا يلتفتون وعودهم فور النجاح.. أسباب متعددة تدفع السيدة لعدم الذهاب للتصويت.

توافقها الرأي زوجة ابنها "دينا محمود"، والتي تقول "كل مرة يحصل انتخابات تحصل الزيطة دي، وبعد كدة الكسبان ما يعرفش الناس، ولا بيجروا على مصالح أهل دايرته، كيلو الطماطم بعشرة جنيه والخضار بت12 جنيه، مين ممكن ينزل يصوت في الانتخابات وسط الظروف دي".

مرشحين سابقين بالدائرة الساخنة

حالة من السخونة شهدتها الدائرة قبل بدء التصويت، حيث تشتعل بالدعاية الانتخابية بعدة وسائل، لافتات لعدة مرشحين امتلأت بها جدران وشوارع حي الدقي، جعلها دائرة "المشاهير" لنزول مرشحين من دائرة الإعلام إليها، فمن أصل 34 مرشحا على المقعد الفردي أبرزهم الإعلامي عبدالرحيم علي، والخبير السياسي والبرلماني السابق أيضا بـ2010 عمرو الشوبكي، كلاهما على فئة المستقل، وأحمد مرتضى منصور عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وابن رئيس النادي المحامي الشهير مرتضى منصور، على مقعد حزب المصريين الإحرار، وكذلك طارق الملط المرشح المستقل والمرشح السابق على حزب الوسط في 2010، والمرشح المستقل أحمد الخطيب.

لافتات "منصور" و"علي" كانت الأكثر انتشارا في حي الدقي، ورصد مصراوي جلسة لعرض برنامجه للمرشح عمرو الشوبكي في وسط أحد القهاوي في منطقة عرابي، وكذلك جولة بالمزمار لأحمد مرتضى منصور في منطقة بين السرايات تبادل فيها الناخب السلام مع سكان المنطقة الشعبية، وذكر عبدالرحيم علي في أحد البرامج التلفزيونية جولة له في عدد من المناطق منها منطقة عزبة أولاد علام.

بجانب الجولات الميدانية للدعاية، اشتعلت دائرة الدقي والعجوزة أيضا بالوعود الإنتخابية للمرشحين، والذي تبرز في فرص عمل للشباب كما قال علي، مع التشريع كأولوية في برنامج الشوبكي، أما المرشح طوال عقود على مقعد الحزب الوطني سيد جوهر، والمرشح حاليا على مستقلا، يقدم رصيده السابق كدعاية له، وأنه يقدم خدمات للدائرة سواء نائبا أم لا، بحسب تصريحات صحفية له، بجانب مستشفى في منطقة أرض اللواء من أحمد مرتضى.

سمعت المرشح ولا "الدي جي" بتاعه؟

"لا صوت يعلو فوق صوت الدي جي".. بسخرية يتحدث "جمال عبد الفتاح" صاحب مكتبة في منطقة الدقي، فطبيعة عمله المرتبطة ببقاءه في الشارع جعلته على دراية بسلوك الناخبين طوال فترة الدعاية، والتي بدأت في 29 سبتمبر الماضي، لتستمر قرابة الأسبوعين، يستكمل جمال لـ"مصراوي" أن الوسيلة الأكثر تداولا بعد اللافتات داخل دائرة الدقي والعجوزة هى الدي جي، والذي يمر بالأغاني والدعوات لم تكن فقط للمرشحين، ولكن لحث الناس كلها على النزول والانتخاب، يرى جمال أن تركيز المواطنين على مرشح الخدمات شيئا سلبيا؛ لإن مهمة تشريع القوانين هى الأهم للمرشح الذي سيمكث خمس سنوات تحت قبة البرلمان.

لم يرى البائع بأحد محلات البقالة "محمود عبدالعال" أن وسيلة الدي جي والمزمار جيدة للدعاية؛ مفسرا ذلك "أنا هنتخب واحد بالدي جي بتاعه ولا لما أعرف برنامجه؟"، لم يحدد عبدالعال مرشحه بعد، لكنه يتمنى ألا تعود أحد الوجوه القديمة تحت قبة البرلمان، بالإشارة إلى رجال الحزب الوطني أو جماعة الإخوان، يتمنى أن تكون هناك فرصة أفضل للشبابن خاصة بعد الثورة "ياريت الجيل الجديد ياخد فرصته في الانتخابات، خاصة أن مفيش ثورة .. فميبقاش ولا ثورة ولا برلمان"، بحسب رأيه.

القوائم "يسهلها ربنا"

منذ 10 سنوات، اتخذ سيد محمد الطريق إلى صندوق الانتخابات، يرى إنه واجب وطني النزول والتصويت فيها، حدد الموظف بأحد المصالح الحكومية مرشحيه على مقعدي الفردي، قائلا إن أهم صفاتهم هو خدمة أهالي دائرته، وعن سؤال سيد عن القائمة الذي سيختارها قال "يوم الانتخابات بقى يسهلها ربنا".

لم يكن سيد الوحيد من ابناء دائرته الذي لم يحدد القائمة بعد، تشابه أسماء القوائم، والصراعات فقك هى ما تسمعه "فاطمة أحمد"، إحدي البائعات في محل ملابس بحي الدقي، لتقول "أنا هنتخب المرشح اللي اعرفه، لكن معرفش القوائم"، آخرون لم يعرفوا بالتحديد من يختاروا من القوائم الإنتخابية، وتعد دائرة الدقي والعجوزة من ضمن دائر قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا وترشح فيه أربعة قوائم انتخابية وهى حب مصر ، وحزب النور، ومصر، والتحالف الجمهوري الحر.

آمال في تحسن المعيشة بدت من عدد من سكان الحي، والذي يتميز بكثاة سكانية تعد كتلة تصويتية كبيرة في الانتخابات، والذي يصل في تقديرات إحصائية من 250 إلى 300 ألف نسمة، وستتم في يومي الأثنين والثلاثاء 20 و12 أكتوبر بالمرحلة الأولى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان